قابضون على الجمر ثابتون على الثوابت

حديث القدس

هي صرخة ابناء شعبنا المدوية التي أطلقوها أمس من مخيمات اللجوء ومختلف بقاع الشتات ومن أرض الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني ٤٨، في يوم ذكرى النكبة الـ ٧٢ لتقول للاحتلال الاسرائيلي وحلفائه أولا، وللمجتمع الدولي عموما سنظل قابضين على الجمر، ثابتين على الثوابت، رافعين مفاتيح العودة ومتمسكين بكامل حقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.

هكذا رسم ابناء شعبنا وقيادته أمس تلك الصورة المشرقة من الصمود الاسطوري أمام جبروت الاحتلال وحليفته الكبرى الولايات المتحدة الأميركية، وأمام النفاق الغربي والتخاذل العربي – الاسلامي، مسلحين ليس فقط بالايمان بعدالة القضية وبالشرعية الدولية ووقوف غالبية شعوب العالم الى جانب فلسطين وشعبها، بل وبالأساس بهذه الإرادة الفولاذية وهذا الشموخ الوطني وهذه الروح التي لم تنكسر أمام مستعمريها وجبروتهم.

وهكذا ايضا دق ابناء شعبنا جدران الخزّان موجهين صرختهم للضمير العالمي وللعواصم العربية والاسلامية وللأمم المتحدة التي لم تطبق حتى اليوم قرارات شرعيتها وعدالتها بشأن القضية، لنقول لهؤلاء جميعا لن نخضع ولن نركع ، ولن نختنق ونحن نبحث عن أرض وسماء، بل إن الدق على جدران الخزان هذه المرة مقدمة تحذير لكل اؤلئك الواهمين بدفن القضية والحالمين بتجاوز الرقم الفلسطيني الصعب، وليقول شعبنا بأسره لهذا الاحتلال البشع وحليفته إدارة ترامب أن لا أمن ولا سلام ولااستقرار في هذه المنطقة من العالم إذا لم ينعم شعبنا بالأمن والسلام والاستقرار في دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس.

وهي المخيمات الفلسطينية ومفاتيح العودة والعيون المتطلعة الى وطن تذكر هذا الاحتلال ان جريمة العصر لن تمر مرور الكرام وأن من حق هؤلاء الاطفال والنساء والشيوخ الذين ذاقوا عذابات اللجوء ان ينعموا بحقوقهم الطبيعية بالعودة الى ديارهم وتعويضهم عن كل هذه المعاناة وكل تلك الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا منذ النكبة حتى اليوم.

قابضون على الجمر وثابتون على الثوابت هو العهد والقسم الذي جدده ابناء شعبنا امس في مختلف اماكن تواجدهم تجسيدا لحقوقهم ووفاء لتضحيات قوافل الشهداء والجرحى والاسرى، وتجسيدا للنهج الذي خطه الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات وكل شهداء شعبنا من كافة الفصائل وللنهج الذي سار عليه عشرات الالاف من اسرانا البواسل الذين لا يزال الالاف منهم، اطفالا ونساء وشيوخا ، مرضى وشهداء مع وقف التنفيذ، في سجون ومعتقلات هذا الاحتلال العنصري الذي داس كل الشرائع واعلانات حقوق الانسان .

اليوم، وبهذه الروح وهذه الارادة التي عبر عنها ابناء شعبنا وقيادته الوفية لهذا النهج والمتمسكة بالثوابت بمختلف فعالياته في يوم الذكرى، بهذه الروح سنواصل المسيرة بتصميم وثبات مهما كان حجم المؤامرة ومهما كان بطش وجبروت الاحتلال ومهما تصاعد ظلم اميركا ودعمها للاحتلال حتى ننتزع حقوقنا المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال في الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …