أضواء على الصحافة الإسرائيلية

احتمال اعلان وقف اطلاق النار، اليوم، بمبادرة مصرية

اجمعت كافة الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، على احتمال اعلان وقف اطلقا النار بين إسرائيل وحماس، عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، وفق المبادرة التي عرضتها مصر بمساندة امريكية. ومن المفترض ان يكون المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، قد اجتمع في السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، لمناقشة الاقتراح المصري لوقف اطلاق النار في غزة.

وكتبت صحيفة “هآرتس” نقلا عن مسؤول كبير ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوافق على الاقتراح المصري. اما في اليمين فقد انتقدوا نية القيادة السياسية الموافقة على وقف اطلاق النار. وقال “البيت اليهودي” ان الوزير نفتالي بينت سيعارض الاقتراح. وفي غزة اكد اسماعيل هنية وجود اتصالات لوقف اطلاق النار. ولكنه قال في خطاب القاه، امس، ان حماس لم تتسلم اقتراحا رسميا.

وحسب الاقتراح المصري يدخل اتفاق وقف اطلاق النار حيز النفاذ الساعة التاسعة من صباح اليوم، ويتم وقف اطلاق النار خلال 12 ساعة. وتتعهد اسرائيل بوقف الهجمات على غزة وعدم التوغل البري او التعرض للمدنيين، وفي المقابل تتعهد الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق النار واي عمل عدواني ضد إسرائيل. كما تفتح اسرائيل المعابر وتقدم تسهيلات لضمان عبور المواطنين والبضائع مقابل تحقيق الهدوء. ولا يشمل الاقتراح المصري أي حديث واضح عن معبر رفح، الا ان التقديرات تشير الى ان مصر ستوافق على فتح المعبر بشكل مراقب، كونها المبادرة الى هذا الاتفاق.

واعتبر مسؤول إسرائيلي وقف اطلاق النار بمثابة انجاز لإسرائيل لأنه سيعيد الاوضاع الى ما كانت عليه قبل العملية العسكرية بينما ضعفت قوة حماس عسكريا وسياسيا. وقال ان “منظومة صواريخ حماس تعرضت الى ضربة كبيرة، وكذلك قدراته العسكرية الأخرى”. وأضاف المسؤول الاسرائيلي ان المبادرة المصرية لا تطرح أي شروط مسبقة ولا تتجاوب مع المسائل التي طالبت بها حماس، كدفع رواتب عشرات آلاف مستخدميها في غزة واطلاق سراح اسرى صفقة شليط الذين اعادت اسرائيل اعتقالهم. وحسب قوله: “لم تنجح حماس طوال العملية بتوجيه ضربات الى إسرائيل كما اعتقدت، بينما وجهت اليها إسرائيل ضربات فاقت توقعاتها”. وقال ان اسرائيل ستعمل بعد العملية على اقناع الحلبة الدولية بضرورة تفكيك غزة من الصواريخ والانفاق الهجومية وتهريب الوسائل القتالية.

وحسب الاقتراح ستتوجه بعد 48 ساعة من وقف اطلاق النار وفود من اسرائيل والفصائل الفلسطينية الى القاهرة لمواصلة محادثات وقف اطلاق النار وتطبيقها. وستجري المباحثات بشكل منفصل، وليس بشكل مباشر. وستحصل مصر على ضمانات من الجانبين ووعود بتطبيق الاتفاق وعدم القيام بخطوات من جانب واحد تؤثر سلبا على تطبيق الاتفاق. وكما يبدو فان المطالب التي طرحتها حماس ستناقش في القاهرة، علما ان الاقتراح المصري لا يذكر حماس بالاسم، وانما يذكر الفصائل الفلسطينية.

وحسب “هآرتس” تسعى مصر الى المحافظة على مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولذلك تطرح المبادرة كاقتراح لوقف النار بين إسرائيل والفلسطينيين وليس بين إسرائيل وحماس. وقالت مصادر مصرية لصحيفة “هآرتس” ان مصر طرحت المبادرة بهدف استباق تركيا وقطر، ويمكنها استغلال معبر رفح كورقة مساومة رئيسية. وقال مصدر مصري للصحيفة ان السيسي لن يمنح اردوغان وقطر قيادة خطوات على ساحته الخلفية، وعمل على دفع العملية مقابل الامريكيين.

178 قتيلا فلسطينيا و1300 جريح

وكتبت “هآرتس” ان عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء العملية وصل الى 178 قتيلا، بينما وصل عدد الجرحى الى 1300. ومن بين القتلى، امس، فتى (16 عاما) لقي مصرعه خلال محاولة الجيش تنفيذ عملية اغتيال في حي خزاعة في خان يونس. كما قتل مسن (60 عاما) في دير البلح. وحسب التقارير الفلسطينية فقد واصل الجيش الإسرائيلي قصف المنازل امس، ودمر عددا من بيوت نشطاء حماس والجهاد الاسلامي.

وتوجهت تنظيمات لحقوق الانسان الى وزير الامن والمستشار القضائي للحكومة، امس، وحذرت من ابعاد المناشير التي ينثرها الجيش في شمال القطاع والتي تطالب السكان بمغادرة منازلهم. وحذرت التنظيمات من خطر القتل الجماعي للمدنيين وتدمير بيوتهم. وأشارت الى انه يتحتم على الجيش العمل وفق توجيهات البروتوكول الأول الملحق بمعاهدة جنيف، وقالوا ان المنشورات والتحذير المسبق للسكان لا تجيز للجيش القيام بعمليات عسكرية في هذه المناطق، حسب القانون الإنساني الدولي، خاصة وان المقصود مدنيين.

وقالت التنظيمات الحقوقية انه عندما لا يكون امام السكان أي مجال للهرب من القطاع، فكيف يمكن اعتبار التحذير المسبق مسألة فاعلة تنقذهم. واضافوا ان ادعاء الجيش بأن حماس والتنظيمات الأخرى تعمل من داخل الجمهور المدني لا يسمح بتحويل المدنيين الى هدف شرعي.

اليمين: “الاتفاق وصمة عار”!

وكتبت “يديعوت احرونوت” انه اتضح يوم امس وجود غالبية مؤيدة للاتفاق في المجلس الوزاري المصغر. ومن بين المؤيدين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الامن يعلون، ووزير المالية لبيد، ووزيرة القضاء تسبي ليفني. وقالت مصادر سياسية ان وزير الخارجية ليبرمان اقترح امام المجلس الوزاري اعلان هدنة لمدة 48 ساعة، لكنه في الخارج يدعي انه يعارض وقف اطلاق النار على غرار تفاهمات “عامود السحاب” وطالب بتدمير سلطة حماس. وعقب ديوان ليبرمان على ذلك قائلا “اننا لا نتطرق الى مناقشات المجلس الوزاري، وبالتأكيد ليس لكل هراء”.

ومن المتوقع ان يعارض ليبرمان الاتفاق خلال جلسة المجلس الوزاري صباح اليوم.  ويعارض وقف اطلاق النار، أيضا، الوزير بينت الذي يعتقد انه تولدت فرصة نادرة لتغيير الوضع الاقليمي وتدمير سلطة حماس. ويسود التقدير ان المجلس الوزاري المصغر سيؤيد المبادرة المصرية “كي يكتسب شرعية مواصلة الهجمات على غزة في حال خرق التفاهمات”.

ورفض اقطاب اليمين في الحكومة اعلان وقف اطلاق النار. واعتبره الوزير اوري اريئيل من “البيت اليهودي”، وصمة عار، وقال انه لم يتم تحقيق الردع. وقال زميله نيسان سلوميانسكي ان “على الحكومة الاسرائيلية الاعتذار لسكان الدولة على افتقادها للشجاعة ولأنها ستضطر بعد عام او عامين للمرور بالأمر نفسه”. وقال: “من المؤسف انه ليست لدينا قبة حديدية لاعتراض تردد الحكومة”. كما هاجم داني دانون من الليكود، موافقة نتنياهو على وقف اطلاق النار وقال ان موافقته “تشكل صفعة لكل سكان اسرائيل، خاصة سكان الجنوب الذين ابدوا استعدادهم لدفع الثمن الباهظ مقابل تحقيق انجازات اكبر امام حماس”. كما انتقدت النائب ميري ريغف رئيس الحكومة وطالبته بعدم الموافقة على الاتفاق “وحسم المعركة عسكريا لاضعاف حماس من خلال هجمات جوية وبرية وبحرية”. واعتبرت ان “شباك الفرص” هذا لن يتكرر.

وعلم ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري سيصل الى القاهرة، اليوم، للمساعدة على دفع الاتصالات. ويعتقد الجيش الإسرائيلي ان حماس ناضجة الآن للعودة الى تفاهمات “عامود السحاب” مع اضافة تسهيلات اقتصادية من مصر والدول العربية. وقال ضابط رفيع انه يعتقد بأن حماس والجهاد الاسلامي تسعيان الى انهاء هذا الموضوع.

الجيش الإسرائيلي: عملية غزة عرض ترويجي لحرب لبنان القادمة!!

كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها انها تعتبر عميلة “الجرف الصامد” في غزة،  بمثابة عرض ترويجي للمعركة المقبلة امام حزب الله!! وكتبت الصحيفة ان الجيش الإسرائيلي نفذ منذ بداية العملية 1561 هجوما جويا على غزة، كان من بينها 100 هجوم تم شنها امس. واطلقت حماس على إسرائيل 1074 صاروخا، تم اعتراض 191 منها من قبل القبة الحديدية. وتقدر شعبة الاستخبارات ان حماس بدأت المعركة مع 9000 صاروخ نجح الجيش بتدمير 3000 منها، وتم اطلاق الف صاروخ آخر على اسرائيل، ما يعني انه لا تزال في حوزتها خمسة آلاف صاروخ، من بينها 200 صاروخ يصل مداها الى 80 كلم. ورأت ان حماس ستستغل الهدنة التي يتوقع ان تبدأ اليوم، لإعادة التسلح.

وكتبت “هآرتس” انه حسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية فقد تم ضرب 50% من قدرات القطاع على تصنيع الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ التي يتجاوز مداها 80 كلم (منها ام 75 مثلا). كما تقدر الاستخبارات ان التنظيمات الفلسطينية لا تزال تحتفظ بنسبة 55% من صواريخها. ويتكهن الجيش بأن حماس تحاول تسجيل انجاز عسكري قبل موافقتها على وقف اطلاق النار. ويوم امس تم اعتراض نوع جديد من العمليات، عندما اسقط سلاح الجو امام شواطئ اشدود طائرة بدون طيار تم اطلاقها من قطاع غزة.

وكتبت “يسرائيل هيوم” انه تبين من تكهنات لجهات اقتصادية ان التكاليف العسكرية لحملة “الجرف الصامد” تتراوح بين مليار و1.5 مليار شيكل. وتضاف الى ذلك، ملايين اخرى قررت  الحكومة تحويلها الى السلطات المحلية في الجنوب، منها خمسة ملايين شيكل حولتها وزارة الرفاه للبلدات الواقعة على مدار 40 كلم من قطاع غزة، ومليوني شيكل اضافية  لمساعدة اصحاب الاعاقة الذهنية!

وقالت “يديعوت احرونوت” ان شعبة الاستخبارات العسكرية تؤمن بأن الهجمات المكثفة لسلاح الجو فرضت الضغط على الجمهور في غزة وتسببت بانخفاض شعبية حماس. وقال الجيش ان العملية الأخيرة تشكل صورة مصغرة لحرب لبنان الثالثة، ولكنه في حال اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية، لن يتلخص حجم الهجمات على إسرائيل بمئة صاروخ يوميا وانما بألف صاروخ ستغطي مختلف انحاء اسرائيل،

وفي المقابل، قالت هذه الجهات، يجب عدم تجاهل التحسين الذي حققته حماس في المجال التكنولوجي، فقد اثبتت قدرتها على ارسال طائرات بدون طيار والسيطرة على بث القناة العاشرة وارسال الاف الرسائل النصية الى الاسرائيليين. وقالت: من استهتر بالحديد الطائر من غزة لأول مرة قبل 13 عاما، تلقى صواريخ على تل ابيب، ومن استهتر بالطائرة بدون طيار التي تم اطلاقها امس، يمكنه تلقي طائرات بدون طيار مسلحة بالذخيرة في اجواء اسرائيل.

وقالت هذه المصادر ان حرب غزة استمرت ثمانية ايام، لكنه من غير المؤكد ان الجمهور الإسرائيلي سيستطيع الصمود طوال مدة كهذه في حال اندلاع حرب مع حزب الله. وقال ضابط رفيع في الجيش، أمس، انه “يمكن مسح غزة عن وجه الارض، ولكن المسموح لبوتين ليس مسموحا لنا، وليست لدينا نية لإصابة الأبرياء”!

طائرة حماس في سماء اشدود!

كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان حماس اخرجت ، امس، مفاجأة أخرى من صندوق معداتها الحربي، وتبين مرة أخرى ان منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي جسدت النجاح الذي حققه الجيش خلال عملية “الجرف الصامد”. ففي الساعة السادسة والنصف من صباح امس، سمعت صافرة انذار في اشدود، لكن الصافرة هذه المرة لم تحذر من صاروخ وانما من طائرة بدون طيار نجحت حماس بإرسالها الى جنوب إسرائيل. وتعتبر هذه الطائرة احدى المفاجآت التي اعدتها حماس في اطار محاولتها نسخ نموذج حزب الله، الى جانب الصواريخ طويلة المدى التي انفجرت في شمال الشارون ومنطقة شاطئ الكرمل.

لكن هذه الطائرة واجهت مفاجأة، أيضا، حسب “يديعوت”، فقد تمكنت منظومة صواريخ “باتريوت” المنصوبة في مركز البلاد من اعتراض الطائرة واسقاطها، لتسجل هذه المنظومة اول عملية اعتراض تقوم بها منذ بدء تفعيلها في سلاح الجو عام 1990. وتتولى منظومة “باتريوت” حماية سماء البلاد من كافة انواع الطائرات، وتستخدم احيانا للتصدي للصواريخ، ايضا. وتم تحسين هذه المنظومة منذ حرب الخليج بحيث تم تجهيزها لاعتراض الصواريخ الباليستية. وقام الجيش قبل عامين بتركيب كاميرا على هذه البطاريات كي تساعد على اكتشاف الطائرات بدون طيار.

وكانت شعبة الاستخبارات قد خشيت استخدام طائرات بدون طيار، وفي بداية الحملة على غزة عزز سلاح الجو الإسرائيلي حالة التأهب خشية قيام حماس باستخدام هذه الطائرات لتنفيذ عملية جوية. وقالت حماس ان الطائرة التي تسللت الى اسرائيل هي من طراز “ابابيل 1″، واشارت الى ان مهندسي الحركة نجحوا بإنتاج ثلاثة انواع من الطائرات بدون طيار لأغراض المراقبة والهجوم والانتحار. ونشرت حماس شريطا ادعت انه التقط للطائرة في منطقة اشدود، ولكن اسرائيل تدعي ان هذه الصور كاذبة وانه تم تصوير الطائرة من قبل وكما يبدو في اجواء غزة!

جبهة شمالية!

وكتبت “يسرائيل هيوم” ان حقيقة وجود جبهة شمالية لحملة “الجرف الصامد” ظهرت جلية، يوم امس، بعد اطلاق صواريخ في ساعات المساء على الجليل الغربي. فقد دوت صافرات الانذار في مختلف انحاء المنطقة، وتم العثور على بقايا صاروخ واحد لم يسفر عن وقوع اضرار. ورد الجيش بالقصف المدفعي على مصدر النيران. كما دوت صافرات الانذار، عند الساعة السادسة مساء في مستوطنات شمال هضبة الجولان، حيث سقط صاروخان تم اطلاقهما من سوريا، وهناك، ايضا، لم تقع اضرار. ويتكهن الجيش بأنه تم اطلاق الصواريخ عمدا على إسرائيل. وقال ضابط رفيع في القيادة العامة، امس، انه يتكهن بأن من يطلق الصواريخ من الشمال هي تنظيمات فلسطينية، وان كل الجهات في لبنان تبذل جهدا لمنع ذلك.

حماس سيطرت على البث التلفزيوني في القناتين الثانية والعاشرة

ذكرت “يسرائيل هيوم” ان السلطة الثانية للبث في إسرائيل، اعلنت امس، عن تشويش البث الفضائي عبر القمر الاصطناعي عاموس للقناتين الثانية والعاشرة، من قبل حركة حماس. وتبين ان كتائب عز الدين القسام تمكنت من اختراق البث لعدة ثوان، ونشر صورة كتب عليها: “اذا لم توافق حكومتكم على شروطنا، فاعدوا انفسكم للبقاء لفترة طويلة داخل الملاجئ”. وطلبت القناة الثانية من شركة “فضاء” التي تبث برامج القناتين عبر القمر الاصطناعي عاموس، بتعزيز قوة البث لمنع تكرار ما حدث.

تقرير إسرائيلي يزعم استخدام المساجد في غزة لتخزين السلاح

يدعي تقرير لـما يسمى “مركز المعلومات الاستخبارية والارهاب”، ان ما يسميه “الارهاب الفلسطيني” يستخدم المساجد. ويكتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان المصادر الإسرائيلية ادعت بان “مسجد الفاروق الذي دمره سلاح الجو الإسرائيلي في مخيم النصيرات في قطاع غزة، استخدم  لنشاطات حماس ولتخزين الصواريخ والوسائل القتالية”!

وحسب مزاعم مركز المعلومات التي ينشرها موقع القناة السابعة، فان “الاستخدام العسكري من قبل حماس لمسجد الفاروق، ليس مسالة فريدة من نوعها، لأن حماس والتنظيمات الارهابية الأخرى تستخدم الكثير من مساجد قطاع غزة لأهداف عسكرية وسياسية”! وحسب ادعاءات المركز فانه يجري استخدام المساجد “لتجنيد النشطاء للقيام بعمليات ولتخزين الأسلحة ولعقد اجتماعات لنشطاء الارهاب، وكذلك تشكل نقاط انطلاق لتنفيذ عمليات، بل ومواقع تدريب وارشاد ومواقع لإطلاق الصواريخ ومراكز للنشاط السياسي والفكري”

قتلة محمد ابو خضير خططوا مسبقا للجريمة!

كتبت صحيفة “هآرتس” ان الإسرائيليين الثلاثة المشبوهين باختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير، خططوا لعمليتهم مسبقا وتزودوا بالأصفاد والبنزين. وتبين خلال التحقيق معهم انهم قاموا قبل شهر من قتل محمد، بإحراق حانوت فلسطيني في بلدة حزمة قرب القدس. وحسب نتائج التحقيق التي سمح امس بنشرها، فقد عثر على الهاتف الخليوي لمحمد ابو خضير في بيت احد المشبوهين اليهود. وتم يوم امس تمديد اعتقال الثلاثة حتى يوم الجمعة، حيث من المقرر ان تقدم النيابة في حينه لوائح اتهام ضدهم بتهمة القتل والاختطاف بهدف القتل واحراق الفتى والحانوت ومخالفات اخرى.

وقد اعترف الثلاثة بالتهم الموجهة اليهم، وتبين انه تربط بينهم صلة قرابة، وقالوا انهم قتلوا محمد انتقاما لمقتل الشبان الاسرائيليين الثلاثة الذين اختطفوا في منطقة الخليل. كما تبين من التحقيق ان اثنين من المشبوهين حاولوا قبل يوم واحد من اختطاف محمد، اختطاف الطفل موسى زلوم (9 اعوام) من شعفاط، لكنهما هربا بعد تدخل بعض المارة. واصيب زلوم بجراح في رقبته. كما تبين ان المشبوهين حاولوا في ليلة اختطاف محمد، اختطاف ولد من حي وادي الجوز لكنهم فشلوا، فتوجهوا الى شعفاط، وبعد حوالي 20 دقيقة من البحث عن ضحية لهم وصلوا الى محمد.

وخلافا لادعاء عائلات القاصرين المشبوهين، فانه يتبين ان المستوطن البالغ، المشبوه الرئيسي، لم يجرهما خلفه دون ان يعرفا ما هي نواياه. وقال مصدر مطلع على التحقيق ان الانطباع السائد هو انه تم التخطيط للعملية بشكل مشترك، وان المقصود ليست خلية منظمة.

وبالنسبة للمشبوهين الثلاثة الذين تم اطلاق سراحهم الاسبوع الماضي، تبين انهم عرفوا بالجريمة بعد وقوعها ولم يشاركوا فيها. وتجري محاولات من قبل طاقم الدفاع عن المشبوهين لادعاء اصابتهم بالجنون.

ونشر موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” (Ynet)، امس، ان المشبوه البالغ يملك ملفا غنيا بالجنون! وحسب الموقع فقد حاول خنق طفلته ابنة الشهر الواحد، لكنه فشل بسب دخول زوجته المفاجئ الى الغرفة. وتم في حينه اطلاق سراحه دون تقديم لائحة اتهام ضده، لأن القاضية فضلت “اجتيازه لمسار التأهيل”! يشار الى ان المحكمة رفضت السماح بنشر اسماء المتهمين، خلال جلستها، امس، حيث ادعى افراد عائلاتهم انهم يتخوفون من انتقاما فلسطينيا.

نشطاء اليمين المتطرق يرتدون قمصان النازية الجديدة

كشفت الصحفية طال شنايدر في تقرير نشرته على موقع “البلوغ” ان عددا من نشطاء اليمين الذين هاجموا تظاهرة اليسار المناهضة للحرب على غزة، مساء السبت الماضي في تل ابيب، ارتدوا قمصانا حملت شعارات “النازية الجديدة”. وبينت ان هناك صورا واشرطة تسجيل فيديو توضح هذه الحقيقة، حيث ارتدى بعض الشبان قمصانا كتب عليها “ليلة سعيدة ايها اليساريون”، وهو شعار يميز قمصان النازيين الجدد في اوروبا. والى جانب هذا الشعار يظهر رسما لشخص يلقي دراجة هوائية باتجاه ناشط يساري، وفي صورة اخرى يظهر شخص يركل ناشطا يساريا. واوضحت الكاتبة ان المجموعات العنيفة المنتمية الى النازية الجديدة في اوروبا ترتدي مثل هذه القمصان.

ريغف تنعت زحالقة بالارهابي وتطالب بتطييره الى غزة!!

وصفت رئيسة لجنة الداخلية البرلمانية ميري ريغف، عضو الكنيست جمال زحالقة (التجمع) بالإرهابي وطالبت “بتطييره” الى غزة! حدث ذلك خلال الجلسة التي عقدتها اللجنة امس بحضور المفتش العام للشرطة يوحنان دانينو، والتي شهدت اهانات متبادلة بين نواب اليمين والنواب العرب حسب ما كتبت “هآرتس”. وأصافت ان زحالقة قال للنائب اليميني موطي يوغيف خلال الجلسة “يداك ملطخة بالدماء”، ففهمت ريغف انه يوجه حديثه الى مفتش الشرطة، وامرت على الفور بإخراجه من القاعة وقالت للمنظمين “احملوه مع الكرسي واصنعوا له حفل عيد ميلاد وعندها طيروه الى غزة”، ومن ثم قالت لزحالقة: “انت ارهابي، كارهو إسرائيل يتواجدون في الكنيست، احصنة طروادة، خونة”.

وقال زحالقة لاحقا انه وجه حديثه الى النائب موطي يوغيف وليس الى دنينو. واوضح ان يوغيف قال له خلال النقاش انه يريد بناء الهيكل الثالث مكان الحرم القدسي، فرد عليه بأن يديه ملطخة بالدماء ومن تلطخت ايديه بالدم لا يستطيع اقامة الهيكل. وقال زحالقة انه سيقدم شكوى ضد ريغف الى لجنة الاخلاق البرلمانية. وكانت اللجنة قد عقدت الجلسة لمناقشة اخفاقات الشرطة في قضية اختطاف الشبان الاسرائيليين الثلاثة، وما تبعه من اعمال عنف ادت الى قتل الفتى محمد ابو خضير. وتدهور النقاش في الجلسة فقال باسل غطاس لميري ريغف: “انك تقومين باستعراض مهرجين تؤدين فيه الدور الرئيسي”.

وعندما قال لها احمد الطيبي: “لقد سبق وادرت الكثير من جلسات اللجنة وانا اقدم منك في الكنيست، وليس هكذا تدار الجلسات”، ردت عليه النائب اوريت ستروك، من البيت اليهودي: “في رام الله يفعلون ذلك بشكل اجمل”، فرد عليها الطيبي: “ان اسمع ملاحظة كهذه من مستوطنة حقيرة مثلك فهذا اطراء”. وتم خلال الجلسة اخراج النائب طلب ابو عرار، ايضا، بعد قوله لموشيه فايغلين “انت ارهابي، انت وميري ريغف”.

مقالات

erythromycin no script.

عمن تدافع الشرطة؟

تحت هذا العنوان تكتب صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية حول الاعتداء الذي نظمه نشطاء اليمين الاسرائيلي المتطرف، مساء السبت الماضي، على تظاهرة مناهضة للاحتلال والعملية العسكرية على غزة، جرى تنظيمها في ساحة مسرح “هبيما” في تل ابيب، وتشير الى الدعوة العلنية التي وجهها منظم الاعتداء المدعو يوآب الياسي، عبر صفحته على الفيسبوك لنشطاء اليمين المتطرف كي يحضروا ويتصدوا لمتظاهري اليسار الذين نعتهم بكارهي اسرائيل. وتقول ان دعوة الياسي لم تسقط على آذان صماء، فما هي الا فترة وجيزة حتى وصل الى المكان عشرات نشطاء اليمين من عصابات “كهانا حاي” و”لافاميليا” و”لهباه” والذين رددوا شعارات الموت للعرب واليسار الى المحرقة، ومن ثم شنوا اعتداء على متظاهري اليسار بحضور قوات الشرطة التي لم تدافع عن اليساريين، حسب ما افاد شهود عيان. بل تشير الصحيفة الى تعاطف الشرطة مع نشطاء اليمين كما وثق ذلك الياسي نفسه على صفحته، الذي كتب ان ضابطا في الشرطة اخذه جانبا وتحدث معه بل ومنح مجموعته لقب “الأسود”.

 وتكتب “هآرتس” انه “بعد اسبوعين من قيام يهود، حسب الشبهات، باختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير (16 عاما) من شعفاط، ترفض الحكومة والشرطة وبقية سلطات القانون استيعاب الخطر الكبير الكامن في مثل هذا العنف الذي مورس ضد المتظاهرين في تل ابيب. فشخصيات مثل الياسي وتنظيمات مثل “لافاميليا” و”لهباه” و”كهانا حاي” ليست اعشابا ضارة، وانما نتاجا خطيرا للعنف غير المتوقف من جانب اليمين المتطرف. وعندما يتعامل وزراء واعضاء كنيست مثل افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت وداني دانون وميري ريغف واييلت شكيد مع الأقلية العربية كمواطنين من الدرجة الثاني، من الواضح ضمنا ان المتظاهرين من أجل سلامة الفلسطينيين في غزة يشكلون هدفا شرعيا للاعتداء”.

وأشارت “هآرتس” الى توجه كتلتي العمل وميرتس في الكنيست الى المستشار القضائي للحكومة ومطالبته الايعاز بالتحقيق في سلوك الشرطة خلال التظاهرة، وقالت: يحق لمواطني إسرائيل التظاهر في كل مكان وزمان في كل موضوع، دون ان يشعروا بالخوف على أمنهم، والشرطة ملزمة بالدفاع عنهم وعن الديموقراطية”.

“اسبوع على العملية، إسرائيل توجه نحو الخروج منها”

تحت هذا العنوان يكتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، انه يبدو بعد اسبوع من عملية “الجرف الصامد” ان هناك فرصة للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. ومع اليوم الثامن للعملية، تتساوى فترتها مع فترة عملية “عامود السحاب” في 2012. ويمكن الاشارة الى عدة دروس اولية:

1) اسرائيل تحذر جدا من التوغل البري في قطاع غزة. والتردد الإسرائيلي ليس صدفة، وجلسات المجلس الوزاري المصغر تدل على شيء واحد: ان رئيس الحكومة ووزير الامن والقائد العام للجيش يفضلون الامتناع عن التوغل البري، ويبدو انهم يبحثون عن بديل يتمثل في مخرج سياسي. واذا لم يتم ذلك فلن يكون امامهم أي مفر من القيام بعملية برية محدودة تعتمد على معيارين: الرغبة بعرض انجاز امام الجمهور الإسرائيلي، والحاجة الى مواجهة التهديدات الملموسة قرب الخط الفاصل مع القطاع، علما ان كل المفاجآت التي اعدتها حماس حتى الآن فشلت.

لكن تهديد الانفاق يقلق الجيش بشكل خاص، واذا لم يتم معالجته بشكل اساسي الآن، يمكنه ان يشكل نقطة الانطلاق للحرب القادمة. وحماس لا تزال تحتفظ بعشرات الانفاق الهجومية والطموحة، كتلك التي تم كشفها حتى الآن.

ويشير هرئيل الى ان تأخير القرار بشأن التوغل البري يتسبب بفقدان القيادات العسكرية للصبر. ويقول ان نتنياهو يمر الآن بوضع مشابه لما مر به سابقه، ايهود اولمرت، بعد الأسبوع الاول من حرب لبنان الثانية. ويرى الكاتب ان الجمهور سيدعم احدى خطوتين: وقف اطلاق النار او التوغل البري، لكنه لن يحتمل استمرار التلكؤ. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب، يمكن لنتنياهو ان يفحص الافكار الأخرى، كوقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة 24 ساعة، تقوم إسرائيل خلالها باعتراض الصواريخ التي يتم اطلاقها عليها، من دون ان تهاجم غزة. واذا تم اعلان وقف اطلاق النار الثابت، فالمشكلة الاستراتيجية لإسرائيل ستتمحور حول جولة العنف القادمة، كيف تمنع استمرار تزود حماس بالصواريخ الدقيقة وذات المدى الطويل؟ وهل سيتم تحقيق الردع بين جولة واخرى؟ ويستدل من الحقائق ان حماس تحسن قدراتها الصاروخية بين جولة واخرى.

2) القبة الحديدية كمحطمة للتوازي. هذه العملية، اكثر من سابقاتها، تتميز بالدفاع الفاعل الذي توفره منظومة القبة الحديدية للجمهور الإسرائيلي. فقد تم تسجيل نجاح كبير في تفعيل المنظومة، وهناك فارق بين تقليص التهديد وتأثير منع التهديد على الجانب الذي يقوم بتفعيله. ويقترب عمل القبة الحديدية حتى الآن من الاحباط شبه الكامل، وبلا شك سيجعل حماس والتنظيمات الأخرى تعيد التفكير. ومن شأن نجاح هذه المنظومة ان يطرح مطلب التزود بعدد كبير منها، بمساعدة اقتصادية امريكية.

3) كيف بدأ كل شيء؟ التفسير المتعارف عليه في الجانب الإسرائيلي هو ان حماس قادت الى هذه المواجهة وجرّت إسرائيل اليها، كما يبدو دون ان تقصد هذه النتيجة مسبقا. كما حدث قبل “عامود السحاب” اخطأت حماس في تقييم الانضباط الإسرائيلي والان تدفع ثمن ذلك.

وحسب رأي هرئيل فان العملية المفاجئة التي حاولت حماس تنفيذها الاسبوع الماضي، تدل على تخطيط مسبق، والسؤال هو: هل كان هناك تخطيط استراتيجي اكتشفته اسرائيل متأخرا، او كان عملية انعاش لمخططات اعدت مسبقا؟ وهل نجحت الاستخبارات الإسرائيلية بكشف هذا التحول في الوقت المناسب؟

4) هل تلقت حماس ضربة كافية؟ في مثل هذه اللحظات من العمليات العسكرية الواسعة، يتولد مجال اشكالي تلتقي فيه الاستخبارات والسياسة والدعاية. وتميل الاستخبارات الى تقييم اضرار العدو بشكل زائد، بسبب رغبتها الطبيعية بنجاح العملية وعلى خلفية توقعات الجمهور والقيادة السياسية. ولكن الرد الغزي على القتل والمعاناة يختلف عن الرد الإسرائيلي، وليس من المضمون بتاتا ان حماس تصغي خلال الحرب لضائقة السكان في القطاع.

ويعتقد الجيش ان العدد الكبير من القتلى والدمار في غزة من شأنه ترويض حماس على الموافقة على اتفاق معقول لوقف اطلاق النار وكبح عدة مطالب متطرفة سبق وطرحتها. ويلاحظ تدريجيا عودة مصر الى صورة الاتصالات بمساندة امريكية، بعد امتناعها لعدة ايام من التقاء قيادة حماس. لكن القاهرة تحاول الآن ضمان ارباح للسلطة الفلسطينية من خلال الاتفاق واشتراط التسهيلات لحماس على معبر رفح بمنح السلطة الفلسطينية تمثيلا على المعبر.

5) حجم الضرر للجمهور. يقدر الجيش بأن نصف القتلى الفلسطينيين كانوا نشطاء في التنظيمات الارهابية، بينما تقدر تنظيمات دولية ان نسبتهم تصل الى الثلث. وهذه معطيات يختلف عليها دائما، ذلك أن هناك اناس يساعدون في الحرب ضد إسرائيل لكنهم ليسوا اعضاء في التنظيمات. مع ذلك يمكن الاشارة الى نوع من التغيير في التوجه الاسرائيلي خلال مهاجمة الاهداف القائمة في مناطق مأهولة بالمدنيين. فالتوجه الإسرائيلي خلال “الرصاص المسكوب” كان اكثر عدوانية وولد تقرير غولدستون. وفي “عامود السحاب” تراجع الجيش خطوة الى الوراء وفاخر بالهجمات “التشريحية” التي اوقعت عددا قليلا نسبيا من الاصابات بين المدنيين. وهذه المرة يلاحظ عودة إسرائيل الى التوجه العدواني خاصة في الاستخدام الواسع لعمليات قصف منازل النشطاء الكبار. ويمكن لعدد القتلى المدنيين ان يزداد في حال شن هجوم بري، لأن الجيش سيقوم بتفعيل وسائل اشد للدفاع عن قواته.

6) الأبعاد الاقليمية. ترافق اطلاق الصواريخ من غزة بعدة حالات من اطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا. كما يزداد التوتر في سيناء ويخشى قيام التنظيمات الاسلامية المتطرفة بمحاولة مساعدة حماس. ويبدو ان الاضطرابات في الدول العربية تندمج في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وتسبب للجيش الإسرائيلي اوجاع رأس جديدة خلال الاصطدام مع حماس. وفي المقابل يتضح ان حزب الله ليس معنيا بالانضمام الى المعركة حاليا، لأنه يغوص في الحرب الاهلية السورية والصراعات الداخلية في لبنان. كما فشلت حماس حاليا بتأليب الاوضاع في الضفة الغربية، حيث تحاول السلطة الفلسطينية جاهدة تهدئة النفوس ومنع الاصطدام مع الجيش.

7) سيكون من الخطأ الاعتماد على فشل حماس حتى الآن، لتصور المعركة المقبلة في لبنان، اذا وقعت. من المؤكد ان صمود الجبهة الداخلية ونجاح القبة الحديدية بشكل خاص امام صواريخ حماس، يثير القلق لدى ايران وحزب الله. ولكن حزب الله يملك صواريخ وقذائف تصل الى 500 و600 كلم، وقادرة على اصابة الاهداف بشكل دقيق وتحمل رؤوسا متفجرة تصل الى اكثر من نصف طن.  ولذلك فان المعركة مع حزب الله ستكون مختلفة تماما، وستكون الأضرار في الجبهة الداخلية اكبر بكثير، واسرائيل ستقوم بتفعيل قوة اكبر بكثير في الاراضي اللبنانية، وستتقلص محاولات منع وقوع اصابات بين المدنيين الاعداء على خلفية ضغط الجمهور الإسرائيلي ولن يسمح احد لنفسه بالتردد في مسألة المناورة البرية لمدة اسبوع. واذا اندلعت حرب لبنان الثالثة ستكون عدوانية وباهظة الثمن لحياة البشر في الجانبين.

أنا أيضا كنت ارهابية

تحت هذا العنوان تكتب روت رزنيك في “هآرتس” عن انضمامها في سن 14 عاما الى “ارغون تسفاي ليؤومي” (المنظمة العسكرية القومية – “ايتسيل” بالعبرية) بعد شنق العضوين في منظمة “الليحي” في القاهرة، الياهو حكيم والياهو بيت تسور، على ايدي البريطانيين، على خلفية مقتل اللورد موين (ادوار جيمس -اللورد موين- كان وزيرا لشؤون الشرق الاوسط في الحكومة البريطانية وقتل في القاهرة في 4 نوفمبر).

وتقول انه بعد اعدام حكيم وبيت تسور في اذار 1945 صممت على الانضمام الى العمل السري اليهودي ومحاربة البريطانيين، ورغم كونها طفلة الا ان الغضب على البريطانيين كان كبيرا وتزايد مع ازدياد عقوبات الاعدام التي فرضت على اعضاء العصابة، وفي اعقاب منع وصول المهاجرين اليهود بعد الكارثة.

وتضيف ان المخاطر لم تردعها، وانها تعلمت استخدام السلاح بما في ذلك المسدسات والبنادق والمواد الناسفة، التي كانت تتدرب عليها خلال العطلة المدرسية داخل حضانة للأطفال في حي فلورنتين في تل ابيب. وتقول رزنيك: “عندما قامت إسرائيل في عام 1948 وتم تفكيك “الايتسيل”، اصبحت عضوا متقاعدا، وكان عمري 15 عاما ونصف، ولكني منذ ذلك الوقت افهم حاجة الشعب الخاضع للاحتلال، لمقاومة الاحتلال حتى في العمل السري، حتى يحقق استقلاله. هذا ما فعله سكان امريكا وايرلندا وكينيا وجنوب افريقيا وكثير من الدول الأخرى”.

وتضيف: “اطرح هذا الموضوع الآن في محاولة للشرح بأن احتلال غزة سيحمل معه الكثير من القتلى في صفوف جنودنا، لكنه لا يمكن محو الكراهية للمحتل. ولنفرض اننا سنحتل غزة ثانية، فهل لا يعني ذلك اننا سنخلق بأيدينا الجيل القادم من الارهابيين الذين يبلغون اليوم الخامسة والسادسة من اعمارهم؟”

وتقترح رزنيك على القيادة الإسرائيلية تذكر انور السادات. فقبل سنة من قدومه الى اسرائيل قال في لقاء تلفزيوني: “ستمر الف سنة حتى نصنع السلام مع إسرائيل. فبيننا انهار من الدم”. ولكن الانسان الحكيم والجريء يتخذ القرارات الشجاعة ولا ينجر وراء المتهورين.

وتضيف: “ليس من الزائد التذكير بأن اثنين من قادة العصابات السرية ضد البريطانيين ترأسا الحكومة الإسرائيلية، مناحيم بيغن ويتسحاق شمير. كما أن نلسون منديلا الذي جلس في السجن لسنوات كإرهابي اصبح الزعيم الذي منع بحكمته وادراكه سفك الدماء الرهيب في بلاده”.

انجاز مشروط لحماس

تحت هذا العنوان يكتب امير اورن في “هآرتس”، ان التفاهمات التي ستقود الى انهاء جولة اللكمات بين إسرائيل وحماس تبلورت خلال الساعات الأخيرة على طريق التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، ولكن باستثناء التفاصيل، من الواضح ما الذي يجب ان يشمله كي يملك فرص النجاح:

1. سيتضمن انجازا لحماس – التفاهمات التي تم التوصل اليها بعد انتهاء “عامود السحاب” في 2012، بإضافة شيء ما. ولن يكون هذا الانجاز في المجال العسكري، فهناك سيتم تجميد الوضع حتى انتهاء الجولة الحالية، مع ثلث او نصف القوة العسكرية لحماس قبل الجولة الحربية، وانما سيكون الانجاز في المجال الاقتصادي والرفاه وجودة الحياة.

2. سيتيح هذا الانجاز التوصل الى موافقة الثلاثي القيادي العسكري والسياسي لحماس، خالد مشعل واسماعيل هنية ومحمد ضيف. فبدون موافقة الثلاثة سيتواصل اطلاق النيران وربما يروض إسرائيل على القيام بعملية برية، رغم رغبة مراكز القوى في حماس بإنهاء الحرب.

3. يجب ان يكون الانجاز الذي ستحققه حماس كبيرا بما يكفي كي يحثها على التوقف عن اطلاق النار ومنع الجهاد الاسلامي الفلسطيني والتنظيمات الاخرى من مواصلة اطلاق النار. وسيتساوى حجم الانجاز بحجم الخسارة – الغاء الانجاز اذا استؤنف اطلاق النار. وعلى الطرفان الشعور بأن وقف اطلاق النار جيد لكل منهما. ويجب ان تصدق حماس انه ليس من المناسب خرق التفاهمات.

4. ولذلك يجب ان يكون الانجاز المعين قابلا للتغيير ومشروطا بالنوايا الحسنة لإسرائيل وللدول المشاركة في صياغة التفاهمات. مثلا، افتتاح معبر رفح بشكل مراقب امام تحركات الفلسطينيين بين غزة ومصر. فاذا تم استغلال السخاء المصري بشكل سيء، للمس بأمن مصر او إسرائيل، يمكن لمن سمح بفتحه ان يعيد اغلاقه.

ومن الواضح ان اسرائيل ستحتفظ لنفسها بحق الاحتماء من التهديدات الفورية واحباط مخططات اطلاق النار على مواطنيها وجنودها. ويتطلب الامر توفير آلية دولية للحوار بين الشركاء في التفاهمات وربما لجنة تحكيم اثناء الصراع، على غرار ما تم مع حزب الله بعد “عناقيد الغضب” في لبنان عام 1996. فهناك وقفت سوريا وراء حزب الله، كونها كانت تملك تأثيرا في بيروت. وفي الجنوب يجب وضع مصر وحماس في المعادلة، بحيث يتحمل السيسي وقائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، مسؤولية كبح حماس.

اما في الجانب الاستراتيجي، يقول اورن، فانه اذا كانت عملية اوسلو قد هدفت الى نقل المسؤولية عن غزة والضفة الغربية الى منظمة التحرير كوحدة واحدة، فان إسرائيل تسعى الان الى الفصل بين جزئي فلسطين. والحديث ليس عن شطرين يربط بينهما المعبر الآمن، وانما عن كيانين منفصلين، غرب فلسطين في غزة بقيادة حماس وشرق فلسطين في الضفة بقيادة فتح. وهذا الفصل لا يعني فقط اعتراف إسرائيل بالواقع الذي نشأ في غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي في 2005، وانتصار حماس في انتخابات 2006، وسيطرتها بالقوة على القطاع في 2007، وانما يستكمل ذلك بل ويرحب به. ثلاث دول لشعبين. ومن هنا تأتي معارضة إسرائيل للمصالحة بين فتح وحماس.

جرف صامد او ساق مكسورة؟

تحت هذا العنوان يكتب شمعون شيفر في “يديعوت احرونوت” انه حتى اذا لم يدخل وقف اطلاق النار حيز النفاذ عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، فانه من الواضح ان إسرائيل وحماس تقتربان من انهاء هذه الجولة من الضربات المتبادلة، التي سيدعي كل طرف في نهايتها انه “لقن الجانب الآخر درسا لن ينساه، وسيجعله يفكر في المستقبل قبل ان يقرر استئناف النيران”.

ويقول شيفر: “كنا نتمنى لو نستطيع تلخيص عملية “الجرف الصامد” كحكاية نجاح، يمكن في نهايتها وعد الاسرائيليين بفترة متواصلة من الهدوء، ولكن للأسف، من شبه المؤكد انه يمكننا خلال الأيام القادمة ان نجد انفسنا امام تعريف آخر لما حدث هنا في الأسبوع الأخير: حملة ساق مكسورة”.

ويضيف: اذا لم يضمن وقف اطلاق النار انشاء آلية موثوقة تضمن عدم قيام حماس بتجديد جهوده للتسلح بصواريخ طويلة المدى، ويؤدي في المقابل الى بداية جهود دولية تمنح الأمل لملايين الغزيين بأنهم سيخرجون مما يسمونه “الحياة داخل سجن ضخم”، فلن تساوي الحكاية كلها ما شاهدناه من أضرار. ويجب ان تقال الأمور بشكل واضح: كل الكليشيهات التي طرحت في الحوار العلني، والتي تقول انه تم اضعاف حماس، وضرب حماس، وتنقص صورة انتصار، ليس لها ما تعتمد عليه. فالحقيقة الراسخة هي ان تنظيم ارهاب اسلامي جعل ملايين المواطنين ينحنون في البحث عن ملاذ من الصواريخ. ويمكن للعالم العربي ان يسجل لنفسه انه يمكن اصابة إسرائيل، وانها ضعيفة امام الصواريخ التي تصل من الجنوب وحتى الشمال. كما ان تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط، الذين لم تكن هناك أي نية لإرسالهم برا الى غزة، سيغرس لدى الجانب الآخر حقيقة ان نتنياهو يطلق كلمات عالية، لكنه لا ينوي تحقيق تهديداته. ومن المحتمل ان العبرة التي ستترسخ في الجانب الإسرائيلي هي ان قوة اقوى جيش في الشرق الاوسط محدودة، وان على القيادة توفير افكار بعيدة المدى لمعالجة جذور الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والا فان الفترة التي تفصل بين الجولة الحالية والجولة القادمة ستكون قصيرة.

ويضيف: لم يكن سيحدث أي ضرر لو ان رئيس الحكومة اقترح على المجتمع الدولي التجند لترميم قطاع غزة، واستثمار المليارات لإنشاء الميناء البحري والمطار ومحطة لتوليد الطاقة، كي تتمكن إسرائيل بعدها من قطع الكهرباء عن غزة. فبدون خطة كهذه، من المفضل ان نواصل التخندق لأن الوضع في المرة القادمة سيكون أسوأ. ويخلص شيفر الى القول: ان السؤال الحقيقي هو هل ستكون الحكومة الحالية مستعدة للاعتراف بالواقع وبأن العملية الحالية اسفرت عن نتيجة التعادل، حتى بدون التمديد حتى الجولة القادمة؟

لا للتخوف من ملك جديد

تحت هذا العنوان يكتب نواح كليغر، في “يديعوت احرونوت” ان يهود شرق اوروبا تعودوا القول طوال مئات السنين انه من المفضل عدم الصلاة من اجل وصول ملك (او قيصر) جديد، لأنه لا يمكن ابدا معرفة ما الذي سيحصلون عليه، او بكلمات اخرى: نحن نعرف المشكلة الحالية، لكن من يعرف أي مشكلة ستأتي في المستقبل.

ويقول كليغر: الآن، ايضا، يكرر هذه المقولة كل انواع الخبراء الذي يحذرون من تصفية حماس والجهاد الاسلامي ويدعون اننا لن نعرف من سيأتي مكانهم. ويتساءل: “هل يمكن أن تأتي سلطة اسوأ بكثير من عصابات الارهاب المتزمتة التي تدير غزة؟ ما الذي سيكون أسوأ من اطلاق الف صاروخ على اسرائيل؟ فما هذا الهراء إذن؟

ويضيف: “عندما تتوقف عصابات القتل والارهاب عن السيطرة على غزة، ألا يمكن ان يقرر جزء من السكان الذين يعيشون في فقر وبؤس وخوف من سلطتهم، العيش في سلام مع إسرائيل كي يجدوا لقمة عيشهم؟ فإلى ما قبل سنوات ليست بعيدة كان الكثير من سكان غزة يعملون في اسرائيل، ونجحوا بالاهتمام بعائلاتهم وكسب لقمة عيشهم بكرامة وبنوا لأنفسهم البيوت. فلماذا لا يرجع هذا الوضع بعد طرد الدكتاتوريين الذين لا يسمحون للجمهور بالتمتع بحقوق الانسان وحرية التعبير او كسب لقمة العيش، ويجبرونه على العيش في فقر مدقع؟

رفح أولاً

تحت هذا العنوان يكتب البروفيسور أماتسيا برعام، في “يديعوت احرونوت” ان احتلال قطاع غزة بشكل كامل والسيطرة عليه سيكلف الكثير من الدماء في الجانبين الاسرائيلي والعربي، وسيحتم الاحتفاظ بكتيبتين من سلاح المشاة في المنطقة بشكل دائم، وصرف قرابة مليار دولار سنويا. كما ان التوغل البري والخروج السريع سيجبي ثمنا، لكنه سيكون ناجعا لعام او عامين فقط. فالأنفاق تعمل بشكل أبطأ بكثير مما كانت عليه قبل وصول السيسي الى الحكم في مصر، لكن حماس ستواصل التضخم. فما العمل اذن؟

ان افضل خروج من المواجهة الحالية هو السياسة. ويجب استغلال التخوف الدولي من التوغل البري الإسرائيلي لاشتراط عدم التوغل بصدور قرار عن مجلس الامن، حسب المادة السابعة من معاهدة الأمم المتحدة، يقضي بتفكيك غزة من السلاح الباليستي. ويشير برعام الى استخدام هذه المادة لصدور قرارين سابقين، الاول قرار رقم 687 المتعلق بإنشاء هيئة المفتشين UNSCOM لتفكيك العراق من صواريخها  والاسلحة الكيماوية، وقرار 2118 بشأن تفكيك سوريا من سلاحها الكيماوي. وهناك ايضا القرار 1710 المتعلق بتفكيك اسلحة حزب الله في لبنان، وعلى الرغم من اعتبار إسرائيل للقرار بانه ليس ناجحا، الا ان هذا القرار عزز قوة الردع الإسرائيلية امام حزب الله لأنه يمنح اسرائيل شرعية دولية بمهاجمة قوافل الأسلحة التي تصل من سوريا وضرب حزب الله اذا خرق وقف اطلاق النار.

ومقابل قرار كهذا يقول برعام ان على إسرائيل الموافقة على رفع الحصار تدريجيا عن غزة. ولكن اذا كان لا بد من العملية البرية، فيجب عدم الدخول بهدف الخروج فورا، ويجب عدم الدخول بهدف البقاء طويلا في القطاع. ويبقى خيار احتلال رفح الفلسطينية والبقاء فيها لعدة سنوات. وهذا يحتم بناء سياج حدودي على مسافة خمسة كيلومترات الى الشمال من الحدود المصرية، بحيث يمتد السياج مقابل الحدود المصرية في منتصف المنطقة الممتدة بين رفح وخان يونس، وبالتالي تحويل مسار فيلادلفيا الموسع جدا الى حاجز فعال يمنع تهريب الأسلحة، وهكذا يتم تجفيف وصول الاسلحة الى غزة.

واما بالنسبة لسكان رفح ومخيم اللاجئين المجاور لها والذين سيصبحون داخل حصار بين ثلاثة اسيجة والبحر، فان برعام يقترح السماح لهم بدخول إسرائيل للعمل والشراء، وفق ترتيبات امنية. وسيكون على إسرائيل في البداية ادارة شؤون سكان رفح، ونقل الكثير من السكان الى المنطقة الخالية نسبيا بين رفح وخان يونس وانشاء مبان لآلاف العائلات. ورغم ان هذا الحل سيكلف كثيرا الا انه سيوفر بشكل ملموس في المصروفات الامنية، ولن يحتم السيطرة على غالبية مناطق غزة.

 

عن admin

شاهد أيضاً

“فتح” تفند ما جاء في مواقع إلكترونية حول الأسير مروان البرغوثي

نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني” فتح” ما جاء في بعض المواقع الإلكترونية المشبوهة حول عضو …