أردوغان يفوز بولاية رئاسية جديدة بعدما اختار الأتراك الاستقرار على التغيير

 أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينار، فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.
وتنافس في جولة الإعادة كل من مرشح تحالف الجمهور الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف الأمة، رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو.
وفي مؤتمر صحافي عقده في العاصمة أنقرة، الأحد، أعلن ينار فوز أردوغان بالجولة الثانية للانتخابات، وفق النتائج غير النهائية.
وأضاف: “بعد فرز 99.43 بالمئة من صناديق الاقتراع داخل البلاد وخارجها، حصل أردوغان على 52.14 بالمئة مقابل 47.86 بالمئة لكمال قليجدار أوغلو (مرشح المعارضة)”.
وأوضح أن معدل الصناديق المفتوحة بلغ 99.32 بالمئة داخل البلاد، و88.14 بالمئة خارجها.
وبين ينار أن أردوغان حصل على 51.91 بالمئة من الأصوات داخل البلاد، فيما حصل قليجدار أوغلو على 48.09 بالمئة.
وأشار أن أردوغان حصل على 59.80 من الأصوات خارج البلاد، فيما حصل قليجدار أوغلو على 40.20 بالمئة.

وبذلك ضمن أردوغان ولاية رئاسية ثالثة وتمديد فترة حكمه المُمتدة منذ عقدين من الزمن لخمس سنوات إضافية. تُظهر نتيجة جولة الإعادة إلى جانب نتائج الانتخابات البرلمانية في الرابع عشر من مايو/أيار الماضي أن أكثرية الناخبين الأتراك قرروا التصويت لصالح الاستقرار السياسي على التغيير الذي وعدت به المعارضة. ومن المرجح أن يكون لنتائج جولة الإعادة تداعيات كبيرة على المشهد السياسي الداخلي في الفترة المقبلة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أبواب رؤية “قرن تركيا” فُتحت تماما مع تقدمه على منافسه في الانتخابات الرئاسية.

جاء ذلك في خطاب ألقاه، الأحد، أمام منزله في منطقة قصقلي بإسطنبول.

وأوضح أردوغان أن نتائج الانتخابات أظهرت مرة أخرى أنه ليس باستطاعة أحد أن يطعن في مكاسب تركيا.

وأضاف أن الفائز في هذه الانتخابات هو 85 مليون مواطن تركي.

وتابع: “قلنا سابقا إننا سنفوز فوزا لن يخسر فيه أحد لذا فإن الفائز الوحيد اليوم هو تركيا”.

وأردف: “أتممنا الجولة الثانية من الانتخابات بالفوز بفضل دعم شعبنا، أشكر شعبنا الذي جعلنا نعيش فرحة عيد الديمقراطية بين عيدين دينيين، كما أشكر كل من أوكل إلينا مهمة قيادة البلاد 5 سنوات إضافية”.

وتُشكل هزيمة قليجدار أوغلو انتكاسة كبيرة للمعارضة التي فشلت في إخراج أردوغان من السلطة حتى في الوقت الذي استطاعت فيه تشكيل جبهة موحدة غير مسبوقة في تاريخ السياسة التركية الحديث.

فور ظهور النتائج الأولية، خرج آلاف الأتراك في مختلف الولايات إلى الشوارع للاحتفال بفوز أردوغان الذي استطاع النجاة من أصعب استحقاق انتخابي يواجهه على الإطلاق منذ عقدين. ومن المقرر أن يُخاطب أردوغان الأتراك منتصف هذه الليلة في خطاب “الشرفة” الذي عادة ما يقوم به عند الفوز في الانتخابات.

تضع جولة الإعادة نهاية لحملة انتخابية مُثيرة للاستقطاب العميق في البلاد منذ عدّة أشهر وبدت فيها المعارضة على أنها قادرة هذه المرة على إنهاء حكم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، لكنّ النتائج التي حصدتها في الانتخابات التي جرت في 14 مايو الماضي، عندما فشلت في السيطرة على أكثرية مقاعد البرلمان الجديد وتخلف مرشحها للرئاسة عن أردوغان بفارق خمس نقاط مئوية، جعلت من الصعب عليها عكس المد الانتخابي لصالحها في جولة الإعادة.

ستكون الولاية الرئاسية الثالثة الأخيرة لأردوغان في السلطة لأن الدستور الذي تم التحول بموجبه إلى النظام الرئاسي بعد منتصف العقد الماضي لا يسمح للرئيس بالترشح لولاية رئاسية ثالثة، وهو ما يجعل التحدي الأبرز الذي سيواجهه في السنوات الخمس المقبلة إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب “العدالة والتنمية” وإعداد شخصية يُمكن أن تتولى زعامة الحزب ورئاسة البلاد بعده.

كذلك، سيكون الاقتصاد على قائمة التحديات التي تنتظر أردوغان في الولاية الرئاسية الجديدة، حيث تُعاني البلاد من تضخم مرتفع وتراجع في احتياطات النقد الأجنبي في البنك المركزي التركي. رجّح الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن يتبنى أردوغان في الولاية الجديدة استراتيجية اقتصادية مختلفة عن السنوات الماضية، لكنّه لا يزال يُظهر عداء صريحاً لرفع أسعار الفائدة.

وفي وقت سابق، أظهرت نتائج أولية غير رسمية تقدم أردوغان على منافسه.

وذكرت وسائل إعلام محلية بينها وكالة الأناضول، في وقت سابق، أن أردوغان بدا متفوقاً على كليتشدار أوغلو بفارق ثماني نقاط مئوية بعد فرز أكثر من 65 في المئة من الأصوات. وحتى الساعة 6:40 بالتوقيت المحلي، أظهرت النتائج حصول أردوغان على 54.7% مقابل 45.2٪ لصالح كليتشدار أوغلو بعد فرز ما يقرب من 66% من الأصوات.

وبدأت عملية فرز الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية التركية بعد أن أغلقت صناديق الاقتراع أبوابها في عموم ولايات البلاد في الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي (الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش).

وذكرت وسائل إعلام محلية أن نسب المشاركة في التصويت قد تكون أقل مقارنة عما كانت عليه في الجولة الأولى وبلغت نحو 88% وهي نسبة قياسية عكست أهمية هذه الانتخابات.

وصوت الأتراك اليوم الأحد، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.

وقد دعا المرشحان خلال الإدلاء بصوتيهما، الناخبين إلى التصويت بكثافة في هذه الجولة. قال أردوغان بعد الإدلاء بصوته في مدينة إسطنبول إن “الديمقراطية التركية تشهد للمرة الأول انتخابات رئاسية من جولتين”، مضيفاً أنه “لا توجد دولة تبلغ فيها نسب المشاركة بالانتخابات 90% لكن في تركيا بلغت هذه النسبة”.

من جانبه، حثّ مرشّح المعارضة بعد الإدلاء بصوته في العاصمة أنقرة الناخبين على “التصويت من أجل التخلّص من نظام استبدادي”.

وتكتسب جولة الإعادة أهمية استثنائية كونها تعكس المنافسة المحتدمة بين أردوغان ومعارضيه، ولأنها كذلك المرة الأولى التي يذهب فيها الأتراك مرة ثانية إلى صناديق الاقتراع في غضون أسبوعين، إذ لم يسبق أن أجرت البلاد جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية منذ أن بدأ انتخاب الرئيس يتم عبر الاقتراع العام خلال العقد الماضي بدلاً من اختياره من قبل البرلمان.

وحتى قبل التصويت، كانت فرص أردوغان بالفوز في جولة الإعادة تبدو أكبر مقارنة بكليتشدار أوغلو؛ لأن الأول تمكن في الجولة الأولى، التي أجريت في 14 مايو الماضي، من الحصول على 49.5% من الأصوات، بفارق  نحو خمس نقاط مئوية عن منافسه المعارض الذي حصل على 44.8%. كما تمكن التحالف الحاكم من السيطرة على أكثرية مقاعد البرلمان الجديد.

وكانت انتخابات الأحد اختباراً جديداً لنظرة ما يقرب من 61 مليون شخص يحق لهم التصويت لمستقبل البلاد التي يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان منذ ما يزيد عن عقدين. سيُشارك في جولة الإعادة ما يقرب من 47 ألف ناخب شاب جديد بلغوا سن الثامنة عشرة بين الجولتين الأولى والثانية. ويُدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 190 ألف مركز اقتراع تنتشر في عموم ولايات البلاد.

منذ أن انتخب أردوغان للمرة الأولى رئيساً للجمهورية في عام 2014، استطاع مرّتين أن يفوز بالجولة الأولى دون الاضطرار لخوض جولة إعادة على غرار اليوم. في الجولة الرئاسية الأولى، كان أردوغان بحاجة فقط لأقل من واحد في  المئة من الأصوات من أجل الفوز، لكنّه لم يتمكن وقتها من تجاوز نسبة الخمسين زائد واحد لحسم المنافسة من أول جولة.

أردوغان: سنسخر جهودنا لنهضة الاقتصاد وتأهيل مناطق الزلزال

إلى ذلك، أكد أردوغان، أن حكومته ستسخر كافة إمكاناتها في الفترة المقبلة لنهضة الاقتصاد وتأهيل مناطق الزلزال.
جاء ذلك في خطاب ألقاه بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة، أمام حشد كبير من أنصاره عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وأوضح أردوغان أن المسألة الأهم في الأيام القادمة هي حل مشاكل زيادة الأسعار الناجمة عن التضخم.
وأضاف: “سنواصل سياسة الاستقرار، والتخطيط لبناء اقتصاد إنتاجي يقوم على أساس الاستثمار وخلق فرص العمل”.
وقال: “تضميد جراح منكوبي زلزال 6 فبراير وإعادة بناء مدننا المدمرة ستكون في مقدمة أولوياتنا، وكذلك سنسخر كل وقتنا وطاقتنا للعمل وإنجاز المشاريع وتقديم الخدمات”.
وتطرق إلى مسألة عودة اللاجئين السوريين قائلا: “وفرنا الإمكانية لعودة نحو 600 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا حتى اليوم”.
واستطرد: “سنضمن عودة مليون سوري إضافي في غضون سنوات قليلة من خلال مشروع سكني جديد ننفذه مع قطر”.

أردوغان: إطلاق سراح زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق غير مطروح

إلى ذلك،  قال أردوغان في خطاب النصر الذي ألقاه، الأحد، بعد فوزه في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة إن إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد غير ممكن في ظل حكمه.

ونجح أردوغان في تمديد حكمه الممتد منذ 20 عاما في انتخابات اليوم الأحد، وفاز بفترة رئاسة جديدة ليواصل سياساته التي تسببت في انقسام تركيا وعززت مكانتها كقوة عسكرية إقليمية.

ودمرداش مسجون منذ 2016 في انتظار محاكمته بتهم مرتبطة بالإرهاب ينفي ارتكابها.

وراهن أردوغان في هذه الجولة على استقطاب جزء من الأصوات القومية المتشددة بعد أن أعلن المرشح الرئاسي السابق عن تحالف “الأجداد” سنان أوغان، دعم أردوغان في الإعادة. وفي حال استطاع أردوغان استقطاب ما يقرب من 1% فقط من نسبة الأصوات التي دعمت أوغان في الجولة الأولى، ووصلت إلى 5.17% فإنه في لغة الحسابات سيضمن الفوز. مع ذلك، يُعول كليتشدار أوغلو على تحالفه مع حزب “النصر” القومي المتشدد لاستقطاب الجزء الأكبر من هذه الكتلة.

لم تكن الحملة الانتخابية بين الجولتين الأولى والثانية صاخبة على غرار ما كان الحال عليه قبل انتخابات الرابع عشر من مايو؛ لأن المعارضة بدت مُحبطة من تفوق أردوغان على كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى بفارق يقرب من خمس نقاط مئوية وسيطرة التحالف الحاكم على البرلمان الجديد. وترّكزت الحملة الانتخابية لكل من أردوغان وكليتشدار أوغلو بين الجولتين الأولى والثانية على كيفية استقطاب الأصوات القومية. لكنّ هذه الكتلة ستتفرق بين أردوغان وكليتشدار أوغلو بعد قرار أوغان دعم أردوغان وقرار حزبي “النصر” و”العدالة”، وكلاهما انخرطا في تحالف “الأجداد”، لدعم كليتشدار أوغلو.

في حال استطاع أردوغان الفوز في هذه الانتخابات، فإنه سيضمن ولاية رئاسية ثالثة ستكون الأخيرة له. ويتمثل التحدي الأساسي الذي سيواجهه في السنوات الخمس المقبلة في حال هزيمة أوغلو في إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وإعداد شخصية جديدة يُمكن أن تتولى زعامة الحزب ورئاسة البلاد من بعده.

(وكالات)

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

“أونروا”: عثرنا في مدارسنا بخانيونس على قنابل للاحتلال لم تنفجر

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنها عثرت على قنابل لم تنفجر تبلغ زنتها …