معادلة: الاستيطان.. والأسرى.. والمفاوضات!!

can you buy viagra o…

نجيب فراج  / تستهل اسرائيل استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني بخطوتين بارزتين ، سترتبطان بها لوقت طويل ، بغض النظر عما ستسفر عنه هذه السلسلة الجديدة من المفاوضات ، تقدما أم تدهورا ، وهاتان الخطوتان هما : بناء ألف ومائتي وحدة استيطانية جديدة على اراضي الضفة والقدس المحتلتين ، واطلاق سراح ستة وعشرين اسيرا قديما ممن سبق اعتقالهم توقيع اتفاقية اوسلو قبل عشرين سنة .

ويرى الكثير من المراقبين والمحللين ، بمن فيهم اسرائيليون من معسكري اليسار والوسط ، ان اسرائيل بإقدامها على الخطوة الاولى ، انما تريد افشال المفاوضات ، بينما يرى نتنياهو ان الخطوة الاستيطانية جاءت كي يقنع شركاء اليمين في حكومته الجديدة التصويت على اطلاق سراح الست والعشرين اسيرا . ولهذا رأيناه يهاجم السلطة الفلسطينية وينتقدها بأنها تمارس التحريض ضد اسرائيل عندما تجرأت وانتقدت الخطوة الاستيطانية .

الخطوة الاستيطانية ، ليست قضية عابرة كما يتراءى للبعض السلطوي الفلسطيني ، ولا زيادة كمية في البنيان الاستيطاني الهائل ، بل عدا عن رمزيتها الصهيونية اليهودية ، من استهلال المفاوضات التي توقفت حوالي اربع سنوات كشرط فلسطيني لوقفها او حتى تجميدها ، يعودون اليوم لتكون بمثابة البسملة التلمودية ، في كتاب «الاستيطان المجيد» ، ومن الناحية الثانية ، تغيير دراماتيكي قهري جديد على حدود الدولة الفلسطينية العتيدة التي سيبحثونها بعد يوم او يومين ، وهي طالما قالوا انهم بحثوها وانهم سيتبادلون اراض متساوية في المساحة والقيمة ، لا تتعدى احاد في المئة .

اما الخطوة الثانية ، والمتمثلة في اطلاق سراح دزينتين من اسرى ما قبل اوسلو ، من اصل مئة واربعة اسرى على اربع دفعات على مدار تسعة اشهر هي سقف عملية التفاوض ، فهي عملية ارتهان ابتزازية بامتياز ، تحشر القيادة الاسرائيلية فيها القيادة الفلسطينية داخل مربع محدود من التناور ازاء التوقيع على اية نتائج لعملية التفاوض المحكومة باطلاق سراح بقية الاسرى .

وحتى لو استفتي الشعب الفلسطيني بأغلبية ساحقة على هذا السلام ، فإنه سيبقى في أذهانهم لعقود قادمة ، سلاما كاذبا ، محكوما بمخططات استيطانية مصاحبة ، وبتأجيل جديد للقضايا الاكثر صعوبة وتعقيدا ، كاللاجئين وتعريفهم ومكان عودتهم ، وان كانوا سيبنون لهم بيوتا في مدن قائمة ام مدن جديدة ام في المخيمات التي رحلوا عنها . والقدس طبعا التي اختزلت في المقدسات (الاقصى والقيامة) وضعت تحت الوصاية الملكية الاردنية . والاسرى ، بالطبع ، وهي قضية لم تكن يوما مدرجة ضمن قضايا الحل الدائم ، ولا من ضمن القضايا الصعبة او الشائكة .

لكنها اليوم اصبحت تحتل المرتبة الاولى في وجدان الناس ، ماذا عن هؤلاء الذين اعتقلوا بعد توقيع اتفاقية اوسلو بيوم او بشهر او بسنة ؟ هل نضالهم بعد اوسلو كفيل بأن يبقيهم وراء القضبان عشر سنوات اخرى ؟

عن admin

شاهد أيضاً

 مستعمرون يعتدون على مواطن من كفر مالك شرق رام الله

-اعتدى مستعمرون، اليوم الإثنين، على مواطن من قرية كفر مالك شرق رام الله. وأفادت مصادر …