أضواء على الصحافة الاسرائيلية ….مجازر الاحتلال تتصدرها

عباس يطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان على غزة

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وقتل المدنيين. واعلن الرئيس عباس، امس، الحداد في السلطة لمدة ثلاثة ايام حدادا على ضحايا الشجاعية. وكتبت صحيفة “يسرائيل هيوم” ان الناطق بلسان الرئاسة نبيل ابو ردينة شجب “مجزرة الشجاعية” وقال ان المشاهد في الحي بعد القصف الإسرائيلي تذكر بمجزرة صبرا وشاتيلا خلال حرب لبنان الأولى.

وفي مستشفى الشفاء في غزة قال مصدر مسؤول لشبكة الجزيرة انه لم يبق مكان في ثلاجات غرفة الموتى لوضع الجثث، ونحن نقوم بتكديسها فوق بعضها البعض.ووصف سامي ابو زهري ما حدث في الشجاعية بأنه جريمة حرب وقال ان هذه الجريمة لن تكسر الشعب الفلسطيني وروح المقاومة. وستواصل المقاومة الحرب حتى تهزم جيش الاحتلال الصهيوني.

ويستدل من معطيات وزارة الصحة ان اكثر من 410 فلسطينيين قتلوا خلال الحرب، واصيب قرابة ثلاثة آلاف.

ويحاول الرئيس الفلسطيني المتواجد في قطر بذل جهود الوساطة لتحقق وقف اطلاق النار. واجتمع عباس مع امير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ومع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومع رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية ان قطر لن تعرض مبادرة خاصة بها لوقف اطلاق النار، وانما ستعرض مطالب حماس فقط.

وفي مصر لا يجري أي تقدم في الاتصالات. وأمر الامين العام للجهاد الاسلامي عبدالله شلح، مندوب التنظيم، مغادرة مصر بادعاء ان المفاوضات الجارية هناك ليست جدية. وقال الناطق بلسان حماس فوزي برهوم، ان الموقف المصري كان افضل حتى في ايام مبارك من ايام السيسي، وقال ان مصر لا تقوم بالدور المطلوب منها وبدل التوسط يجب ان تكون شريكة للفلسطينيين في حربهم ضد إسرائيل، والا فان المنطقة كلها ستواجه الخطر. حماس لن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء، وسنواصل المحاربة حتى نقطة الدم الأخيرة في غزة. اذا كان العدو الصهيوني يريد انهاء المعركة، فعليه وقفها فورا والتجاوب مع مطالب التنظيمات الفلسطينية”.

مون سنوي طرح مبادرة في مركزها فتح معبر رفح

ونشر موقع “واللا” ان الامين العام للأمم المتحدة، يسعى سوية مع دول في الاتحاد الأوروبي، الى طرح مبادرة جديدة لوقف اطلاق النار في مركزها فتح معبر رفح. وحسب ما اعلنته مصادر عربية، الليلة الماضية، فان المبادرة الجديدة التي تعتمد على المبادرة المصرية، تتحدث عن منح ضمانات بفتح معبر رفح في المستقبل، ونشر قوات السلطة الفلسطينية هناك. كما سيحظى سكان قطاع غزة بتسهيلات في تلقي البضائع عبر المعابر مع إسرائيل. 

ومن المتوقع وصول بان كي مون الى إسرائيل، غدا، بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وامير قطر، امس. وسيصل مون، ايضا، الى القاهرة لالتقاء الرئيس المصري، في وقت يتوقع فيه وصول وزير الخارجية الأمريكي الى القاهرة، ايضا. الى ذلك طلب الوفد الأردني في الأمم المتحدة، وباسم دول الجامعة العربية، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لمناقشة الحرب على غزة.

وتحدث السفير الفلسطيني رياض منصور، وطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بالمساعدة على وقف العنف واوضح ان الطريقة الوحيدة تكمن في رفع الحصار عن غزة. وفي رده على سؤال حول امكانية توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية للجنايات، قال ان الموضوع قيد البحث.

 

مقتل 13 جنديا و60 فلسطينيا على الأقل في مواجهات الشجاعية

كرست كل الصحف الإسرائيلية عناوينها الرئيسية وكثير من صفحاتها الداخلية لتغطية الضربة القاصمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي خلال توغله في حي الشجاعية في مدينة غزة، حيث تمكنت عناصر المقاومة من قتل 13 جنديا من كتيبة “جولاني” التي تعتبر من افضل كتائب الجيش الإسرائيلي، واصابة عشرات الجنود بجراح متفاوتة، بينهم قائد الكتيبة شخصيا. وبشكل هامش تطرقت الصحف الاسرائيلية الى المذبحة التي نفذها الجيش في حي الشجاعية والتي تم خلالها قتل اكثر من 60 مدنيا، بينهم الكثير من النساء والاطفال، جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي بيوت الحي. وقال صحيفة “هآرتس” ان اكثر من 100 فلسطيني قتلوا يوم امس، فيما اصيب المئات بنيران الجيش الإسرائيلي.

وحول عملية الشجاعية، كتبت الصحيفة ان الجنود خلال تبادل لإطلاق النيران حيث واجهوا مقاومة شديدة من قبل حماس. وكان الجيش قد قرر توسيع العملية في يومها الثالث عشر، داخل حي الشجاعية المكتظ بالسكان، في محاولة للعثور على انفاق هجومية وتدميرها. وتم خلال المواجهة استخدام الصواريخ المضادة للدبابات وتفعيل عبوات ناسفة تحت أقدام القوات الاسرائيلية. ومن بين القتلى نائب قائد الكتيبة.

وكانت احدى قوات الكتيبة قد وقعت في كمين في حي التفاح، شمال الشجاعية، حيث تم اطلاق صاروخ “ار. بي. جي” على المصفحة التي استقلها الجنود، فقتل سبعة منهم واصيب آخرين بجراح بالغة. ويفحص الجيش ما اذا كانت الاصابة الصاروخية قد تسببت بانفجار ذخيرة داخل المصفحة التي تم تدميرها.

وفي حادث آخر تم اطلاق صاروخ مضاد للدبابات، كما يبدو “ار. بي. جي”، باتجاه بيت تحصن فيه الجنود في حي الشجاعية، فقتل ثلاثة جنود واصيب 12 جنديا آخرين. وفي مواجهة اخرى قتل جندي آخر بنيران قناص فلسطيني. كما قتل جنديان من سلاح الهندسة خلال مواجهة مع مسلحين فلسطينيين. واصيب ستة جنود آخرين، على الأقل، من وحدة جولاني، قبل فجر يوم الأحد، جراء انفجار قنبلة بجانبهم. ولا يعرف الجيش ما اذا تم رشق الجنود بالقنبلة من قبل الجيش الاسرائيلي او من قبل الفلسطينيين. واصيب عدد من الجنود بحالة اختناق في حادث آخر. كما اصيب في غزة، امس، قائد كتيبة جولاني الرائد غسان عليان (اول درزي يتسلم هذا المنصب في تاريخ الجيش الاسرائيلي). وجاءت اصابة عليان في رأسه. وقال عليان، امس، انه ينوي العودة الى كتيبته عاجلا والانضمام الى جنوده.

الصليب الأحمر لم يتمكن من انقاذ السكان

وحسب “هآرتس” فقد تلقت تنظيمات الاغاثة، مئات التوجهات من قبل سكان حي الشجاعية الذين حوصروا في المنطقة واحتاجوا الى علاج طبي والى انقاذهم من القصف الإسرائيلي المكثف. وتجاوب الجيش الاسرائيلي مع طلب الصليب الأحمر وقف اطلاق النار لساعتين، تم تمديدها لساعتين اخريين، لغرض اخلاء المصابين.

ورغم ذلك فقد قالت طواقم الصليب الأحمر التي دخلت الحي انها تعرضت الى النيران من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، ولذلك لم تتمكن من تقديم العلاج لكل من احتاجه.

وقال ضابط اسرائيلي رفيع ان حي الشجاعية يعتبر منطقة حرب مكتظة ومعقدة، ولذلك قدر الجيش بأن دخول قوات جولاني الى الحي سيواجه بمقاومة فلسطينية. وحسب الجيش فان لديه معلومات تشير الى خروج عدة أنفاق من الحي. وحسب معطيات الجيش فقد تم اطلاق 140 صاروخا من الشجاعية باتجاه إسرائيل، وهي كمية تقل بنسبة 10% عن عدد الصواريخ التي تم اطلاقها على إسرائيل، لكن الجيش يقول ان غالبية هذه الصواريخ اطلقت على اشدود خلال ايام الحرب.

كما يدعي الجيش ان العمليات تلحق اصابات كبيرة بأنفاق حماس خاصة تلك التي تصل الى إسرائيل. وحسب الجيش فقد تم العثور على 14 نفقا كاملا، و34 فتحة أنفاق. وتم يوم امس تفجير ستة أنفاق، تبين ان لأحدها اربع فتحات داخل القطاع وفتحة خامسة داخل اسرائيل. وعثر في نفق آخر على براميل بارود وكابل اتصال. وتم العثور على مسار نفق اخر في الجنوب يصل طوله الى 1.2 كيلومتر، وله فتحة في الاراضي الاسرائيلية. وقال احد الضبط انه يعتقد بأن تفجير الأنفاق سيستغرق يوما او يومين آخرين. وحسب توقعاته فقد عالج الجيش قرابة 70% من الأنفاق المعروفة للجهات الاستخبارية. وبعد الانتهاء من تفجير هذه الأنفاق ستضطر القيادة السياسية الى اتخاذ قرار بشأن استمرار العملية، خاصة طرق العمل.

وفي هذه الأثناء يواصل الجيش تجنيد الاحتياط. وقال القائد العام للجيش بيني غانتس ان الجيش سيواصل العمل مهما تطلب الأمر لتحقيق الهدوء والأمن لسكان إسرائيل. واضاف: “كل ساعة تمر على حماس يصاب المزيد من الناس والمزيد من القدرات العسكرية”. وحسب قوله فان “ساعة انجازاتنا ترتفع في كل الحلبات، حتى في الشجاعية. نحن نفهم انه تقع اصابات خلال الحرب، ودورنا هو تحقيق الأهداف وهذا ما نفعله”.  

وفي رده على سقوط القتلى الفلسطينيين في حي الشجاعية بما فيهم الأطفال والنساء، قال غانتس: “سكان الشجاعية يعرفون ايضا انهم وقعوا ضحية لاستعدادات حماس داخل اراضيهم. آسف على سقوط الأبرياء، يؤلمني رؤية الاولاد والنساء المصابين”. مع ذلك قال “ان الجهاز الأمني لا ينوي التخلي عن اصراره ومهامه”. وفي المقابل تواصل امس اطلاق الصواريخ على إسرائيل. وتم اطلاق 86 صاروخا، اعترضت القبة الحديدية 16 منها.

القتلى سقطوا في مصفحة قديمة تعود الى الستينيات

وتبين ان المصفحة التي اصيبت في غزة، أمس، وقتل سبعة من جنودها، هي من الطراز القديم في الجيش، m113 الأمريكية التي تم انتاجها في الستينيات. وانتقد ضباط في الجيش قرار ارسال هذه المصفحات القديمة الى غزة كونها غير مدرعة بما يكفي.

وكان الجيش قد امتنع عن استخدام هذه المصفحات منذ قرابة عشر سنوات، علما انه في ايار 2004، قتل 11 جنديا من كتيبة “غفعاتي”، جراء تفجير مصفحتين من هذا الطراز في غزة. وكان مراقب الدولة قد نشر في 2003 تقريرا شديد اللهجة حول حالة هذه المصفحات، وادعى انه يجب توفير المصفحات الحديثة للقوات المتواجدة في حالة خطر.

اوباما يريد اتفاقا فوريا

وكتبت صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما، اوضح خلال محادثة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس، انه يريد التوصل الى وقف لإطلاق النار فورا، بناء على تفاهمات “عامود السحاب” في نوفمبر 2012. وسيصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى القاهرة، اليوم، لدفع الموضوع، ومن المنتظر وصوله الى إسرائيل، غدا.

وجاءت محادثة اوباما ونتنياهو بعد عملية الجيش في الشجاعية، الا ان اوباما واصل دعم العملية العسكرية وشجب اطلاق الصواريخ على إسرائيل. مع ذلك فقد حدد رسالته بشأن الامتناع عن اصابة المدنيين الأبرياء. واوضح “قلقه البالغ ازاء ازدياد عدد الضحايا المدنيين والجنود الاسرائيليين”، كما جاء في بيان للبيت الأبيض.

كيري يسخر من نتنياهو

وكان كيري قد منح عدة لقاءات للتلفزة الأمريكية، امس. وبينما كان ينتظر بدء المقابلة مع شبكة “فوكس” تم التقاطه وهو يجري محادثة هاتفية مع بعض مستشاريه. وتلقى في حينه تقريرا حول مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين و13 جنديا في الشجاعية. فقال من غير ان ينتبه الى ان الميكروفون لا يزال مفتوحا: “عملية بالغة الدقة”. ومن ثم قال مرتين لأحد المساعدين: “علينا السفر الى هناك، علينا السفر هذه الليلة، من الجنون مواصلة الجلوس هنا”.

وجاء الرد الساخر لكيري، كما يبدو على خلفية المحادثة الهاتفية التي اجراها مع نتنياهو يوم الخميس الماضي، بعد التوغل البري في قطاع غزة. فقد اكد نتنياهو ان “العملية ستكون بالغة الدقة وتتعامل فقط مع تدمير الأنفاق التي حفرتها حماس باتجاه الأراضي الاسرائيلية”. وقال كيري لنتنياهو في حينه انه من المهم الحرص على ان لا تتسع العملية الى ما أبعد من ذلك.

نتنياهو يعترف اخيرا بدور عباس

قالت صحيفة “هآرتس” ان نتنياهو اعترف اخيرا بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يشكل جزء من الحل وانه على اتصال معه. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده نتنياهو امس، قبل انعقاد المجلس الوزاري الأمني، لمناقشة توسيع العملية في غزة والاتصالات الدبلوماسية لوقف اطلاق النار.

وقال نتنياهو لوسائل الاعلام الأجنبية، قبل الجلسة، انه يريد تحقيق الهدوء على المدى الطويل في غزة، ومن ثم العمل مع المجتمع الدولي لتجريد القطاع من السلاح. وأضاف ان كل الخطوات السياسية التي قامت بها إسرائيل تهدف الى توفير الشرعية للتوغل البري: “لقد تجاوبنا مع الاقتراح المصري واقتراح وقف اطلاق النار الانساني من قبل الامم المتحدة، واقتراح الصليب الاحمر. وهذه العمليات وضعت القاعدة السياسية للعملية التي تمنح الدعم السياسي لحقنا في الدفاع عن النفس”.

وأضاف نتنياهو: “إسرائيل على اتصال مع السلطة الفلسطينية على مختلف المستويات. يوجد هنا مصالح مشتركة بالنسبة لحماس، ولا احد يدعم حماس باستثناء ايران وقطر. ويمكن لعباس ان يكون جزء من الحل، اذا فهمنا ان حماس هذه التي تضحي بالفلسطينيين في غزة لا يمكنها ان تشكل جزء من العملية السلمية”.

وكتبت “يسرائيل هيوم” ان رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن، يعلون، حاولا خلال المؤتمر الصحفي الفصل بين مشاعر الحزن والانجازات العسكرية. وقال نتنياهو “اننا نحني رؤوسنا امام اولادنا الذين سقطوا كي نواصل الحياة في بلادنا، ولكننا سنكمل المهمة ونعيد الهدوء الى الجنوب ومركز البلاد وكل انحاء الدولة”.

وقال: لقد وعد العدو بأن تعيش تل ابيب في الخرائب، ولكنها ليست في الخرائب، وفي المقابل نحن نضربهم بقوة ضخمة”.   واتهم نتنياهو حماس بكل ضرر يصيب مواطني غزة. واوضح لشبكات التلفزة: طلبنا بكل الطرق من الناس مغادرة المكان، فقالت لهم حماس لا تغادروا كي تستخدمهم كدروع بشرية. نأسف لكل اصابة مدنية وانا ادعو سكان غزة: لا تبقوا هناك، حماس أرادا لكم الموت، نحن نريدكم امنين، حماس تتحمل التصعيد وحماس مسؤولة عن اصابة المدنيين”.

 وقال وزير الأمن موشيه يعلون “ان تدمير حماس ليس هدفا سهلا على المدى القريب. هناك خطوات لا تتم بتوجيه ضربة وانتهينا، انها مسار طويل. حماس تعرف ان مستقبلها ليس ورديا، انها تقرأ الخارطة في العالم العربي وليس في مصر فقط، وتفهم انها بدون مؤيدين، ولا حتى في الضفة. نحن نعمل بشكل جدي لتجريد المنطقة من الأنفاق”.

المحكمة العليا ترفض توفير الحماية لسكان القرى غير المعترف بها

ذكرت “هآرتس” ان المحكمة العليا الاسرائيلية رفضت ، نهائيا، امس، الالتماس الذي طالب بحماية القرى البدوية غير المعترف بها، من الصواريخ. وكتب القاضي يورام دنتسيغر ان القضاة اقتنعوا بتفسير الدولة! واضاف: “استنتجنا انه لا يوجد أي مبرر للتدخل في قرار الدولة عدم انشاء غرف آمنة في قرى الملتمسين في هذه الأثناء”!

وجاء في القرار: “لا خلاف على ان الدولة ملزمة بالدفاع عن حياة وسلامة مواطنيها وسكانها، ولكن في حالات الطوارئ يمكن تحقيق هذا الالتزام بسلسلة واسعة من الوسائل، ومن الطبيعي ان كمية وسائل الحماية التي تملكها الدولة في لحظة معينة لا تكون غير محدودة”. ورفض القاضي ادعاء الملتمسين بوجود تمييز في توفير وسائل الحماية، واعتبر ان “معايير موضوعية فقط تقف في صلب قرار المدعى عليهم بشأن غرف الحماية”.

وكانت جمعية حقوق المواطن قد قدمت الالتماس باسم عدد من سكان القرى غير المعترف بها، بعد سقوط صاروخ في احدى المجمعات واصابة شقيقتين. وخلال نظر المحكمة في الالتماس سقط صاروخ آخر في مجمع اخر وقتل مواطنا بدويا. ومع ذلك لم تر المحكمة ان عليها التدخل لإلزام اسرائيل على توفير مجالات آمنة لسكان هذه القرى.

الجيش يفحص انباء عن اختطاف جندي في الشجاعية

كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان حركة حماس، ادعت امس، انها تمكنت من اختطاف جندي إسرائيل خلال المعارك القاسية في حي الشجاعية. وقالت ان الجيش يفحص هذا الادعاء.

 وكانت قناة الجزيرة وقناة حماس قد بثتا امس شريطا يظهر فيه متحدثا مقنعا من كتائب عز الدين القسام، ويعلن بأن حماس اختطفت جنديا، ليلة امس الاول. وكشف المتحدث اسم الجندي ورقمه الشخصي. وقال المتحدث ان الجندي يتواجد في ايدي كتائب عز الدين القسام، وجيش الاحتلال لم يعترف بذلك بعد.

واضاف: في “يديعوت احرونوت” يقولون “كلنا خلف الجيش”، ونحن نقول “كلنا خلف القسام”.

وقال اسامة حمدان في قطر “ان اختطاف الجندي يهمنا اكثر من قتل الجنود، فهذه ضربة معنوية لإسرائيل. وحقيقة عدم اعلان إسرائيل عن الاختطاف يدل على انها تخفي معلومات وتكذب، وعندما سيحققون في ذلك فان الأمر سيؤثر على مستقبل نتنياهو”.

 

يوسف بن دافيد، المستوطن الذي احرق ابو خضر

ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت”، ان المحكمة العليا سمحت، امس، بكشف اسم المستوطن يوسف حاييم بن دافيد (29 عاما) من سكان مستوطنة “جيباع بنيامين” المتهم المركزي في اختطاف واحراق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير. وحسب لائحة الاتهام فان هذا المستوطن هو الذي قاد السيارة واخذ معه المتهمين الآخرين، القاصرين، لتنفيذ العملية. وبعد وصول السيارة الى غابة القدس قام بن دافيد بضرب محمد على رأسه بمفتاح للبراغي وسكب عليه البنزين وأحرقه.

وخلافا لادعاءات سابقة بأنه يعاني من مرض نفسي، يتبين انه يملك مصلحة لاستيراد وبيع اطارات النظارات تقوم في شارع غؤولا في القدس، كما كتبت “هآرتس”. واكد العديد من زبائنه انه “لطيف المعشر” ولم يعرفوا بعلاقته بتنظيمات اليمين المتطرف. وكان والده، وهو رئيس مدرسة دينية في “هار نوف” قد قال لصحيفة “هآرتس” بعد اعتقال الثلاثة ان “من فعل ذلك هو مجنون”.

 

مقالات

الحذر، تورط

تحت هذا العنوان تكتب صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها أن العدد المتزايد للقتلى والجرحى من بين جنود الجيش الاسرائيلي – مقتل 13 جنديا الليلة قبل الماضية، لينضموا بذلك الى الجنود الخمسة الذين قتلوا منذ بدء المعركة، ومقتل 400 فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم من المدنيين الأبرياء، وبينهم الكثير من الأطفال – يدل على أن “الجرف الصامد هي حرب حقيقية وليست حملة عاجلة في قطاع غزة. لقد اصبحت الأهداف الأولية والمعلنة لإسرائيل في هذه الحرب – تحقيق الهدوء وتدمير الأنفاق الهجومية – مسالة ضبابية، اذا انه استبدل هذه الأهداف طموح آخر، لخصه وزير الخارجية ابيغدور ليبرمان في مقولته القصيرة “المضي حتى النهاية”.

ويعني هذا الطموح انه يمكن لـ”الجرف الصامد” أن تُستبدل بنوع جديد من “الصنوبر العالي”، تلك الخطة التي جعلت اسرائيل تغوص في الوحل اللبناني قرابة عقدين من الزمن. ويمكن للرمال الغزية اللينة التي سهلت على حماس حفر أنفاقها، أن يتبين بأنها رمال متحركة ستغرق جنود الجيش الإسرائيلي.

 ويمكن التكهن انه مع معرفة عدد الجنود القتلى سيزداد اشتعال روح الانتقام التي ميزت الجمهور بعد اختطاف وقتل الفتية الثلاثة، وان الحكومة، التي يدفع بعض اعضاؤها باتجاه المعركة الشاملة، ستستصعب مواجهة الضغط. ويجب وقف هذا التوجه الخطير فورا. يمنع تحويل احتلال غزة الى هدف، ويمنع انتظار “صورة النصر” الخيالية، التي ستبرر انهاء الحرب.

ان المواجهة العنيفة بين إسرائيل وغزة لم تبدأ قبل 14 يوما، ولن تنتهي بعد أسبوع. انها جزء لا يتجزأ من الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، الذي لن يتم حله من خلال كشف الأنفاق والقتل الجماعي للمدنيين، لن يتحقق الانتصار هنا. يبدو ان إسرائيل تتخيل بأنها تتمتع بدعم عربي ودولي يسمح لها بمواصلة الحرب، ويبدو ظاهريا، انها تتواجد في الجانب “المحق”، في ضوء القصف الصاروخي المتواصل لمدنها، لكن كثرة صور الفظائع في غزة، وحجم الكارثة الانسانية، يمكنه أن يبين بأن هذا الدعم قصير الأجل.

على إسرائيل مساعدة الوسطاء، خاصة مصر، على تحقيق الحل الدبلوماسي الملائم، وعدم الخوف من تقديم تسهيلات تساعد سكان غزة. ويتحتم على إسرائيل تقييد فترة وجودها في غزة والتمسك بأهدافها المعلنة، ووقف الحرب بعد تحقيقها. يمنع عليها الغرق في رمال غزة.

“وفي هذه الأثناء يتغلغل السم”

تحت هذا العنوان يكتب عودة بشارات في “هآرتس”، عن عضو الكنيست اييلت شكيد، من “البيت اليهودي”، التي اقتبست على صفحتها في الفيسبوك، مقالة كتبها اوري اليتسور قبل 12 سنة. ويقول بشارات ان من يقرأ المقالة يعرف لماذا خبأها اليتسور في الأرشيف. لقد كتب فيها: ” في الحروب عادة، يكون العدو شعبا بأكمله، بشيوخه ونسائه، ومدنه وقراه وكل ممتلكاته وبناه التحتية”. وأضاف: “كلهم محاربون اعداء وكلهم دماءهم في رؤوسهم. وهذا يشمل الآن أمهات الشهداء، اللواتي ترسلن أولادهن الى الجحيم مع الزهور والقبل. يجب ان تلحقن بأولادهن، وليس هناك ما هو أكثر مبررا من ذلك، يجب ان تلحقن بهم، وكذلك المنزل الذي نمت فيه الثعابين، والا فانه سيتم هناك تنمية ثعابين صغيرة أخرى”.

ويقول بشارات ان “الأمطار السامة لهذا المقال تتدفق في الوديان وتغمر الخزانات الجوفية. ويضيف: يجب عدم الاستهتار بذلك، فأليتسور الذي توفي مؤخرا، كان رئيسا لديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في 1999. وقد وصفه نتنياهو بأنه يعبر عن “المثالية المتواصلة والمكررة للصهيونية الدينية”، بل ولفه ببعض القدسية: “كان فيه بعض من ارث الأنبياء”. اما وزير الأمن يعلون فوصفه بأنه “رجل مفكر، عميق، اصيل وخلاق”، فيما وصفه رئيس الكنيست يولي ادلشتاين بأنه “نوع نادر من ملح الأرض”. ولا حاجة الى اقتباس اقوال رفاق شكيد في البيت اليهودي.

ويتضح الآن مع الشر المتراكم في الساحات، ان روح اليتسور تحلق في سماء الدولة، والجيش الأقوى في الشرق الأوسط على استعداد لتنفيذ اوامر القيادة السياسية، التي يعتبر رفاق شكيد من حزبها وحزب الليكود، عامودها الفقري. الطيارون ورجال الدبابات وضباط سلاح البحرية، وغيرهم من الضباط في هذه المعركة الكبيرة ينفذون الأوامر التي تردد: “العدو هو شعب بأكله، بشيوخه ونسائه، بمدنه وقراه، بممتلكاته ومنشآته التحتية”. فهيا يا رفاق، عمليات التدمير والقتل كثيرة، والوقت الذي يوفره العالم قصير.

وفي هذه الأثناء يتغلغل السم. لقد كتب ألين سورانسين، مراسل احدى الصحف الأجنبية، ان الاسرائيليين يحضرون الكراسي الى التلة في سديروت كي يشاهدوا الأحداث الأخيرة في غزة ويصفقون عندما يسمعون دوي الانفجارات”. ويسمى المشهد الجنوني بسينما سديروت. لقد اصيب اربعة اطفال على شاطئ غزة بضربة مباشرة، فأين التصفيق يا رفاق؟

ويواصل السم التغلغل عندما تحدث مذبحة في شوارع حيفا. مئات المشحونين بالكراهية المشتعلة ونظرات القتل، يهاجمون تظاهرة للعرب واليهود في الكرمل، بالحجارة والزجاجات، ويسيل دم المتظاهرين، امام اعين الشرطة المؤيدة والمحبة التي رافقت المتظاهرين الى الباصات التي تم تحطيم زجاجها. ويتغلغل السم عندما يقوم رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، الذي اعتبر ذات مرة شخصية مستقيمة، باستخدام مصطلحات مستمدة من العصور الوسطى ضد التظاهر في المدينة، كما لو انها من املاكه الخاصة. وبدل الدفاع بجسده عن حرية التعبير ينضم الى جوقة اليمين الفاشي التي تعمل على كم الأفواه. التعايش الذي يفاخر به ياهف، ينزف.

ويتغلغل السم عندما يتحول غالبية المذيعين في الحصانة القومية الى مذيعين للحرب. الواجب القومي العلوي يديرهم، كي يوضحوا لكل عربي يجرون مقابلة معه، من هو صاحب البيت هنا. انهم يهجمون على العرب ولا يجرون مقابلات معهم.

والآن يتغلغل السم بشكل اكبر، عندما يسقط الجيش الأكثر اخلاقية في العالم من قاموسه حتى الدقائق الخمس الذهبية، بين النقر على السقف، وبين تفجير البيوت الفلسطينية. الآن يجري القتل بحرية في حي الشجاعية في غزة.

عندما لا يكون هناك مكانا لتظاهرة بلون آخر، ويصبح الذهاب الى مظاهرة يشكل خطرا على الحياة، فان هذا يعني بأنه تم الانتصار على المجتمع الإسرائيلي في الحرب على غزة. من المحزن الاكتشاف بأنه تم هزم المجتمع طواعية، بدون اوامر عليا.

يجب اخراج بينت من الحكومة

تحت هذا العنوان تكتب طال نيف، في “هآرتس” ان اللغة الانجليزية لنفتالي بينت تعتبر كارثة اعلامية، لأنه لا يمكن لأحد أن يقول بأنه لم يفهم ما قاله في اللقاء الذي اجراه معه وولف بليتسر من شبكة CNN، عندما علم بمقتل الأطفال الأربعة على شاطئ غزة. لقد قال ان حماس “ترتكب ابادة شعب ذاتية”، “تذبح” اولادها. وشرح بينت بحواره الأورويلي كيف تعثر إسرائيل على الصواريخ في المستشفيات. كان من الواضح ان بينت يحفر حفرة تحت ادعاءات الدفاع الذاتي الاسرائيلية، وبشكل خاص، عدم استعداده ولو لإظهار التعاطف ازاء مقتل الاطفال الأربعة.

 الانسان قريب من نفسه (“لم اكن سآخذ أولادي الى مكان قريب من راجمات الصواريخ”، قال بينت)، والانسان قريب من جمهوره. ولكن حتى لو لم يعرف بينت من قتل الأولاد، ألا يستحق موتهم ابداء أسفه على الأقل؟

بعد ذلك قال بينت ان إسرائيل تريد السلام، في الوقت الذي تتواجد فيه في الحرب. وقد حاول بليتسر في اسئلته صياغة أجوبة أكثر عقلانية لبينت، تأخذ في الاعتبار الحقائق والعامود الفقري الأخلاقي. لكن بينت واصل نهجه.  

بينت يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل، ولكن ايديولوجيته وتصريحاته في هذه الأثناء تشكل عبئا. بنيامين نتنياهو لا يريد عملية “رصاص مصبوب” ثانية، ولكن يبدو اننا امام عملية “سور واق” ثانية الآن. كما رفض نتنياهو ان يواصل التعرض للهجوم من قبل المتطرفين الذين لا يرون أي اتفاق سياسي ويحلمون بفلسطينيين عنيفين شفافين، فقام بفصل داني دانون. لكن بينت ليس دانون، انه رئيس حزب مستقل وكبير نسبيا، وهو يخرب على جهود اسرائيل للظهور وكأنها تخوض حربا بلا مفر.

من المؤكد انه لا يملك أي رؤية لليوم التالي لأنه يعتقد ان حماس تذبح اولادها. كان يتحتم على كل مناصر للسلام ان يسأل: ما هي أهداف نتنياهو، من يجب ان يكون في حكومته، وكيف يجب ان تتصرف إسرائيل بعد التوغل البري. حتى المحاربين السابقين من اليسار، من جمعية “يكسرون الصمت” ومعارضيهم من اليمين، الذين لا يؤيدون القتل، يمكنهم الاتفاق على ضرورة توفر رؤية بالنسبة لغزة، وليست رؤية السيطرة العسكرية. المطلوب نشاط إسرائيلي دبلوماسي لتحقيق وقف اطلاق النار، وتجريد السلاح، وسيطرة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، وتغيير السياسة ازاء غزة. ولذلك يتحتم على نتنياهو ضم حزب العمل الى الحكومة، واخراج البيت اليهودي منها.

فلننتصر مهما كان الثمن

تحت هذا العنوان يكتب عاموس ريغف في “يسرائيل هيوم” ان الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لم يبدأ امس، ولن ينتهي غدا، وهو ليس صراعا على الأرض فقط وانما على الوجود. انهم لا يردوننا هنا، وهذه مسألة قومية فقط، ومسألة دينية، جهاد قديم. لقد حددت الاخوان المسلمين منذ 1948 بأن “اليهود هم اعداء الاسلام” وتم توريث نظريتهم لحماس.

ان “الجرف الصامد” ليست عملية فقط، وهي ليست عملة انتقام، او اجتياح، انها حرب، حرب اعلنتها علينا منظمة قاتلة، لا يوجد أي مبرر لوجودها الا الطموح الى القضاء علينا. لقد اتاحت الحكومة الاسرائيلية طوال سنوات، نقل الاسمنت ومواد البناء الى غزة لإنشاء رياض للأطفال، لكن المخربين استخدموا الاسمنت لانشاء الأنفاق وصب آبار القصف، وزودوها بالكهرباء، التي تحرك، ايضا، المخارط التي تنتج الصواريخ التي تطلق على مدننا.

 منذ بدأت حماس الحرب الحالية ضدنا، حاول القادة، رئيس الحكومة ووزير الامن والقائد العام للجيش، اعادة الهدوء، واستنفاذ فرص الامتناع عن الحرب الشاملة، في البداية من خلال العملية الجوية “التشريحية”، ومن ثم بالموافقة على وقف اطلاق النار، ومن ثم بالتوغل البري المحدود ضد انفاق الموت. لقد تم التحديد بأن الهدف هو ضرب حماس واضعافها، وهي مهمة محدودة حظيت بالشرعية الدولية. ولكن الحرب هي الحرب، ولها قوانينها ومنطقها وقواعدها. يمكنك ان تلمح لخصمك، ان كان مستعدا، او يستطيع فهم التلميح، ويمكنك ان تردع عدوك، اذا كان هناك ما سيخسره ويريد الحفاظ على املاكه. ويمكنك ضرب خصمك، اذا كانت الضربات تؤلمه، ويمكنك الانتصار عليه، اذا جربت كل الخيارات، وتوصلت الى عدم وجود بديل للانتصار.

pfizer coupons for viagra.

 وامام حماس لا يوجد أي بديل للانتصار. لقد قررت المقامرة على كل شيء، “لا للاستسلام، لا للتراجع، لا للمفاوضات، لا للهدوء، ونحن ماضون نحو الجهاد”، كما اعلن الناطق بلسان حماس بصفاقة، امس.

لقد اثبتت عمليات الجيش بأن حماس حولت قطاع غزة الى وكر للارهاب، فوق الأرض وتحتها، لم تبن رياض اطفال ولا فنادق ولا صناعة هايتك، وانما آلية قتل، لقتلنا. هذه الحرب يجب ان تنتهي بانتصارنا. انهم يتحدثون عن امكانية وقف اطلاق النار، وفي اعقاب ذلك ارسال قوات دولية لتجريد اسلحة القطاع. ربما تكون فرصة لذلك، وربما لا. ولكن هناك المسار الآخر: الانتصار مهما كان الثمن. هذا هو ميراث شهداء الجيش وكل ابطال المعركة على غزة.

بنت جبيل الغزية

تحت هذا العنوان ينشر ناحوم برنياع في “يديعوت احرونوت” تقريرا ميدانيا من داخل المنطقة الممتدة بين بيت حانون وجباليا في غزة، ينقل فيه عن احد الضباط الذي خرج لتوه من حي الشجاعية، قوله “ان الشجاعية هي مكان معقد، فجبل علي منطار، أعلى مكان في قطاع غزة، يحاذي الحي. لقد واجه نابليون مصاعب هناك، وواجه اللنبي مصاعب هناك، وواجهت وحدة المظليات بقيادة رفائيل ايتان، مصاعب هناك في عام 67، وفي الرصاص المصبوب كان الوضع صعبا. وكما يبدو فانه يوجد في الشجاعية اكبر مجمع للأنفاق في القطاع. الحي مكتظ، والبيوت عالية، بعضها تتألف من خمس طبقات. وقد شاركت في الهجوم اضافة الى كتيبة جولاني، الدبابات والمدفعية، وهرب الكثير من السكان. لكن بعضهم بقي، فحماس تهددهم بالسلاح وقد رأيت ذلك بنفسي. نثرنا عليهم المنشورات التي تدعوهم الى الخروج، ابلغناهم هاتفيا، اطلقنا النار على اطرف المنطقة المفتوحة، وقرب البيوت، ولم يكن هناك ما يمكننا عمله اكثر من ذلك، لقد خرج كل عاقل، وبقي من بقي”.

ويضيف هذا الضابط: “ان حرب الجيش للقضاء على تهديد الأنفاق ليست عملية هجومية، انها ضربة مانعة، عملية دفاع واضحة. في البلاد يستخدمون كلمة استراتيجية. والانفاق تشكل قاعدة استراتيجية حقيقية. لقد كشفنا هذا الأسبوع نفقا بالقرب من احدى البلدات شمال محيط غزة. لقد تم حفره على عمق 27 مترا، أكثر من سبع طوابق، وتم بناء كل شيء من الباطون المسلح، وكان الحديد جديدا، وحسب تفاصيل نفق آخر كشفناه يمكن القول انه استخدم لبناء هذا النفق 800 طن من الباطون، وهي كمية كافية لإنشاء برج عال.

تصور لو أن احد قادة حماس يقرر في ليلة مظلمة وبشكل مفاجئ ارسال خلايا كوماندوس عبر كل الانفاق، لتنفيذ عمليات قتل في محيط غزة. لا اعرف كم عدد انفاق حماس، ولكن مما لا شك فيه انها كانت بنية ضخمة امتدت على طول القطاع. حماس خطيرة، ويمنع الابقاء على آلية قاتلة كهذه في أيديها، وطالما لم نعثر على طريقة لتدمير كل الأنفاق من بعيد، فلا مفر من معالجتها من الداخل.

صحيح ان قتل عدد كبير من الجنود الليلة، وقد يقتل غيرهم، ولكن فكر بالبديل، كيف كنا سننظر في عيون اعضاء كيبوتس في منطقة غزة، لو تسللت اليه خلية وقتلت عشرات السكان. الان نحن نعرف عن وجود الانفاق ولا ننوي تركها”.

ويقول برنياع: “يوم امس استعدت القوات للتقدم الاضافي بشكل مدروس، باتجاه المنطقة المأهولة. فالأنفاق تجرهم الى الداخل. ويتحدثون في الجيش عن اسبوع او اسبوعين، لكنهم يعرفون انه لو كان الامر يتعلق بالقيادة السياسية لما اعطتهم اكثر من يومين او ثلاثة. وسيصل الى المنطقة، غدا الثلاثاء، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، واذا تمكن من التوصل الى صفقة لوقف اطلاق النار، فستستجيب الحكومة الإسرائيلية. وقد المح وزير الامن الى ذلك عندما قال يوم امس، انه في حال تم التوصل الى اتفاق خلال يومين او ثلاثة، فسيكون الجيش قد انتهى من تدمير غالبية الأنفاق.

وسواء كان يعلون قصد تحديد موعد لانتهاء العملية ام لا، فقد خلق الصورة: حكومة إسرائيل تتخوف من التورط في غزة، انها تريد الخروج ومن هناك بأسرع ما يمكن. وفي هذه الأثناء فان من يحدد متى وكيف ستنتهي المواجهة العسكرية هي حركة حماس. اذا قررت ان الظروف الحالية ملائمة للمغامرة ورفض الاتفاق ومواصلة القتال، فستستصعب الحكومة الإسرائيلية الأمر بوقف اطلاق النار من جانب واحد، وسيتواصل سفك الدماء في الجانبين، حتى المحطة القادمة.

ويضيف: ان البشائر السيئة التي جاءت من الشجاعية ولدت حالة من التعاطف في الجبهة الداخلية مع الجيش، والمؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو ويعلون جاء بهدف بث أجواء الأمن ويبدو انهما نجحا في ذلك. ولكنه لا يمكن لأي مؤتمر صحفي ان يغطي على 13 جنازة. سيتذكر لواء جولاني هذه الليلة المنهكة التي مر بها في الشجاعية، في نفس واحد مع معركة بنت جبيل في تموز 2006. لقد فقد اللواء في حينه ثمانية محاربين وقادة في معركة تورط فيها. في حينه التقيت بالجنود على شارع في الشمال بعد خروجهم من لبنان، وكان يصعب عليهم التغلب على مشاعرهم. لقد عزاهم بيني غانتس، قائد ذراع اليابسة آنذاك، قائلا: “غولاني اجتازت اوضاعا اكثر قسوة، وستجتازون انتم ايضا ذلك”. انهم يحتاجون الى عزاء مشابه بعد الشجاعية.

الوحل الغزي

تحت هذا العنوان تكتب سيما كدمون، في “يديعوت احرونوت”، ان هذا هو تماما ما سعى نتنياهو ويعلون الى منعه: صور الهوية الصغيرة، مرتبة الى جانب بعضها، صفا بعد صف. وجوه شابة تبتسم، تملأ القلب بالأيمان والأمل الذي تبثه، والأسماء، تمر امام اعيننا كشريط. لم نحفظ اسم واحد منهم بعد، وها هي الأسماء تتكاثر اسما بعد اسم، وتحت كل صورة عدة سطور تلخص الحياة القصيرة التي تم اجتثاثها. لقد اراد نتنياهو منع هذه الصور، وتلك الصور التي تصل من غزة، وتنتشر في كل انحاء العالم، عشرات القتلى، مئات الجرحى، آلاف الناس الذين يتركون بيوتهم ويبحثون عن ملاذ من القصف ونيران المدفعية الإسرائيلية. صور اليأس لرجال ونساء واطفال، ابرياء، وقعوا فريسة لنيران إسرائيل وحماس.

 لقد كان نتنياهو يعرف جيدا ما الذي ينتظره في الجانب الآخر من الحدود، وبالتأكيد اكثر من كل اولئك الذين جلسوا خلال الأسبوعين الأخيرين في الاستوديوهات وطالبوا بتحمس بالاحتلال والتدمير والتصفية والسيطرة.  وهو كان يعرف كما يبدو عدة أمور أخرى، سنعرف قسما منها لاحقا، وهناك امور لن نعرفها ابدا، عن قوة حماس المتعاظمة، عن مستودعاتها الضخمة، وعن قدراتها وعن قدرة رجالاتها على الصمود.

 وتضيف كدمون: لولا العينة التي وفرتها لنا حماس حول قدرة القتل الكامنة في هذه الانفاق لما كنا قد خرجنا الى العملية البرية. ويمكن القول ان حماس وفرت لنا الاجماع المطلوب لشن الحرب. يبدو لي ان غالبية الجمهور يفهم بأنه لا مفر، وانه بعد ما تم اكتشافه من غير المعقول ترك سكان محيط غزة يواجهون مصيرهم. لقد صدق نتنياهو عندما قال، امس، ان هذه الحرب مبررة.

كما ان من يبحث عن حلول سياسية وعلى اقتناع بأنه سيتم في نهاية الأمر تحقيق الهدوء، يفهم انه لم يكن بالإمكان هذه المرة الوقوف على الحياد. لقد كرر نتنياهو، امس الاهداف التي انطلقت العملية من اجلها. العملية تحولت الى حرب، لكن الاهداف لا تزال كما هي: هدوء لفترة طويلة وضرب البنية التحتية. ولا يجري الحديث عن التدمير ولا الاحتلال ولا التصفية.

وحسب يعلون فان تدمير الأنفاق سيحتاج بين يومين الى ثلاثة، وكان هذا هو الهدف الأساسي للتوغل البري. وهذا يعني انه اذا طرح اتفاق لوقف اطلاق النار ولم تعارضه حماس فان إسرائيل لن تعارضه. لقد طرحت حرب غزة مرة اخرى، مسألة الشريك الفلسطيني. نتنياهو لم ينكر، امس بأنه يجري اتصالات مع ابو مازن، وبشكل اكبر يتضح ان ابو مازن ليس المشكلة بل انه الحل. واذا ولدت هذه الحرب في نهاية الأمر، الفهم بأن لدينا شريكا، فلن يكون الثمن الدامي لهذه الحرب عبثا.

بعد سبع سنوات

تحت هذا العنوان يكتب دانئيل فريدمان في “يديعوت احرونوت”، انه في حزيران 2007 سيطرت حماس على قطاع غزة، وبعد ذلك تصاعد رشق الصواريخ على إسرائيل. وخلال النصف الاول من العام 2008 وصل القصف على محيط غزة الى مئات الصواريخ شهريا، وكان يجب اتخاذ قرار. وكان الموقف الوحيد لإسرائيل انه لا يمكنها تقبل دولة ارهاب على حدودها الجنوبية، ويجب العمل لإسقاطها. ولكن وزير الامن في حكومة اولمرت، ايهود براك، اعتقد غير ذلك، وقاد الى التهدئة التي حققت الهدوء لعدة أشهر.

وبعد نصف سنة انهارت التهدئة، وخرجت إسرائيل في حملة الرصاص المصبوب، وفي كانون الثاني 2009 بدأت العملية البرية. وتم توجيه ضربة قاسية لحماس، وكان اسقاط حكومتها في تناول اليد، ولكن العملية تمت في آخر ايام حكومة اولمرت، ففضل براك انهاء العملية. ونالت حماس امكانية ترسيخ سلطتها في غزة وتضخيم قوتها العسكرية. وفي حينه تمكنت حماس من توسيع دائرة نيرانها لتصل الى اشدود وبئر السبع.

وبعد ثلاث سنوات جاءت عملية “عامود السحاب، التي لم يتم التوغل البري خلالها، ولم تهدد سلطة حماس. ولكن الوضع كان أسوأ بكثير من ايام الرصاص المصبوب، فقد وصلت الصواريخ حتى غوش دان، واصيبت مباني اسكانية في كريات ملاخي وريشون لتسيون. وهذه المرة دام الهدوء لسنة ونصف، وخلال حملة “الجرف الصامد” بتنا نعرف كم تغير ميزان القوى في غير صالحنا.

لقد تمكنت حماس خلال الفترة الماضي من تعزيز قوتها بمقاييس ضخمة، وبنت منظومة من الأنفاق التي تهدد وجود كل بلدات محيط غزة، وصواريخها باتت تغطي كل إسرائيل تقريبا. كما تعززت قوة اسرائيل، الا ان القبة الحديدية تساوي نسبة ضئيلة من تضخم قوة حماس. فالقبة الحديدية لا توفر الدفاع الكامل، وقرابة خمسة ملايين اسرائيلي يتعرضون يوميا لأضرار اقتصادية ضخمة. والنتيجة هي ان وضعنا اليوم، اسوأ بكثير مما كان عليه قبل سبع سنوات.

اننا نسمع صباحا ومساء عن الاصابات القاسية التي لحقت بحماس، ولكني اخشى ان اللهجة الإسرائيلية لا ترتبط بالواقع. والانطباع هو انه حتى الآن، لا يزال الحديث عن ضربات يمكن لحماس تلقيها دون اية مصاعب. لقد استعدت حماس جيدا لهذه الجولة، وكما طورنا نحن القبة الحديدية، طورت هي انفاقها وقدراتها القتالية تحت طائلة القصف الجوي. سكان غزة يعانون كثيرا، والم العائلات التي قتل اولادها في اعمال القصف لا يقل عن الم أي عائلة في مثل هذا الوضع، ولكن الم سكان غزة لا يقلق قيادة حماس، بل يوفر لها آلية دعائية.

وللتلخيص: ان تطور ميزان القوى العسكري بين إسرائيل وحماس منذ سيطرة حماس على القطاع، ليس في صالح اسرائيل. واذا تواصل الوضع وسمح لحماس بالخروج الى جولة اخرى بعد عام او عامين، يمكن للوضع ان يتدهور بشكل اكبر. صحيح ان مكانة حماس السياسية تدهورت جدا، ولكن من المشكوك فيه ان هذا يعزينا. 

 

عن admin

شاهد أيضاً

الحية: حماس ستلقي سلاحها بحال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة …