يوم الطفل الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال

حديث القدس

وافق أمس الاثنين، يوم الطفل الفلسطيني الذي يعاني أشد المعاناة بسبب الظروف التي يعيشها شعبنا والتي تنعكس عليه بصورة مباشرة خاصة انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تنتهك طفولتهم من خلال القتل بدم بارد والسجن واصابة العشرات منهم بالرصاص ما أدى الى اعاقة العديد منهم اعاقة دائمة خاصة في قطاع غزة أثناء مسيرات العودة، وكذلك خلال الحروب العدوانية التي شنتها قوات الاحتلال على غزة هاشم وأدت الى استشهاد عائلات بأكملها مع أطفالهم الصغار وحتى الرضع منهم.

وفي يوم الطفل الفلسطيني، بدلاً من ان يعيش طفولته مثله مثل بقية اطفال العام، نلاحظ ان الطفل الفلسطيني أبعد من أن يعيش طفولته، فإما انه يقبع في سجون الاحتلال في مخالفة للقوانين والاعراف الدولية التي تحرم اعتقال الاطفال والزج بهم في غياهب السجون، وإما والده أو والدته أو شقيقه الأكبر أو أكثر من شقيق في سجون الاحتلال الغاشم أو أحد أفراد أسرته شهيداً على يد القوات المحتلة.

فالطفل الفلسطيني يعيش مرحلة عذاب، وحسب إحصائية للحركة العالمية للدفاع عن الاطفال، فإن ما لا يقل عن ١٤٠ طفلاً فلسطينياً من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية يقبعون في سجون الاحتلال الذي لا يرحم طفولتهم، بل يسومهم سوء العذاب المحرم دولياً، ولكن دولة الاحتلال لا تعير أي اهتمام للقرارات والقوانين والاعراف الدولية ولا للمنظمات المعنية بحقوق الاطفال خاصة الطفل الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال الغاشم.

وتهدف سلطات الاحتلال من وراء قتل وجرح واعتقال الأطفال إرهابهم لمنعهم من القيام مستقبلاً بأية نشاطات ضد الاحتلال، خاصة وان هؤلاء الاطفال يحتاجون بعد خروجهم من سجون ومعتقلات الاحتلال الى إعادة تأهيل من الصدمات النفسية التي تلاحقهم جراء اعتقالهم في جنح الظلام وهم نيام ومن دون سابق انذار، ووسط جنود الاحتلال المدججين بالاسلحة، في محاولة لإرهابه ومحاولة النيل من عزيمته الى جانب ما يتعرض له من أساليب تعذيب وعمليات ضرب على كافة أنحاء جسمه وكذلك الإهانات التي يستخدمها جنود الاحتلال والمحققون بحقه.

ورغم كل ذلك، فإن اطفال فلسطين يبقون شامخين رافعي رؤوسهم، فهم أكبر من طفولتهم، لأن الاحتلال فرض عليهم ان يكونوا أكبر من أعمارهم، والكثير منهم أصبحوا قادة ومسؤولين ويتحملون المسؤولية رغم صغرهم.

ويبقى القول ان جميع ممارسات وانتهاكات الاحتلال بحق الاطفال وأسرهم ستبوء بالفشل الذريع، لأنهم يعون قضيتهم ولن تعود لهم طفولتهم وطفولة الاجيال القادمة بدون رحيل الاحتلال الغاشم الذي سيرحل إن عاجلاً أم آجلاً عن الارض الفلسطينية، لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب وشعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه وأعماره سيبقى يناضل ويطالب بحقوقه الوطنية حتى ينالها.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …