الاختراق الاسرائيلي وسبل مواجهته

حديث القدس

الاختراق الاسرائيلي لعدة دول عربية واسلامية وسواهما للتطبيع مع دولة الاحتلال والتزام صربيا بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس، هو اختراق يتوجب على الجانب الفلسطيني وخاصة الدبلوماسية الفلسطينية اعادة النظر في اسلوب عملها وتكثيف تحركاتها على هذا الصعيد لوقف هذا الاختراق خاصة وانه يأتي في ظل مواصلة دولة الاحتلال رفضها للسلام العادل القائم على أساس دولتين لشعبين وفق الرؤية الدولية، واستمرار انتهاكاتها في الاراضي الفلسطينية المحتلة، من مواصلة بناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية والضم والتوسع ومصادرة الاراضي واعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين على البلدات والقرى والمواطنين، الى جانب محاولات التهويد والمس بالمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي الشريف الذي جرى تقسيمه مكانياً وزمانياً تحت سمع وبصر العالم أجمع.

صحيح ان هذا الاختراق يأتي بضغط اميركي على الكثير من بلدان العالم وفي مقدمتها الدول العربية والاسلامية، والذي يحمل في طياته عدة اهداف من ابرزها، سيطرة دولة الاحتلال على الشرق الاوسط، بل وقيادته، والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وكذلك رغبة الرئيس الاميركي في تحقيق انتصار خلال انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في تشرين الثاني القادم، لأنه أصبح يعول كثيراً على اصوات اليهود الاميركيين، خاصة المتطرفين منهم، في اعقاب فشله في مكافحة فيروس كورونا، وتراجع الاقتصاد الاميركي الناجم عن ذلك وتخوفه من فوز منافسه من الحزب الديمقراطي جو بايدن.

كما ان الولايات المتحدة ما زال لها تأثير واضح على الكثير من دول العالم، بحكم قدراتها العسكرية والاقتصادية والمالية والتي من خلالها تضغط على الدول وتهددها بقطع مساعداتها لها وكذلك عدم حماية انظمتها من الانهيار امام الرفض الشعبي لهذه الانظمة، اي ان الادارة الاميركية تلعب دور الشرطي في الحفاظ على هذه الانظمة، غير ان جميع هذه الامور يجب ان لا تجعلنا نتراجع عن دورنا في اظهار حقيقة الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته امام العالم، هذه الانتهاكات التي ترتقي لمستوى جرائم الحرب التي ستنظر بها محكمة جرائم الحرب قريباً في اعقاب القضايا التي رفعتها السلطة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي لهذه المحكمة والتي قبلتها المدعية العامة للمحكمة رغم الضغوط الهائلة التي مورست عليها من قبل دولة الاحتلال والادارة الاميركية ومحاولات تشويه صورتها وإلصاق التهم الباطلة بها.

فالدبلوماسية الفلسطينية التي حققت نجاحات كثيرة، عليها مضاعفة تحركاتها بين جميع دول العالم والشرح لهذه الدول ما تمارسه دولة الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا وارضه وقضيته الوطنية.

كما تقع المسؤولية ايضاً على منظمات المجتمع المدني التي لها علاقات مع منظمات مجتمعية عربية واسلامية واقليمية، والعمل ليل نهار من اجل التوضيح لدول العالم حقيقة دولة الاحتلال القائمة على التفرقة العنصرية، خاصة منظمات حقوق الانسان التي لعبت دوراً في الكشف عن جرائم الاحتلال بحق ابناء شعبنا. انه بدون هذا التحرك المكثف فإن عمليات الاختراق ستتواصل وسيدفع شعبنا ثمن ذلك.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …