الرهان على شعبنا وانهاء الانقسام لهما الأولوية

حديث القدس

القيادة الفلسطينية ومعها العديد من الفصائل يعولون كثيرا على الرباعية الدولية بعد ان استأنفت اجتماعاتها، وبدأت الحديث عن حل الدولتين لشعبين وفق الرؤية الدولية، كما انهم يعولون على ادارة الرئيس الامريكي بايدن بتنفيذ وعوده وتصريحات المسؤولين في ادارته بشأن حل الدولتين واعادة العلاقات مع الجانب الفلسطيني الى سابق عهدها ولكن من دون اعادة نقل السفارة الامريكية من القدس الى تل أبيب كما كانت قبل ادارة الرئيس السابق ترامب الذي الحق بالقضية الفلسطينية افدح الخسائر.

ورغم ان هذا التعويل لا يمكن الاعتماد عليه بصورة رئيسية لأن تجارب ربع قرن من المفاوضات مع الجانب الاحتلالي وبرعاية امريكية وبقرارات واشتراطات الرباعية الدولية لم تأت بأي نتيجة، بل على العكس من ذلك لم تلتزم دولة الاحتلال ليس فقط بالاتفاقيات مع الجانب الفلسطيني، بل ضربت ايضا بعرض الحائط بكل القرارات والمواثيق والاعراف الدولية، دون ان يتخذ العالم وفي مقدمته الأمم المتحدة اية اجراءات ضد دولة الاحتلال بل على العكس من ذلك فان الولايات المتحدة حالت دون معاقبة دولة الاحتلال، وانها قدمت وتقدم لها كل انواع الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي وتحول دون اتخاذ مجلس الأمن اي قرار يدين دولة الاحتلال.

وبالتالي فان اي تعويل جديد سواء على ادارة بايدن او الرباعية الدولية فانه لن يأتي بأي نتيجة تذكر، خاصة وان دولة الاحتلال تمارس سياسة الضم والتهويد والاستيطان السرطاني امام مرأى ومسمع العالم قاطبة وترى بانها فوق كل هذه القرارات والمواثيق والاعراف، وانه باستطاعتها فعل ما يحلو لها دون رقيب او حسيب وان بيانات الشجب والاستنكار لا تعنيها بأي شيء لانها كالزبد.

وعليه، فان على الجانب الفلسطيني التعويل فقط على شعبنا الذي قدم ولا يزال تضحيات جسام على مذبح قضيته الوطنية، الى جانب العمل الجاد على وحدة الصف الوطني وانهاء الانقسام المدمر ووضع استراتيجية عمل لمواجهة الاحتلال واجراءاته القائمة على قدم وساق، وبعدها يمكن الضغط على المجتمع الدولي لارغام دولة الاحتلال على القبول بالرؤية الدولية القائمة على حل الدولتين لشعبين.

فالرهان على شعبنا وانهاء الانقسام هما الطريق نحو تحقيق حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهما ايضا من شأنهما ايجاد وخلق رأي عام عالمي يضغط من اجل تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …