إدارة الرئيس بايدن والخطوات العملية المنقوصة

حديث القدس

بين الفينة والأخرى، تخرج علينا إدارة الرئيس الاميركي بايدن بتصريحات تشير فيها الى انها ستعيد العلاقات مع السلطة الفلسطينية الى سابق عهدها، أي الى ما قبل إدارة الرئيس ترامب التي حاولت تصفية قضية شعبنا من خلال القرارات والاجراءات التي اتخذتها لصالح دولة الاحتلال وعلى حساب حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

غير ان هذه الادارة الجديدة لم تتخذ بعد أية خطوات عملية لتنفيذ تصريحات المسؤولين فيها، خاصة وان دولة الاحتلال تواصل انتهاكاتها في مصادرة الاراضي وقضمها جزءا وراء الآخر وتوسع المستوطنات وتبقي على البؤر الاستيطانية المقامة على الاراضي الفلسطينية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، الأمر الذي يزيد من احتمالات تفجر الأوضاع في المنطقة.

وتستغل دولة الاحتلال الانتخابات التي ستجري اليوم للمرة الرابعة على التوالي في غضون سنتين، للقيام بالضم والمصادرة وبناء المزيد من المستوطنات السرطانية، دون حسيب أو رقيب، وكأنها تقول لإدارة بايدن انتم تصرحون ما يحلو لكم، ونحن ننفذ سياسة التهويد القائمة على قدم وساق، وان جميع القرارات الدولية لا تعنينا بشيء، ويرون بأنهم فوق جميع هذه القرارات والمواثيق والأعراف دون ان يتخذ المجتمع الدولي اية اجراءات تذكر على الأرض لإلزام دولة الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أعلنت ادارة الرئيس بايدن قبل وبعد تسلمها السلطة في الولايات المتحدة بأنها مع حل الدولتين لشعبين وان هذا الحل هو الطريق الوحيد لاستقرار وأمن المنطقة، ولكن نرى دولة الاحتلال تقوم بتنفيذ اجراءات على الأرض تحول دون اقامة الدولة الفلسطينية في حال استمر المجتمع الدولي والادارة الاميركية لا يتخذون أية اجراءات عملية رادعة لدولة الاحتلال التي أصبحت تتعايش مع التصريحات الرافضة والمنددة والمستنكرة لما تقوم به هذه الدولة الخارجة عن القوانين والأعراف الدولية.

كما ان تركيز الجانب الفلسطيني على الانتخابات رغم أهميتها وانها استحقاق وطني وشعبي، لا يمنع من تصعيد التحركات المحلية والاقليمية والعالمية وإطلاع العالم على ما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات واجراءات على الأرض لعرقلة، ان نقل منع قيام دولة فلسطينية على أرض الواقع.

ان المطلوب هو ان تقوم ادارة الرئيس بايدن بالضغط على دولة الاحتلال وإلزامها بحل الدولتين لشعبين، تقام دولة فلسطين على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لأنه بدون ذلك، فان الصراع سيتصاعد ويهدد الأمن والسلم العالميين، لأن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج لا يمكنه السكوت او المساومة على حقوقه الوطنية الثابتة وسيواصل نضاله الوطني حتى تحقيق هذه الحقوق كاملة غير منقوصة.

فالمرحلة ليست مرحلة كلام وتصريحات، بل مرحلة تجسيد هذه التصريحات على أرض الواقع.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …