الشهيد أبو وعر وانتهاكات الاحتلال

حديث القدس

الاحتلال الاسرائيلي هو أبشع احتلال عرفه التاريخ البشري، فهو يطال في بطشه وانتهاكاته البشر والشجر والحجر والارض والمقدسات والتي ترتقي في العرف الدولي والانساني لمستوى جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب.

فبجانب الاعدامات الميدانية التي يمارسها بحق أبناء شعبنا على الحواجز العسكرية تحت ذرائع وحجج واهية هدفها التغطية على جرائمه وانتهاكاته امام العالم الذي لا يعاقب هذه الدولة التي تعتبر نفسها فوق القانوني الدولي تطال جرائم الاحتلال الاسرى الذين ضحوا بحريتهم من اجل حرية شعبهم، وهم يعانون داخل سجون الاحتلال التي هي عبارة عن أكياس حجرية أشد المعاناة، خاصة الاهمال الطبي الذي اودى بحياة 226 أسيرا حتى الان آخرهم الأسير كمال ابو وعر الذي استشهد امس الاول جراء هذا الاهمال الطبي من قبل ادارات السجون والتي هي احدى اذرع الحكومة الاسرائيلية والتي هدفها محاولة النيل من صمود الأسرى وقتلهم بدم بارد من خلال تركهم فريسة للأمراض القاتلة من دون تقديم اي علاج لهم للتخفيف من الالام.

وخير دليل على ذلك الشهيد أبو وعر، الذي كان يعاني من سرطان في الرئة، ولم تقدم له ادارات السجون العلاجات اللازمة، بل أبقته يعاني من هذا المرض حتى استشهاده.

وبدلا من أن تقوم ادارات السجون بتسليم جثمانه الى ذويه لالقاء نظرة الوداع الاخير عليه، ودفنه وفقا للشريعة الاسلامية، التي تنص على ان اكرام الميت هو دفنه دون تأخير، تحتجز جثمانه بطريقة غير انسانية ولا تمت للأعراف والتقاليد وحقوق الانسان بأية صلة.

وهذا الأمر ادى الى أن ذويه وخاصة والده ووالدته، الى زيادة الالم واحدث صدمة لدى الجميع، وكذلك لدى أبناء بلدته قباطية الذين أعلنوا الحداد على روحه الطاهرة أمس.

ومما زاد في آلام وصدمة العائلة، رفض ادارات السجون زيارة ذويه له وهو في المستشفى الاسرائيلي لمواساته، والتحدث معه، رغم ان ادارات السجون واطباء المستشفى الاسرائيلي يعرفون حق المعرفة أن وضعه خطير وانه يقضي اياما فقط.

ان هذه الممارسات الاحتلالية التي تدعي حكومته ومناصريها بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ادعاء كاذب خاصة عندما يتعلق الأمر بشعبنا.

فأين العالم من حقوق الاسرى المنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية والتي تضربها دولة الاحتلال بعرض الحائط.

ان اسرانا مهماوصلت انتهاكات وجرائم الاحتلال لن تكسر من عزيمتهم واصرارهم على مناصرة حقوق شعبهم الوطنية الثابتة ولن يرفعوا الراية البيضاء.

فإلى الشهيد ابو وعر الرحمة، ولذويه الصبر والسلوان، فهو شهيد ضحى من أجل شعبه ودحر الاحتلال.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …