بلدية الاحتلال وتهويد القدس

حديث القدس

موشيه ليؤون، رئيس بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة اعلن بتفاخر قبل يومين عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي انه يعمل على اقامة ملاعب وحدائق ومركز اطفائية في حي المطار – كفر عقب، شمالي المدينة وان العمل بدأ بهذا الشأن تحت شعار رفاهية وراحة السكان المقدسيين، كما اعلن انه زار الحي قبل ذلك والتقى بالسكان وانه ينفذ ما وعد به، علما انه وصل الى هذا الحي دون ان يعلم احد بذلك ولم يجتمع بسكان الحي بل زار ما يسمى «المركز الجماهيري» التابع لبلدية الاحتلال، وربما التقى هناك ببعض موظفي هذا المركز الذين يتقاضون رواتبهم ايضا من بلدية الاحتلال.

كما ان بناء الملاعب والحدائق، ورفاهية السكان الذين تحدث عنه ليؤون بدأ باقتحام عشرات جنود الاحتلال للحي واقتحامهم منازل المواطنين واعتلاء اسطح الابنية لحماية جرافات الاحتلال التي وصلت الى الحي وقامت بتجريف ارض تقدر مساحتها بخمسة دونمات وهدمت مبنى فيها يملكه احد المواطنين وهو عبارة عن مشغل للشايش والغرانيت وتم هدمه دون السماح لصاحبه حتى باخراج المعدات والمواد من داخله.

نفس رئيس البلدية الذي يدعي حرصه على رفاهية السكان الفلسطينيين يسارع اليوم لهدم عشرات المباني في حي البستان بسلوان حيث تقدمت البلدية لمحكمة الشؤون المحلية تطلب تنفيذا فوريا للهدم بعد ان تم تفاهم مسبق على تأجيل الهدم لايجاد حل لأكثر من الف مواطن تهدد البلدية بهدم منازلهم لاقامة حديقة سياحية توراتية في سياق مخطط تهويد المدينة المقدسة.

السؤال الذي يطرح هنا على رئيس بلدية الاحتلال هو لماذا تعاني كافة الاحياء الفلسطينية المقدسية من التمييز الاسرائيلي الصارخ في تقديم الخدمات ورصد الموارد لتطوير بناها التحتية رغم اجبار سكانها المقدسيين على دفع ضريبة الارنونا لبلديته. فمعظم هذه الاحياء تفتقر للملاعب والحدائق العامة والشوارع والانارة ودور المسنين بينما يرى المواطن المقدسي كيف تسارع بلدية القدس لتقديم كافة الخدمات للاحياء الاستيطانية في المدينة؟ والاغرب من ذلك ان هذا الواقع موجود منذ احتلال اسرائيل غير الشرعي للمدينة المقدسة في حزيران 1967.

والسؤال الاخر الذي نوجهه لرئيس بلدية الاحتلال هو: لماذا تتلكأ البلدية في اعداد خرائط هيكلية للاحياء المقدسية ولماذا يحرم المقدسيون من رخص البناء على اراضيهم بينما بنت اسرائيل مئات الاف الوحدات السكنية في الاحياء الاستيطانية ولا زالت تبني دون قيود؟.

واذا كان رئيس بلدية الاحتلال يهتم برفاهية الاحياء المقدسية خارج جدار الفصل العنصري فليذهب ويرى ما يعانيه المقدسيون على الحواجز اثناء توجههم للمدينة المقدسة وعودتهم منها سواء ساعات الانتظار على الحواجز او التفتيش … الخ.

واذا كان رئيس البلدية اعلن انه زار حي كفر عقب الم يشاهد اكوام القمامة بسبب نقص خدمات النظافة وعدم توفير البلدية للحاويات الكافية لسكان الحي؟ الم يشاهد الشوارع المحفرة وعدم وجود الانارة فيها؟ الم يشاهد عدم وجود حدائق عامة للاطفال والعائلات؟ واين هي الخدمات التي تقدمها ما يسمى بـ «المراكز الجماهيرية لسكان الاحياء المقدسية»؟.

انا ما يجب ان يقال هنا اولا ان المقدسيين لا تنطلي عليهم كل هذه الشعارات التي رفعها رئيس بلدية الاحتلال وهي شعارات بلا رصيد يؤكدها اصراره على اقتلاع عشرات العائلات من منازلها في سلوان وهدم هذه المنازل واستمرار بلديته في نهج التمييز الصارخ ضد الاحياء المقدسية لصالح الاحياء الاستيطانية وطريقة اقتحام جنود الاحتلال للاحياء المقدسية وامطار المواطنين بقنابل الغاز والصوت واقتحام منازلهم وابنيتهم.

واذا كان رئيس البلدية مهتما فعلا بمصالح ورفاهية السكان فعليه ان يدرك ان العالم اجمع لا يعترف باحتلال اسرائيل غير الشرعي للقدس العربية وان العالم اجمع اعترف بالدولة الفلسطينية تحت الاحتلال وعاصمتها القدس ويرفض الاستيطان كما يرفض المساس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية وهو ما يراه رئيس البلدية يوميا دون ان يعمل على وقفه خاصة ما يتعرض له الاقصى.

الفلسطينيون في المدينة المقدسة لن يتخلوا عن انتمائهم العربي الفلسطيني لصالح ملعب هنا او حديقة هناك والاجدر باسرائيل وكل اجهزتها بما فيها بلدية الاحتلال في القدس الاعتراف بضرورة الحل السياسي الذي يجمع عليه المجتمع الدولي.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …