التوجيهي .. بالنجاح

حديث القدس

مع بدء عشرات الالاف من طلابنا وطالباتنا اليوم تقديم امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي»، في مختلف محافظات فلسطين وسط ظروف أقل ما يقال فيها أنها قاسية سواء ما يتعلق بوباء الاحتلال وممارساته ضد شعبنا أو وباء الكورونا والقيود التي فرضت في مواجهته، نقول اننا نتمنى النجاح للمتقدمين، ونتطلع إلى صفحة مشرقة أخرى من صفحات مسيرتنا التعليمية والتربوية التي سجلت تقدما ملحوظا خلال السنوات الماضية حتى اليوم رغم كافة الظروف خاصة محاولات الاحتلال وضع المزيد من العراقيل أمام هذه المسيرة.

وبهذه المناسبة فإن ما يجب ان يقال اولا اننا كفلسطينيين نفخر دوما بارتفاع نسبة المتعلمين من ابناء شعبنا مقارنة بالكثير من الدول وأن الكثير من ابناء شعبنا سجلوا نجاحات مميزة سواء في الوطن أو الشتات، ومن بين أسباب ذلك وربما في مقدمتها الادراك العميق لدى شعبنا ان التعليم سلاح اساسي في مواجهة التحديات المختلفة وفي مقدمتها الاحتلال، وشرط ضروري لبناء دولتنا العتيدة.

ومرة أخرى بهذه المناسبة يثار مجددا موضوع خريجي التوجيهي والتحاقهم بالجامعات، والسؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو: هل اعدت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي مخططا استراتيجيا لاستيعاب الناجحين في الجامعات وفق التخصصات التي تحتاجها فلسطين حتى لا يزداد عدد العاطلين عن العمل من خريجينا ممن انهوا تخصصات بها فائض من الخريجين؟ وهل تم وضع خطة اخرى لاستقطاب طلبة التوجيهي نحو التعليم المهني والتكنولوجي خاصة وان فلسطين احوج ما تكون الى مثل هذه التخصصات؟

ومرة أخرى ايضا نقول ان امتحان التوجيهي ليس نهاية المطاف، بل هو بداية جديدة للدراسة في الجامعة والدراسات العليا وان من لم يحالفه الحظ هذه المرة بامكانه التقدم مجددا، وهنا ايضا يطرح السؤال بشأن ضرورة وجود مخطط لاستيعاب الطلبة الذين لا يحالفهم الحظ في مجالات ربما يبدعون بها وليس بالضرورة التعليم الاكاديمي.

ومن الواضح ان تقدم مسيرتنا التعليمية والتربوية لا يعتمد فقط على جهود الطالب ودراسته للامتحان رغم اهمية ذلك، بل يعتمد ايضا على الجهاز التعليمي التربوي ومدى تقدمه وتوفيره الامكانيات وتشجيعه لإبداعات الطلبة كل في مجاله، كما يعتمد على الاهل ومدى توفيرهم البيئة المناسبة لابنائهم الطلبة وتعاونهم مع الجهاز التعليمي.

وفي المحصلة، فاننا وسط هذه الظروف الصعبة نحيي طلبتنا وطالباتنا على ما بذلوه من جهود للتقدم للامتحانات ونحيي الطواقم التعليمية والتربوية على ما بذلته ايضا من جهود من اجل تقدم المسيرة وضمان مستقبل أفضل لطلابنا وطالباننا. ورغم كافة الظروف فاننا بذلك نسجل هذه الصفحة الجديدة من المضي قدما بمسيرتنا التعليمية والتربوية مما يعكس اصرارنا على مواجهة التحديات وتطلعنا للحرية والاستقلال … مع تمنياتنا لطلبتنا وطالباتنا بالتوفيق والنجاح.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …