“ارفض، شعبك يحميك”.. شعار ضد “التجنيد” يعود إلى الواجهة

رُفع شعار “ارفض شعبك يحميك” بكثافة في الاونة الاخيرة خلال الهبة التي اندلعت في أنحاء الضفة الغربية والقدس ومدن الـ48 إسناداً للقدس.

ورُفع الشعار في مواجهة المجنديين العرب في جيش الاحتلال وشرطته ودعوتهم لرفض التجني

وتقول إحدى الناشطات الفلسطينيات التي تشارك بشكل يومي في حي الشيخ جراح لمجابهة سياسة التطهير العرقي، وفضّلت عدم ذكر اسمها إنه عندما كانت مجندة تحاول دفعها وإبعادها عن المكان، أسوةً ببقية جنود الاحتلال من ما يسمى “حرس الحدود”، اكتشفت هذه الناشطة أن المجندة عربية، وحينما تحدثت باللغة صرخت الناشطة لزملائها وزميلاتها إنها عربية، فكان الرد العفوي هتافاً موجهاً لهذه المجندة “ارفض، شعبك يحميك”، أي ارفع صوتك ضد التجنيد في جيش الاحتلال الذي يقمع الشعب الفلسطيني.

وتؤكد الناشطة أن رد فعل هذه المجندة كان بالتراجع خطوات الى الخلف وكأنها لا تريد في تلك اللحظة أن تواصل أسلوب القمع، بل إن دموعها انهمرت، ما جعل المتظاهرين يرفعون صوتهم في ترديد الشعار ليوجهوه لكل مجند عربي في هذه القوة،

ولكن الرد جاء سريعاً من قبل ضباط القوة بإطلاق وابل كثيف من العيارات المطاطية وقنابل الغاز لمعاقبة المتظاهرين وإسكاتهم ومنعهم من ترديد الشعار، خوفاً من أن يؤثر على بقية الجنود، موضحةً أن المجندة إياها لم يعد يراها أحد في حي الشيخ جراح، حيث كانت تتواجد باستمرار خلال ورديتها، وعلى ما يبدو فضلت الإبعاد.

واستخدم شعار “ارفض شعبك يحميك” في الاونة الاخيرة بشكل مكثف في التظاهرات، خاصة تلك التي اندلعت في مناطق الـ”48″، ويقول كثير من النشطاء: في هذه الموجه من الاحتجاجات المفصلية قدم نحو 30 من المجندين العرب استقالاتهم من الخدمة العسكرية.

وبهذا الصدد، قال علي حبيب الله، الكاتب والصحفي، إن “ظاهرة انسحاب عدد من المجندين العرب في الجيش الإسرائيلي، وتراجعهم عن الخدمة فيه خلال هذه “الفزعة”، بدت لافتة، فكل يوم تقريبًا يجري نشر وتعميم على شبكات التواصل عن مجند في الجيش أو مجند في سلك الأمن والشرطة، يُعلن انسحابه”.

وأضاف: “هذا الانسحاب لبعض المجندين العرب يجب دعمه وتشجيعه – دون تنصيبهم كـ”أبطال” طبعًا – لكن دعم قرارهم بترك جيش الاحتلال، وتشكيل حاضنة اجتماعية لهم واجب علينا، لأن عشرات المجندين بل المئات منهم، يقفون اليوم قاب قوسين أو أدنى عند قرار ترك الخدمة، خصوصًا وأن تراجعهم عن الخدمة، يترتب عليه إجراءات قانونية – عقابية تلاحقهم بها المؤسسة العسكرية، ما يحدونا إلى احتضانهم من أجل تشجيعهم على ذلك”.

وتابع: “كما يمكن أن يؤسس ذلك لوأد فكرة الخدمة في أجهزة الاحتلال من أساسها، ومنع الالتحاق بجيش الاحتلال مستقبلاً حتى عند أخواتنا من أبناء الطائفة المعروفية – الدروز المُلزمين بالخدمة”.
وشعار “ارفض، شعبك بيحميك” هو عنوان لحراك شبابي فلسطيني يهدف إلى إسقاط التجنيد الإجباري المفروض على الشبان الفلسطينيين الدروز في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1956.

وبرز الحراك خلال محاولة فرض قانون برافر العنصري الذي سن عام 2013 في الكنيست الاسرائيلي بناء على توصية لوزير التخطيط الإسرائيلي في حينه ايهود برافر لتهجير سكان عشرات القرى في النقب ونظمت مظاهرات عارمة رفضاً لهذا المخطط.

ومن بين الشعارات “ارفض، شعبك يحميك” لمناهضة كل أشكال التجنيد، وللمساهمة في إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، وسدّ الفجوات ومحاولات التغييب وطمس الهوية التي تجري نهجًا وممارسة منذ ما قبل العام 1948″.

والتجنيد في إسرائيل مفروض بحسب قانون خدمة الأمن (القانون منذ عام 1949 وتم وضع قانون معدل جديد عام 1986) على كل شخص بلغ الثامنة عشرة من عمره ويحمل المواطنة أو الإقامة الإسرائيلية. لذا، يمكن استدعاؤه للخدمة من قبل وزير الجيش الإسرائيلي، إلا أنّ ذلك لا يطبق على أرض الواقع، وفي أعقاب قرار حكوميّ يقوم الوزير بإعفاء العرب من الخدمة الإجبارية باستثناء الشبان العرب الدروز غير المتديّنين.


وفُرض التجنيد على الشباب العرب الدروز بتاريخ 3.5.1956 عبر إصدار قرار لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون، حيث ووجه هذا القرار في حينه رفضا ومقاومة من قبل أبناء الطائفة الدرزية العربية.

بالتالي، فإن رفض التجنيد الإجباري الذي فُرض بقوة الساعد على الشبان الفلسطينيين الدروز ليس بجديد، فبدايته كانت مع فرض التجنيد واستمر مع تأسيس “لجنة المبادرة العربية الدرزية” في سبعينيات القرن الماضي وحراكات ومبادرات أخرى مثل لجنة التواصل العربية الدرزية.


وحراك “ارفض، شعبك يحميك” انطلق في تاريخ 21.3.2014 من خلال مظاهرة على “جبل الرافضين” وهو سفح جبل مقابل سجن عسكري رقم 6 في عتليت.
وهو حراك شبابي، غير حزبي، غير محصور في إطار طائفي، يضم شابات وشباناً من مختلف المناطق والمذاهب في فلسطين المحتلة والشتات، من أجل مناهضة كافة أشكال التجنيد التي تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى فرضها على الفلسطينيين.


ويركز الحراك جهوده بداية على مناهضة التجنيد العسكري الإجباري المفروض على الشبان العرب الدروز. ويرتكز الحراك على قيم إنسانية، وعلى تثبيت الهوية العربية الفلسطينية .

ويرفض الحراك محاولات تجزئة الشعب الفلسطيني، سواء من خلال التجزئة الطائفيّة أو الجغرافيّة. ويرفض كافة أشكال التجنيد لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك ما يسمى “الخدمة المدنية”، وأيضاً الخدمة الطوعية، ويدعو دائما إلى محاربة الطائفية، وإلى الترفّع عن الاختلافات بين أبناء الشعب الواحد.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

الحية: حماس ستلقي سلاحها بحال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة …