الرئيس الأمريكي المنتخب يقول إن ترامب “يحرج نفسه” برفضه الإقرار بالهزيمة في الانتخابات

علق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على رفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الإقرار بهزيمته قائلا إنه “يحرج نفسه”. وأشار بايدن أن هذا الرفض من شأنه أن ينعكس سلباً على إرث ترامب السياسي. من جهته، رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء الاعتراف بفوز بايدن، ووعد “بانتقال سلس” لولاية ثانية لترامب.

إعلان
في تصريح من منزله في وليمنغتون بولاية ديلاوير، اعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الثلاثاء أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب “يحرج نفسه” برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية مما سينعكس سلباً على إرثه السياسي، لكنّه قلّل من جدوى موقف الملياردير الجمهوري.

وقال بايدن في إشارة إلى رفض ترامب الإقرار بهزيمته في استحقاق الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر “أعتقد بكل صراحة أنه يسبّب إحراجاً لنفسه”.

وأضاف إنه يتوخّى “اللباقة” بالقول “أعتقد أنّ هذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي للرئيس”.

وبعد أيام من خسارته في الانتخابات الرئاسية، استمر ترامب الثلاثاء بمحاولته الترويج لحقيقة بديلة هي أنّه على وشك الفوز، لكنّ الديمقراطي الفائز جو بايدن تجاهله وتلقّى سلسلة اتصالات تهنئة من عدد من قادة دول العالم.

وعن موقف ترامب ومؤيّديه قال بايدن إنّ “عدم وجود نية لديهم للإقرار بفوزنا لا يؤثّر كثيراً في هذه المرحلة على تخطيطنا”.

وأجرى قادة دول حليفة للولايات المتحدة محادثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب آملين بقيام تعاون معه.

ترامب لايزال يغرد

وباتت محاولة ترامب البقاء في السلطة مستنزفة للرجل الذي اعتاد السخرية بشكل علني من خصومه ووصفهم بـ”الخاسرين”.

وغرّد ترامب على تويتر قائلا “سنفوز”، ثم أضاف في وقت مبكر الثلاثاء “راقبوا الإساءات الهائلة في عملية فرز الأصوات”.

بومبيو يرفض نتائج الانتخابات ويعد بانتقال سلس لولاية ثانية لترامب

بدوره رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء الاعتراف بفوز بايدن، واعدا بعملية “انتقالية سلسة” نحو ولاية ثانية للرئيس دونالد ترامب.

وردّاً على سؤال عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية لتسهيل العملية الانتقالية مع فريق الرئيس المنتخب، قال “سيكون هناك انتقال سلسل نحو إدارة ثانية لترامب”.

وأضاف في مؤتمر صحافي “سنحتسب كل الأصوات”، مؤكدا أن قادة العالم يدركون أنها “عملية قانونية تستغرق وقتا”.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة “فوكس نيوز” دعا الوزير الأمريكي إلى انتظار صدور النتيجة النهائية للانتخابات، وقال “سنرى ما قرّره الشعب في نهاية المطاف عندما يتم فرز جميع الأصوات”. وأضاف “نذكّر الجميع بأنّه لم يتمّ فرز كلّ الأصوات بعد”.

وتعليقاً على اتّصالات التهنئة التي تنهال على بايدن من قادة العالم والتي يتخلّلها بحث ملفّات عديدة، قال بومبيو “إذا كان هذا لمجرّد السلام فأعتقد أن لا مشكلة كبيرة في ذلك. لكن، لا تخطئنّ الظنّ، ليس هناك في آن واحد سوى رئيس واحد ووزير خارجية واحد وفريق واحد للأمن القومي”.

سنرى ما قرره الشعب في النهاية عندما يتم الإدلاء بجميع الأصوات” “فقط أقول مرحبًا أعتقد أن هذا ليس صعبًا للغاية، في كل مرة نذكر الجميع بأنه لم يتم فرز جميع الأصوات.”

ومنذ موعد الاستحقاق في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح ترامب مقلا في ظهوره العلني ونشاطه إلى درجة بدا كأنه وضع مهامه الرئاسية العادية على الرفّ.

والنشاط الوحيد المعروف الذي قام به خارج البيت الأبيض كان لعب الغولف خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد ظهور النتائج.

وفجأة اختفت مؤتمراته الصحافية شبه اليومية والمقابلات مع “فوكس نيوز” وجلسات الدردشة المرتجلة مع مراسلي البيت الأبيض.

وبدل ذلك أمضى ترامب معظم وقته في التغريد، غالبا حول ما يزعم أنها انتخابات مسروقة. وفي بعض الأحيان كان يعيد تغريد تعليقات داعمة لمقدمي برامج يمينيين من “فوكس نيوز” واقتباسات من البرامج اليومية للقناة.

وكان الإجراء الرئاسي الهام الوحيد الذي اتخذه ترامب هو الإقالة المفاجئة لوزير الدفاع مارك إسبر الإثنين، والذي أعلنه ايضا عبر تويتر.

بروتوكولات رئاسية أعرض عنها ترامب

في مثل هذا اليوم الثلاثاء قبل أربعة أعوام، كان ترامب قد حقّق فوزه المفاجئ على هيلاري كلينتون وقام بجولة في البيت الأبيض للمرة الأولى بدعوة من الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

وهذه المجاملة للرؤساء المنتخبين تقليد قديم يشدّد على الاحترام شبه المقدس للتداول السلمي للسلطة.

وترامب الذي تولّى منصبه متعهّدا الإطاحة بما أسماه “الدولة العميقة”، يحطّم الآن تقليدا آخر.

فهو لم يمتنع فقط عن دعوة بايدن إلى المكتب البيضوي، بل حتى منعه من الحصول على حزمة التمويل والخبرات والمرافق المخصّصة لمساعدة الرئيس المنتخب على التحضير لتولي السلطة.

وتتحكم بهذه الحزمة رئيسة إدارة الخدمات العامة إميلي مورفي، التي عيّنها ترامب، وهي المسؤولة عن الإفراج عنها.

لكن بايدن الذي فاز بعدد قياسي من الأصوات مع إقراره بأن نحو نصف الناخبين يدعمون ترامب، اختار على ما يبدو تجاهل الفوضى.

فهو نادرا ما يذكر ترامب، بل سارع إلى إنشاء فريق عمل خاص لمكافحة فيروس كورونا، وألقى الثلاثاء أحدث خطاب له تناول فيه مصير خطة الرعاية الصحية “أوباماكير” التي طلب ترامب من المحكمة العليا تفكيكها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آخر الزعماء الدوليين الذين بعثوا بتهنئة إلى بايدن بالفوز، آملا بتعزيز العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

ترامب محق 100 بالمئة

وتسري تكهنات كثيرة في واشنطن حول من سينبري من داخل دائرة ترامب الضيقة لإقناعه بالإقرار بالهزيمة، هذا إن وُجد مثل هذا الشخص.

فالرئيس الجمهوري الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة جورج بوش الابن هنّأ بايدن بفوزه، لكنّه ينأى بنفسه عن حزبه الذي يهيمن عليه ترامب.

والإثنين صرح زعيم الغالبية في الكونغرس السناتور ميتش ماكونيل أنّ ترامب “محق مئة بالمئة” في الطعن قضائياً بالانتخابات.

لكن يبقى من غير الواضح إلى متى سيستمر هذا المستوى من الدعم، أو حتى الى متى سيستمر ترامب متشبثا بالرئاسة.

إذ لا يبدو أنّ أيا من الدعاوى القضائية لديها القدرة على تغيير النتيجة، وحتى إعادة فرز الأصوات في ولايات مثل جورجيا أو أي مكان آخر من غير المرجح أن تغير الحساب الأساسي.

لكنّ ترامب أضاف سلاحا جديدا محتملا إلى حملته الإثنين بعدما وافق وزير العدل الأمريكي بيل بار على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات.

ومع ذلك أقرن بار قراره بتحذير مفاده أن “الادعاءات الخادعة أو التخمينية أو الخيالية أو بعيدة الاحتمال يجب ألا تشكل أساسا للشروع في تحقيقات فدرالية”.

وتدخّل بار غير المعتاد أثار مخاوف من أن ترامب قد يذهب أبعد من ذلك في جهوده، ما دفع بالمدعي العام لجرائم الانتخابات في وزارة العدل ريتشارد بيلغر إلى تقديم استقالته احتجاجا.

وسيتم تنصيب بايدن بعد 71 يوماً في 20 كانون الثاني/يناير.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

اعتقال نشطاء مؤيدين لفلسطين تظاهروا بميناء أسترالي

اعتقلت الشرطة الأسترالية 19 متظاهرا مؤيدا للفلسطينيين كانوا يحتجون -أمس الأحد- على قيام سفينة إسرائيلية …