الانتخابات والتحالفات.. الخارطة السياسية الإسرائيلية في حالة معقدة

لا زالت الحالة المعقدة للوضع السياسي في إسرائيل، تسيطر على شكل الحكومة التي سيتم العمل على تشكيلها في أعقاب الانتخابات العامة التي ستجري في الثالث والعشرين من مارس/ آذار المقبل.

ويبدو أن قدرة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، على تشكيل الحكومة المقبلة، ستواجه عقبات كثيرة، في ظل ما تظهره استطلاعات الرأي الحالية مع ظهور مزيد من الأحزاب الجديدة ودخول البعض في تحالفات وانشقاق آخرين عن تحالفات سابقة.

ووفقًا لاستطلاع نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، فإن الليكود بزعامة نتنياهو، وبالتحالف مع أحزاب الحريديم (شاس – يهدوت هتوراة)، لن يتمكن في حال جرت الانتخابات هذه الأيام، من حصد سوى 43 مقعدًا وهو أمر لا يمنحه تشكيل الحكومة، إلا في حالة انضم إليه عمدة تل أبيب رون حولداي الذي أسس حزب “الإسرائيليون”، وهو احتمال ضعيف، وفي حال قررت الأحزاب الأخرى التوحد فإنها يمكنها تشكيل ائتلاف حكومي بـ 64 مقعدًا.

وقبل 74 يومًا من الانتخابات، فإن استطلاع الرأي الجديد يظهر أن حزب الليكود سيحصد 28 مقعدًا، في حين أن منافسه الجديد “أمل جديد” بزعامة جدعون ساعر المنشق عن الليكود، سيحصد 18 مقعدًا ويعزز من حضوره.

وسيصعد حزب هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد إلى 14 مقعدًا بعد إضافة الوزيرة السابقة ميراف كوهين لحزبه، في حين سيتراجع حزب اليمين الجديد بقيادة نفتالي بينيت والذي رشح نفسه لرئاسة الوزراء إلى 13 مقعدًا بعد أن كان القوة الثالثة، والثانية قبل انشقاق ساعر.

وفي حال حافظت القائمة العربية المشتركة على الوحدة والعمل المشترك بين أحزابها، فإنها ستحصد 10 مقاعد، لكن يبدو أنها ستدفع ثمن الصراعات الداخلية وتستمر بالتراجع بعد أن كانت آخر الاستطلاعات الأسبوع الماضي تظهر أنها ستحصد من 11 إلى 12 مقعدًا.

ويستقر حزب شاس عند 8 مقاعد، فيما يتراجع يهدوت هتوراة عند 7، ومثلها لحزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيفدور ليبرمان، في حين أن حزب الإسرائيليون قد يصل إلى 6 مقاعد، وحزب ميرتس سيصل إلى 5 مقاعد، وحزب أزرق – أبيض بزعامة بيني غانتس المنهار مؤخرًا إلى 4 مقاعد ويتجاوز نسبة الحسم بعد أن كانت الاستطلاعات السابقة تشير إلى أنه لن يتجاوزها.

وستكون عدة أحزاب منها العمل والقوة اليهودية وتنوفا وغيشر والبيت اليهودي والمحاربين القدامى تحت نسبة الحسم.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة في تقرير آخر لها، أن نتنياهو لا زال ينتظر قرار محكمة الحزب بخصوص قرار سكرتارية الحركة بإلغاء الانتخابات التمهيدية وحجز 6 مقاعد في قائمة الحزب باسمه لوضع أشخاص هو يحددهم.

ويدرس نتنياهو ضم شخصية عربية من الخط الأخضر، باعتبار أن مثل هذه الخطوة قد تضيف مقعدين آخرين لليكود من الجمهور العربي، بالإضافة إلى أنه يدرس إمكانية إضافة شخصية من اليهود الروس.

من جهته لا زال يصارع حزب البيت اليهودي من أجل محاولة إنقاذ نفسه مع تراجعه الكبير وإمكانية عدم تجاوزه نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة، ويعمل لإجراء انتخابات داخلية لتحديد القائمة التي ستخوض الانتخابات، مع إمكانية التوحد مع حزب بينيت.

فيما قرر بتسلئيل سموتيرتيش في خوض الانتخابات بشكل منفصل عن بينيت، تحت قائمة باسم “الصهيونية الدينية”، معلنًا عن دعم أعضاء مجالس المستوطنات والصهيونية الدينية له.

فيما لا زالت الأوضاع داخل حزب العمل تشهد خلافات كبيرة حول الشخصيات المرشحة لاحتمالية زعامة الحزب في ظل عزوف الكثير منهم مثل عمير بيرتس وإيتسيك شمولي عن الترشح لرئاسته، في حين يبدو أن ميراف ميخائيلي ستكون الأوفر حظًا لذلك بعد إعلانها عن الترشح لزعامة الحزب وخوض الانتخابات المقبلة، رغم أن نتائج الاستطلاعات تظهر أن الحزب لن يتجاوز نسبة الحسم، إلا أنها قد تخوضها مع أحزاب أخرى.

من ناحيته أعلن بيني غانتس زعيم حزب أزرق – أبيض، أنه سيقود الحزب في الانتخابات المقبلة، نافيًا ما تردد مؤخرًا أنه يفكر في خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع بينيت أو حولداي.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

“حماس” تحذّر من مساع “خبيثة” لاستبدال الأونروا

حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مساعي الاحتلال الإسرائيلي مدعوما من أطراف دولية “خبيثة” لاستبدال …