سياسة الضم الاسرائيلية وسبل مواجهتها

حديث القدس

دولة الاحتلال عازمة على ضم اجزاء من الضفة الغربية اليها، مستغلة بذلك وباء كورونا الذي يجتاح العالم والذي اصبح له الاولوية على ما عداه من قضايا من اجل التغلب عليه، ووضع حد له بعد ان ادى ولا يزال يؤدي الى وفاة مئات آلاف البشر في مختلف بقاع المعمورة، وكذلك دعم الادارة الاميركية لها في سياسة الضم والتوسع على اعتبار كما زعم وزير الخارجية الاميركي بأن هذه المسألة أو القضية – اي قضية الضم – هي شأن اسرائيلي داخلي رغم انه يعرف حق المعرفة ان اي اجراء احتلالي اسرائيلي من هذا القبيل يتعارض مع القرارات والاعراف والقوانين الدولية التي تعتبر الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة اراض فلسطينية محتلة وعلى دولة الاحتلال انهاء هذا الاحتلال الذي يُعد آخر وأطول احتلال عرفه العالم قاطبة.

وما يهمنا هنا هو ماذا أعد الجانب الفلسطيني لمواجهة ما ستقدم عليه دولة الاحتلال خلال الشهرين أو الأشهر القادمة، حيث اعلنت عزمها ضم اجزاء من الضفة اليها، مستغلة بذلك أيضاً الانقسام الفلسطيني الذي إذا لم يتم تداركه فأنه بكل تأكيد سيتحول الى انفصال، أو في الطريق الى ذلك.

صحيح ان الرئيس أبو مازن أكد انه في حال اقدام دولة الاحتلال على هذه الخطوة، فإنه سيعتبر جميع الاتفاقات مع اسرائيل وامريكا لاغية، وان الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا، أعلنت جميعها رفض أي ضم من قبل دولة الاحتلال للأرض الفلسطينية، إلا ان هذا غير كاف، لأنه إذا لم تتخذ خطوات عملية من قبل المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة التي أعلن أمينها العام هو الآخر عن رفضه لأي ضم، فإن دولة الاحتلال تتعايش مع هذا الرفض الذي بات رغم أهميته، إلا انه لا يغني ولا يسمن من جوع، خاصة في ضوء الدعم الاميركي لدولة الاحتلال ممثلة بإدارة الرئيس ترامب الذي يعمل على تجاهل بل وخرق قرارات المنطمة الدولية ولا يعيرها أي اهتمام.

هذا بالنسبة لدول العالم وفي مقدمتها الامم المتحدة التي من واجبها، بل تملي عليها الانظمة والقوانين واللوائح اتخاذ خطوات عملية لصد دولة الاحتلال ومنعها من مواصلة سياساتها التي تقود الى ضعضعة الامن والسلم العالميين بل تهددهما.

اما على الجانب العربي فإن الرفض العربي هو الآخر لا يسمن ولا يغني من جوع، ما لم تضغط هذه الدول على الجانب الاميركي من اجل الحد من سياساته الداعمة لدولة الاحتلال على حساب شعبنا وقضيته العادلة.

والأهم من ذلك هو الجانب الفلسطيني الذي تملي عليه المصلحة الوطنية العليا التوحد وانهاء الانقسام الاسود ليستطيع مواجهة سياسات الاحتلال في الضم والتوسع، خاصة وان الاحتلال يستغل هذا الانقسام الاسود ويعمل على تعميقه لتمرير سياساته المعادية لشعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة.

ان مواجهة الاجراءات الاسرائيلية المنوي اتخاذها يتطلب وضع استراتيجية عمل وطني موحدة لأنه بدون ذلك فإن سياسة الضم والتوسع سيتم تمريرها، فهل يغلب طرفي الانقسام المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية؟!.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …