تحية للصحفيين الفلسطينيين في اليوم العالمي لحرية الصحافة

حديث القدس

صادف يوم امس اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقرته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو – عام ١٩٩٣م، والذي يحتفل به في مختلف دول العالم بما فيها دولة فلسطين، رغم انها تحت الاحتلال الغاشم والذي يستهدف ابقاء شعبنا قاطبة وفي مقدمتهم الصحفيين نظرا لدورهم الهام في كشف وتعرية هذا الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا وارضه ومقدساته وجميع ممتلكاته.

ورغم ان هذه المناسبة جاءت هذا العام في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم قاطبة، مما حال ويحول دون احياء هذا اليوم، وتبيان ما انجز على صعيد حرية الصحافة، خاصة في الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان في حين انها تقمع الصحافة والاعلام وتعادية كما هو حاصل في الولايات المتحدة الاميركية حيث شن ولا يزال يشن الرئيس الاميركي دونالد ترامب حملات شعوا ضد الصحافة والصحفيين ويعلن عداءه لحرية الصحافة ويحد من عمل الصحفيين، لانهم يقولون الحقيقة بشأن هذا الرئيس المعادي ليس فقط للاعلام، بل للعالم اجمع باستثناء دولة الاحتلال الاسرائيلي التي هي على شاكلته خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تأمر على احدى الصحف العبرية، رغم موقفنا من هذه الصحف التي تدعم الاحتلال وتغني على جرائمه بحق شعبنا.

واذا كان صحفيو العالم يعانون من عدم تمتعهم بالحرية التامة في عملهم الصحفي، فان الصحفي الفلسطيني، يعاني من ظلم الاحتلال الذي ليس فقط يمنعه من ممارسة عمله المهني بل انه يعمد الى قتل العديد من الصحفيين الفلسطينيين واعتقال عدد آخر حيث يقبع في سجونه حوالي ١٥ صحفيا وصحفية هذه الايام الى جانب اصابة العديد منهم بالرصاص مما احدث اعاقات بين صفوفهم وفقدان صحفيين على الاقل لاحدى عينيهما بعد اصاباتهما برصاص الاحتلال وابقائهم على الارض لساعات طوال الامر الذي حال دون علاجهما في الوقت المناسب.

ليس هذا فحسب ، بل ان سلطات الاحتلال اغلقت العديد من المؤسسات الصحفية، وتقتحم بصورة شبه يومية لمؤسسات صحفية وتصادر اجهزة الحاسوب وتحفظ الاجهزة، كما حصل في الخليل وغيرها من المدن الى جانب تحطيم كاميرات العديد من الصحفيين.

فالهجمة الاحتلالية على المؤسسات الصحفية والاعلامية وعلى الصحفيين والاعلاميين هي يومية، في محاولة من الاحتلال لمنعهم من نقل الحقيقة، وللتغطية على جرائمه المرتكبة في الاراضي المحتلة، خاصة وان وسائل الاعلام والصحفيين هم العين الكاشفة لعورات الاحتلال، لذا فهو يستهدفهم بالدرجة الاولى.

ومن هنا فأن معاناة المؤسسات الصحفية والاعلامية والصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين هي بلا حدود، جراء هذا الاحتلال الذي لا يتوانى عن فعل اي عمل اجرامني لمنعهم من كشف عوراته وحقيقة ما يمارسه من قمع وعنصرية بحق شعبنا.

وفي هذا اليوم، فان المطلوب من الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي تنفيذ قراره بشأن معافيه الاحتلال الذي يصعد من اعتداءاته وجرائمه بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية الفلسطينية.

ولا يسعنا في هذه العجالة سوى توجيه التحية والتقدير للصحفي الفلسطيني وللمؤسسات الصحفية والاعلامية التي رغم جرائم الاحتلال يعملون جميعا تحت وابل الرصاص والقتل والاعتقال، لاظهار للعالم حقيقة هذا الاحتلال الغاشم والذي يدعي قادته بأن دولتهم هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …