لترفع الأيدي عن غزة

لا أعرف القائد القسامي محمد ضيف ولكني سمعت عنه.. كان محاطاً بالتقدير من قبل الجميع.. وأعلم أن رجالات سياسية في فتح تحترمه لأنها عرفته جيداً.. وكان أيام مطاردته من الاحتلال قبل الانسحاب الاحتلالي من غزة يلجأ إلى بيوت قادة من فتح أبرزهم محمد دحلان ويحظى بالحماية والاحترام.. واعتقد أن الكثيرين ودوا لو قدموا له التعازي بأفراد عائلته لكن الاتصال به بات أمراً مستحيلاً في ظل شبكات الرصد الاحتلالية، وكنت قدمت له واجب العزاء في مقابلة مع فضائية سكاي نيوز عربية في يوم استشهاد عائلته.

الآن وكأن غزة باتت متروكة لمصيرها ايها القسامي او الشهيد الحي.. الإحتلال بالقتل الجوي والقنص الصاروخي يتسلى.. والسياسي بالمعجزة لوقف العدوان يتحلى.. آن الأوان لكي نقول مع أبناء شعبنا في غزة.. ارفعوا أيديكم عن غزة.. لا يجوز ترك غزة تواجه الموت والدمار دون فعل شيء.. على قيادة حماس أن تعترف أنها لو علمت أن هذه الكارثة الإنسانية ستلحق بغزة لما خاضت غمار المعركة.. وعلى المجتمع الدولي أن يفعل شيئاً لوقف العدوان المستمر في أغرب وأسوأ معركة غير متكافئة تكللت بالمذابح والمجازر الجماعية لأبناء شعبنا.

يمكن للقائد محمد ضيف أن يحسم الأمر ويحشر الاحتلال في زاوية المنبوذ إذا ما اتخذ قرارات مصيرية بوقف إطلاق النار واللجوء إلى الأمم المتحدة جنباً إلى جنب مع القيادة الفلسطينية وحشد الدعم الدولي في المحفل الدولي، فأمامنا فرصة سياسية فريدة في الانتصار لشعبنا وقضيته بالعودة إلى القرارات الدولية وإعلان أرضنا المحتلة دولة تحت الاحتلال تطالب بحماية دولية وبحقها في المقاومة بأية وسيلة .آن الأوان لقادتنا جميعاً أن يتحدوا ويقولوا في المحفل الدولي ويطالبوا بوقف الاحتلال وليس وقف إطلاق النار فقط. لا يمكن لغزة كما هي الآن أن تفك حصارها منفردة ولا يمكن للضفة أن تتحرر من الاحتلال منفردة. القضية واحدة ولا يجب تقسيمها أيضاً مثلما أنقسمنا سياسياً طوال السنين الماضية.

لترفع الأيدي عن غزة بالكامل ونضع رؤوسنا ورقابنا وعقولنا على أرضها ونحمي أطفالها وترابها، ونطلق لشعبنا أملاً في الفكاك من الاحتلال بوحدة وطنية حقيقية ولا يجوز إقامة شبكة قمع داخلية في ظلال القصف الاحتلالي الوحشي.. ولو كان القائد محمد ضيف قادراً على التجوال في غزة للمس ذلك بأم عينيه وتأكد من ممارسات غير شريفة على الأرض.

الكاظمون على الغيظ والكلام عن بعض الممارسات انما يفعلون ذلك في خضم العدوان.. واجتهد الكثيرون لكي لا يظهروا ذلك علناً.. لكن والعالم يتباعد في اهتماماته عن مأساتنا يجب مجاهدة النفس والقضاء على الظواهر السلبية التي تمارس تحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” ليكن الصمود جماعياً وليكن العمل السياسي جماعياً.. ولنرفع أيدينا عن بعضنا حتى نتفرغ لمقارعة الاحتلال حرباً أم سياسياً، وبدون هذا ستتقلص أحلام غزة ويشتد الحصار وتستباح الضفة لاحقاً.. فمن يزين لنا الموت الآن هو نفسه من لا يريد مساعدتنا على الحياة.. فلسنا مطالبين بخوض معارك التنظيم الدولي للإخوان ولا معارك الجامعة العربية، فالشعارات لم تنقذ طفلاً ولا إمرأة.. ولا أعطت حصانة لمقاوم.. شعبنا هو الذي يمنح الحصانة بوحدته وصموده فقط.اللهم إني بلغت فأشهد. wheres the best place to buy cialis.

عن admin

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …