جثامين الشهداء

حديث القدس

احيا ابناء شعبنا امس الاول «اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء» بسلسلة من الفعاليات بينها وقفات ومسيرات رفعت فيها صور الشهداء وشعارات تطالب الاحتلال بالافراج عن الجثامين، فيما طالبت دولة فلسطين الأمم المتحدة امس بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي لوقف سياسة احتجاز الجثامين مؤكدة ان هذه السياسة همجية تتعارض مع القوانين الدولية، كما طالبت بالضغط على اسرائيل لوقف حالات الاعدام والاختفاء القسري.

ويدور الحديث عن 254 شهيدا يدفنون في مقابر شهداء الارقام و 66 شهيدا تحتجز جثامينهم في الثلاجات تطبيقا لسياسة بشعة يمارسها الاحتلال منذ عام 1967 تتنافى مع القيم الانسانية والدينية والقوانين الدولية وتنتهك الكرامة الانسانية وتسبب الألم لعائلات الضحايا والاخطر ايضا ان الاحتلال الاسرائيلي لجأ الى هذه السياسة الممنهجة لاستخدام الجثامين ورقة مساومة.

ان ما يجب ان يقال هنا ان الاحتلال الاسرائيلي اضافة لما ذكر اعلاه يستهدف ايضا من احتجاز الجثامين طمس ملابسات عمليات اعدام بعضهم بدم بارد خارج القضاء اضافة الى اعتقاده ان هذه السياسة قد تشكل رادعا امام الفلسطينيين لوقف نضالهم العادل ضد الاحتلال.

وللأسف الشديد فان هذا الملف المفتوح منذ سنوات طويلة والموضوع على طاولة المجتمع الدولي لم يعالج حتى الآن ولم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد لالزام اسرائيل باحترام القانون الدولي، تماما على غرار كافة الانتهاكات الاسرائيلية الجسيمة فيما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة والعقوبات الجماعية ومصادرات الاراضي وهدم المنازل … الخ.

وعلى الرغم من ابرام عدة صفقات تبادل اسرى بين دولة الاحتلال ومنظمة التحرير وحركة حماس الا ان موضوع الجثامين بقي عالقا. ولهذا نقول انه في الوقت الذي يدور فيه الحديث اليوم عن احتمال التوصل الى صفقة تبادل اسرى جديدة فان من الواجب ان تشمل هذه الصفقة حلا جذريا يضمن استرداد كافة جثامين الشهداء.

كما ان ما يجب ان يقال هنا انه على الرغم من اهمية هذا الملف وما ينطوي عليه من معاناة متواصلة لعائلات الشهداء ومساس صارخ بالقوانين الدولية فان التحرك الفلسطيني رسميا وشعبيا لا يرقى الى مستوى هذه الجريمة البشعة التي يرتكبها الاحتلال، وهنا نقول ان ايام السنة كلها يجب ان تكون اياما وطنية لاسترداد جثامين الشهداء ولتعرية جرائم الاحتلال خاصة الاعدامات الميدانية ومحاولات طمس هذه الجرائم عدا عن احتجاز جثامين الشهداء.

وبالطبع فان النضال الفلسطيني والصرخة الفلسطينية المدوية التي يجب ان توجه للاحتلال وللمجتمع الدولي لا تقتصر فقط على جثامين الشهداء بل يجب ان تشمل قضية الاسرى الذين ترتكب اسرائيل بحقهم ابشع الجرائم وكذا الاستيطان والقدس وسرقة الاراضي وهدم المنازل وحصار غزة والقيود التعسفية على حرية حركة الفلسطيني على ارضه.

حان الوقت لعمل فلسطيني جاد ووحدوي وشامل تشارك فيه كافة الفصائل وجماهير شعبنا اينما وجدت وتشارك فيه الدبلوماسية الفلسطينية في مختلف عواصم العالم لتسليط الضوء على حقيقة ما يرتكبه الاحتلال بحق شعبنا.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …