شعبنا لن يهزم ولن يرفع الراية البيضاء

حديث القدس

الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين بحق أبناء شعبنا واراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم لا تعد ولا تحصى وهي يومية، ان لم نقل على مدار اليوم والساعة، بهدف ارهاب شعبنا وارغامه على الرحيل عن ارض الآباء والأجداد واحلال المستعمرين من شتى بقاع العالم مكانه، ولكن هيهات أن تنجح هذه الجرائم في النيل من شعبنا وصموده ودفاعه عن نفسه وكرامته ووطنه بصدور أبنائه العارية، لأنه لا وطن له سوى وطنه فلسطين.

ومن أبرز هذه الجرائم التي باتت لا تعد ولا تحصى، اقدام قوات الاحتلال الاسرائيلي على إعدام شاب أمس جنوب بيت لحم بدم بارد، والتهمة دائمة موجودة لدى هذه القوات وهي محاولته طعن أحد الجنود المتواجدين على الحواجز العسكرية المقامة على الشوارع والطرقات الفلسطينية المحتلة.

فهذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم اليومية من قتل متعمد وحرق منازل والاعتداء على المواطنين وهدم المنازل والاستيلاء على الاراضي وتوسيع المستوطنات وغيرها الكثير الكثير، هي جرائم حرب بكل معنى الكلمة وحسب القوانين والاعراف الدولية، ومحكمة الجرائم الدولية. ولولا الصمت الدولي على هذه الجرائم لما استطاعت دولة الاحتلال وذراعها بل وأذرعها العدوانية المتمثلة بقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين واجهزتها الاخرى الاستخبارية وغيرها ان يقوم بمثل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية والتي هي وصمة عارف على جبين المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان وفي الطليعة منها الولايات المتحدة الاميركية التي تقدم كافة انواع واشكال الدعم لهذه الدولة العدوانية والتي تحتل شعبنا، ولا يمكنها ان تكون ديمقراطية لأنها دولة احتلال غاشم.

كما ان دول الاتحاد الاوروبي هي الاخرى تتحمل المسؤولية لانها تكتفي فقط بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون اتخاذ اية خطوات عملية للجم هذا الاحتلال والموبقات التي يرتكبها بحق ابناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

لقد آن الأوان للمجتمع الدولي وعلى رأسه الدول العظمى والامم المتحدة التحرك العملي وعلى ارض الواقع لتوفير الحماية لشعبنا من هذا الاحتلال الذي يعمل على تأبيد احتلاله واقتلاع شعبنا من ارضه واحلال المستعمرين مكانه وعلى ارضه وممتلكاته الاخرى.

فالمستوطنون هم ايضاً وبصفتهم أحد أذرع دولة الاحتلال يستولون على اراضي المواطنين ويعتدون عليهم وأمس فقط زرعوا أشجاراً في اراضي بلدتي إذنا وترقوميا شمال غرب الخليل بهدف الاستيلاء عليها، كما قام مستوطنون/مستعمرون آخرون بنصب بيت متنقل في خلة حسان غرب بديا بمحافظة سلفيت، لتوسيع مستوطنتهم على حساب اراضي شعبنا.

ان شعبنا الصامد المرابط لن تزيده هذه الجرائم سوى التشبث بحقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وان الاحتلال مهما طال أمده ومهما تآمر على شعبنا هو ومن يدعمه، فإن مصيره الزوال، لأن البقاء للشعوب المناضلة وشعبنا هو شعب صامد وقدم التضحيات الجسام وعلى استعداد لتقديم المزيد، وان الخزي والعار في نهاية المطاف هو لدولة الاحتلال ومناصريها، فشعبنا لن يهزم ولن يرفع الراية البيضاء لأن ذلك حتمية تاريخية.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …