ماذا بعد فشل الوفد الوزاري لحكومة التوافق ومغادرته قطاع غزة؟

بقلم الاستاذ مايك سلمان

بعد فشله في تحقيق اي اختراق لصالح التوافق، وبعد التعثر الحاصل في عملية تسجيل الموظفين المستنكفين، غادر وفد حكومة التوافق الفلسطينية قطاع غزة مساء يوم الاثنين20/4 عائداً إلى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون/ إيريز، بعد زيارة للقطاع استمرت ليوم واحد فقط، علما بأنه كان مقرراً لها ان تستمر لمدة اسبوع.
ويبدو أننا في هذا الوطن الجريح غارقون في سبات عميق أو ان التاريخ يعيد نفسه وأننا أهل كهف هذا الزمان الحديث، وهنا تَطرح عدة استفسارات نفسها حول سبب فشل الزيارة، فهل نحن على اعتاب مرحلة تبشر بهبَّة شعبية ونهضة تشحذ الهمم وتحرك الشارع الفلسطيني باتجاه فرض واقع جديد من التوافق والوحدة بين شطري الوطن وتثبيت المصالحة الوطنية بدل التباکی والشکوى على الاطلال؟ أم أننا نعيش حالة ترقب وانتظار لمصير مجهول في ظل تخاذل وتآمر القريب والبعيد وتقصير الساسة طوال هذه السنوات المضنية والممتدة منذ تاريخ الانقلاب الاسود في حزيران 2007؟
وإذا كانت زعامة حركتي فتح وحماس قد فشلتا في رأب الصدع وتطويق الخلافات بينهما، وتطبيق اتفاقي الدوحة والقاهرة بسبب عبث الايادي السوداء التي تسعى الى الهدم لا الى البناء، وتنتفع من ترسيخ واقع الانقسام لاشباع غريزة الانانية الحزبية وحب الكراسي والتمسك بها، غير آبهين بالمصلحة العامة لشعب لا زال يئن من صلف الاحتلال وغطرسته ومن ممارسات حكومته الفاشية والعنصرية، وهل الفرصة مهيئة لابتكار قاسم مشترك في الشارع الفلسطيني بمبادرة من اصحاب النوايا الحسنة من عامة الشعب ومن الحريصين في كلتي الحركتين على مصلحة الوطن والمواطن يسعى الى تحطيم جدار الانقسام ويسحق كل النوايا القاتمة التي تحاول ترسيخه؟
وحديثي اوجهه الى الزعامة الحالية لكلتي الحركتين بعد أن بلغ السيل الزبى وبعد فشل الوفد الوزاري لحكومة التوافق من تحقيق اي اختراق ومغادرته القطاع الى رام الله خاوي اليدين، لم تبقى لكم اي ذريعة تتحججون بها، لذلك لا تلوموا الشارع إذا ما فقد بكم الثقة وهب لخطة بديلة تضمن فرض المصالحة والتوافق والوحدة، بل عليكم أن تلوموا أنفسكم إذا بقیت في افئدتكم ذرة من الشعور بالإنصاف أو الغیرة على هذا الوطن الجريح، اعترفوا إذن بأنكم فشلتم، وترجلوا وافسحوا المجال لغيركم عسى أن يكون ذلك خيرا لكم، يصب في خانة المصلحة العامة للشعب. كفاكم عبثا، لقد أوصلتمونا الى طريق مسدود وجعلتم حكومة الاحتلال تتفنن في ممارساتها القمعية الغاشمة بتفرد منقطع النظير، وتبالغ في تنكرها لحق الأسرى البواسل في نيل الحرية والانعتاق من عبودية السجان الظالم، وفي سياسة اغتصاب الارض ونهبها لصالح التوسع الاستيطاني الاستعماري وتسريع وتيرته. لقد خبت بسببكم أدبيات المقاومة وخمدت نيرانها وسيطر الاحباط على الشارع الفلسطيني حيث اكتنف أبناءه الشعور باليأس والقنوط.
لقد ابكیتمونا دما من جراء انانيتكم الشرهة، وبسبب تخاذلكم وصراعاتكم الواهية على فتات من المناصب الخاوية. واني والله ارى وجوهكم المبرقعة بحجاب الزيف والانانية كالثعالب الماكرة تتهیأون لنهش الفتات من حضيرة الاسود وغالبا لا تحصلون عليها، ولن تحصلوا، وتتجاهلون اننا في هذا الوطن الجريح سوف نستيقظ يوما بسببكم على خارطة طريق جدیدة ستزیدنا شرذمة ووَهْناً على وهن.
اتقوا الله وعودوا الى رشدكم وارفعوا شعار الوحدة وهبوا لنصرة الحق بدل التمترس خلف البدع والاضاليل، ولنتبنى جميعا جهود المقاومة بكافة اشكالها، ولنتصدى لهذا الاحتلال اللعين ومخططاته التوسعية ولسياسة الاقصاء العنصرية التي يتبناها، عسى ان نتمكن في نهاية المطاف من دحره وانتزاع حقوقنا المشروعة منه، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. viagra from geremy.

عن admin

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …