التحرير يبدأ من القدس الشريف ودعم المقدسيين

بقلم: فيصل أبو خضرا
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

بداية لا بد من توجيه تحية إجلال وإكبار لأهلنا في القدس، الذين برهنوا ويبرهنون كل يوم بأنهم شرفاء هذه الأمة العربية والإسلامية الذين يقفون بثبات في الخندق المتقدم دفاعا عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية. وتحية إجلال وإكبار لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني وفي الضفة والقطاع والشتات، الذين اثبتوا للقاصي والداني وحدتهم ووقوفهم الى جانب أهلنا في القدس ورفضهم القاطع لمخططات تهجير المقدسيين من منازلهم او المساس بالمقدسات.
تحية إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في قطاع غزة رغم كل هذه الوحشية الإسرائيلية وكل هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل من قتل للأطفال والنساء والشيوخ بأحدث اسلحة الدمار الأميركية وهذا الدمار الهائل والترويع للمدنيين الآمنين، ورغم هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى.
تحية إجلال وإكبار لكل المقاومين لهذه الغطرسة الإسرائيلية سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية او الداخل الفلسطيني ٤٨ او الشتات ، تلك المقاومة متعددة الأشكال التي أربكت هذا العدو الغاصب و ستجبره حتما على إعادة حساباته.
لقد اعتقد الجاهل ترامب وصهره السخيف كوشنير بأن دولارات العرب ستشتري الشعب الفلسطيني وقيادته، ثم جاء خليفته جو بايدن واهما بأنه سيفتح باب تطويع الشعب الفلسطيني بدفع فتات الدولارات الأميركية للشعب الفلسطيني ووكالة الغوث كي يجس النبض، اذا كانت هذه الدفعات ستدفع بهذا الشعب البطل الصابر على ظلم امريكا واوروبا وحليفتهما إسرائيل إلى الركون للوعود التي قطعها بايدن، والبقاء متفرجا على ما ترتكبه إسرائيل ومستعمروها، ولكن هذا الشعب المناضل سرعان ما اكتشف كذبه، فتحطمت اوهام بايدن كما تحطمت من قبل اوهام ترامب.
وها هو شعبنا يلطم هذا الاحتلال وحليفته الادارة الاميركية بحقيقة ارادته الصلبة وانه لن يصبر على هذا الضيم الى الأبد فهب مدافعا عن القدس والأقصى هبة رجل واحد داخل الوطن وفي الشتات.
وها هو شعبنا يتأكد من هذا الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال وعدوانه بعد ان سارعت إدارة بايدن الى تأييد العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة وما يرتكب من جرائم حرب بحق المدنيين العزل بذريعة الدفاع عن النفس، وتلكؤ إدارة بايدن عن وقف جرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب بحق المدنيين العزل، ووقفت ولا تزال صامتة امام هذه الجرائم الإسرائيلية الوحشية تماما كما صمتت امام الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المصلين في الأقصى وامام المس بقدسية الأقصى والتنكيل بالمدنيين في القدس.
لقد اتضح كذب نتنياهو كعادتة، عند ما صرح اثناء اتفاقيات التطبيع بان القوة هي التي تجلب السلام وانه يسعى للسلام، فها هو سلام نتنياهو يتمثل في تدمير غزة وقتل المدنيين اطفالا ونساء وشيوخا وفي المساس بالأقصى وقمع المقدسيين ومحاولة طردهم وفي قمع فلسطيني الداخل بسبب احتجاجاتهم السلمية على هذا التطرف الإسرائيلي.
شعبنا الفلسطيني وخاصة اهل القدس ظل صابرا صامدا ومتعطشا لمواجهة هذا العدو الغاصب، الذي لم يعجبه تنازل منظمة التحرير والمجلس الوطني عن ٧٨ بالمئة
من فلسطين التاريخية كي يسود السلام في منطقتنا العربية وفي العالم، والحمد لله ان اسرائيل ومتطرفوها انكشفوا على حقيقتهم، بانهم يريدون كل فلسطين ، ويتطلعون بعد ذلك لالتهام الاردن، وسوريا كي يصلوا الى العراق وتتحقق امنيتهم “من النيل الى الفرات” تجسيدا لسياسة الصهيونية.
اننا نقول لبايدن ان موقفك الحالي المدافع عن جرائم إسرائيل وعدم اتخاذك مواقف جادة تردع اسرائيل عن المساس بالمقدسات وعن تهجير الفلسطينيين هذا الموقف ينسف كل وعودك اثناء حملتك الانتخابية وبعد فوزك في الانتخابات، فأين هو حل الدولتين الذي وعدت بالالتزام به؟ واين هي معارضتك للاستيطان ولفرض حقائق من جانب واحد وإسرائيل تفرض يوميا حقائق جديدة على الارض مناقض للقانون الدولي ومناقض لقرار مجلس الأمن ٢٣٣٤ الذي لم تعارضه أميركا والذي اكد رفض الاستيطان بكل اشكاله وان القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الاراضي المحتلة منذ ١٩٦٧؟
وهنا اقول لزعمائنا الأكارم: الى متى ستبقون تتوسلون العالم لحماية الشعب الفلسطيني او انتظار قرارات من المحكمة الجنائية الدولية، وقد ثبت على مدى عقود فشل مثل هذه الرهانات؟ المطلوب اليوم من كل زعمائنا وقادة فصائلنا وقوانا كافة ان يدعموا بشكل جاد هبة شعبنا الحالية وان لا يتركوا اهل القدس ولا اهل غزة لوحدهم يجابهون هذا العدو الذي لا يبالي بالقرارات الدولية ولا يحترم المواثيق والقوانين الدولية.
لا شك ان اهل القدس هم طليعة المقاومة، وهذا ما قلناه سابقا بان الانتفاضة تبدأ من القدس وها هي غزة هاشم تستجيب، وها هي الضفة تستجيب وكذا الداخل الفلسطيني والشتات… ويجب على هذه الهبة الجماهيرية الشاملة الا تهدأ حتى التحرير وانتزاع حقوقنا كاملة.
لا تنتظرو ا المجتمع الدولي وخصوصا الامريكي آو الأوروبي او الروسي او حتى الصيني، رغم تقديرنا لكل من يدعم نضالنا العادل ومطالبنا المشروعة. والحمدلله انه ثبت لزعمائنا الافاضل من كل الفصائل والقوى ان شباب فلسطين اينما كانوا يبرهنون يوميا بانهم على ستعداد للنضال والعطاء والتضحية في سبيل المسجد الاقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية ومن اجل القدس ومن اجل انهاء هذا الاحتلال البشع و تحرير فلسطين واقامة دولتنا المستقة وعاصمتها الأبدية القدس على ترابنا الوطني وعودة اللاجئين إلى ديارهم… وفاء لتضحيات شعبنا من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى … ووفاء لقادة عظام قضوا وهم يحلمون بتحرير فلسطين وبعزة ومجد العرب وفي مقدمتهم العاهل السعودي الاسبق الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والقائد الرمز الشهيد ياسر عرفات وكل شهداء شعبنا وأمتنا.. والله المستعان.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …