كجذور الزيتون

حديث القدس

مع حلول موسم قطاف الزيتون صعد المستعمرون في الاراضي المحتلة اعتداءاتهم الاجرامية على المزارعين وحقولهم مستهدفين البشر والشجر في عدة مناطق من الضفة الغربية المحتلة، فخلال الايام القليلة الماضية ارتكبوا جرائم الاعتداء على مزارعين عزل واقتلعوا واحرقوا المئات من اشجار الزيتون خاصة تلك القريبة من مستعمراتهم غير الشرعية التي يسعون لتوسيعها على حساب استلاب المزيد من الاراضي.

تتزامن هذه الجرائم اليومية التي يرتكبها المستعمرون مع استمرار القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على المزارعين في الوصول الى اراضيهم الزراعية سواء لقطاف الزيتون او رعاية المزروعات والاعتناء بالارض. وهو نفس الاحتلال الذي يسلح ويحمي المستعمرين ويغض الطرف عن جرائمهم.

يعتقد المستعمرون واهمين انهم كلما اوغلوا في ارتكاب مثل هذه الجرائم فانهم سيدفعون بالمواطنين الفلسطينيين للتخلي عن اراضيهم مما يسهل مهمة الاستيلاء عليها وبناء المزيد من الوحدات الاستعمارية فوق اراضيهم.

كما يعتقد الاحتلال واهما انه قادر على طمس الحقائق وتزويرها واعفاء المستعمرين من الحساب والعقاب او انه قادر على طمس حقيقة الدور الذي يقوم به في تسهيل ارتكاب هذه الجرائم وحماية مرتكبيها.

الا ان ما لا يدركه هذا الاحتلال ومستعمروه ان شعبنا منغرس في ارض وطنه كجذور الزيتون، متشبث بكل ذرة تراب، وانه قادر على الدفاع عن وجوده وحقوقه ومستقبله وقادر على قلب الأمور رأسها على عقب، وانه سيدافع بكل ما اوتي من قوة عن ارضه ومصادر رزقه بما في ذلك اشجار الزيتون، وانه قادر على زراعة مائة شجرة مقابل كل شجرة يقطعها او يحرقها المستعمرون.

ومن الواضح ان هذه الجرائم التي يرتكبها المستعمرون في موسم قطاف الزيتون تشكل حلقة من مسلسل الجرائم التي يرتكبونها ضد المدنيين العزل من ابناء شعبنا وحلقة من مسلسل جرائم الاحتلال الذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال.

ان ما يجب ان يقال هنا انه يبدو ان هذا الاحتلال وهؤلاء المستعمرين لم يتعلموا شيئا من دروس الماضي ، فهم يتجاهلون الصمود الاسطوري لشعبنا على مدار اكثر من قرن من الصراع، وان شعبنا بهذه العزيمة وهذا التحدي وهذه القدرة على الصمود في وجه القوة الاولى عسكريا في الشرق الأوسط المدعومة من القوة العظمى الاولى في العالم ومن دول غربية اخرى يبقى عصيا على الهزيمة والاستسلام، وان شعبنا تحدى سياسة تكسير العظام في الانتفاضة الاولى وتحدى اطفاله دبابات الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح، مؤمنا بعدالة قضيته ومشروعية نضاله من اجل الحرية والاستقلال وعودة لاجئيه، هذا الشعب لن يرفع الراية البيضاء يوما وسينتزع استقلاله عاجلا او آجلا مهما تكالبت عليه قوى الظلام الاسرائيلية والامريكية وحلفاؤها.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …