افتتح رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الأحد، العام الدراسي الجديد 2023/2024 “عام حماية التعليم” من مدرستي دير دبوان الصناعية وذكور بيتين الثانوية شرق رام الله، بحضور محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزير التربية والتعليم مروان عورتاني، وكادر وزارة التربية والتعليم.
وانطلق حفل الافتتاح بالسلام الوطني الفلسطيني، ورفع علم فلسطين على سارية المدرسة، ثم الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين، تلته قراءة آيات من القرآن الكريم.
وقال اشتية، إن التعليم في فلسطين مصدر فخر في ثلاثة جوانب، وهي أن التعليم نوعي، واجباري، ومجاني، حيث يدفع الطلبة تبرعات مدرسية فقط، مشيرا الى أن قيمة تلك التبرعات لم ترتفع على مدار عشرات العقود من الزمن.
وأضاف، أن افتتاح العام الدراسي من هذه المدرسة، يأتي كونها تضم طلبة من مختلف المحافظات، معربا عن أمله أن ينضم إليها طلبة من قطاع غزة، وأن يفتتح العام الدراسي المقبل من مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين.
وأوضح، “أن مليون وأربعمائة ألف طالب وطالبة يتوجهون الى مقاعد الدراسة من رفح الى جنين وفي العاصمة القدس، كل عام وأنتم بخير والتحية والتقدير لوزارة التربية والتعليم على الجهد الذي تقوم به، حيث يفتتح العام الدراسي بعد أيام قليلة، من انتهاء الوزارة من امتحانات ونتائج الثانوية العامة”.
وأردف قائلا: “وبداية العام الدراسي أهم من نهايته، لأنها تشكل بداية الصعود على سلم التعليم، ونهاية العام الدراسي تعني انتهاء سلم التعليم، ولذلك البداية خير من النهاية بألف مرة”.
وأعرب اشتية عن سعادة الحكومة بتحمل كامل المصاريف التعليمية، وأشار إلى أن الكتب المدرسية تكلف طباعتها 60 مليون شيقل في كل عام، مشيرا إلى أن مدرسة دير دبوان الصناعية يقع اختصاصها في صلب اهتمام الحكومة في التعليم المهني.
وتابع: أنشأت الحكومة جامعة خاصة للتعليم المهني والتقني في نابلس (جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني)، وستخرج كل التخصصات التي يحتاجها سوق العمل المحلي والعربي.
وذكر ان الحكومة تولي أهمية لأن يكون الفلسطيني سفيرا لبلده في دول الخليج العربي، وسائر الأقطار العربية، ولذلك، هذه المدرسة التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي متميزة، وكان يمكن أن تكون جامعة في دير دبوان بدعم أهلها الصامدين المغتربين الموالين لبلدهم.
وأضاف رئيس الوزراء: بالأمل تبنى فلسطين ويدحر الاحتلال رغم جرائمه في مخيم جنين وفي القدس وحصاره لقطاع غزة.
وتقدم اشتية باسم الرئيس والوزراء وكادر التربية والتعليم بالشكر للمعلمين والكادر الاداري في كل أنحاء فلسطين، على ما يبذلونه من جهود، كما شكر الأجهزة الأمنية التي تحافظ على الأمن والنظام حتى يسير أبناء شعبنا بحرية، متفوقين بذلك على الكثير من الدول.
من جانبها، استهلت غنام كلمتها بالترحم على أرواح الشهداء مصدر الفخر والاعتزاز لشعبنا الفلسطيني، لا سيما في بلدات وقرى شرق رام الله.
وقالت: “اليوم والدة الشهيد الفتى محمد فؤاد البايض (17 عاما)، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال في تموز/ يوليو الماضي على أراضي قرية أم صفا، استهلت العمل في سلك التربية والتعليم في دير دبوان”.
وأضافت أن الأطفال في سائر بقاع الأرض يخصصون العطلة الصيفية للهو واللعب، ولكن في فلسطين يضحون بأرواحهم فداءً للأرض، التي يصر الاحتلال على قتل كل ما هو فلسطيني فوقها.
وأعربت غنام عن أملها بأن يكون العام الدراسي خاليا من المنغصات بكل أشكالها وفي مقدمتها الاحتلال وانتهاكاته، وبلا عراقيل كالإضرابات التي خاضها معلمون في العام الفائت.
وشددت على أن افتتاح العام الدراسي من المدرسة الصناعية في دير دبوان يحمل رسالة للأهالي بأن يراعوا حاجة فلسطين وسوق العمل للتخصصات الصناعية والمهنية، وفائض الخريجين في الكثير من التخصصات الأكاديمية.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، إن العام الدراسي افتتح بدوام متعطل في بلدات بيتا وعقربا وحوارة، بفعل اقتحامات جيش الاحتلال لها، فضلا عن حصاره المشدد على منطقة جنوب نابلس بشكل كامل.
وذكر الخضور، أن المؤشرات التي لمستها الوزارة مع انطلاق التعليم بالأمس كانت مبشرة بعام دراسي مستقر، وتباين وجهات النظر في بعض المطالب والقضايا لا يجب أن يتغلب على مصلحة الطلبة.
وأكد أن التعليم المهني كان ولا يزال إحدى الأولويات التي تركز عليها وزارة التربية والتعليم، وهو ما بدأ ينعكس على توجهات الطلبة وذويهم، بما يبرر الإقبال الكبير على المدرسة الصناعية في دير دبوان.
وتفقد رئيس الوزراء والمحافظ ووزير التربية والتعليم عددا من الملاحق المهنية والغرف الصفية في مدرسة دير دبوان الصناعية، واستمعوا إلى شرح حول البرامج التي تقدم، واطلعوا على الاحتياجات اللازمة للتطوير والارتقاء بمستويات الطلبة الخريجين، قبل أن يتوجهوا لزيارة مدرسة ذكور بيتين الثانوية.
وانطلق أمس السبت، العام الدراسي في أكثر من 60 مدرسة، في محافظات القدس، ورام الله والبيرة، وبيت لحم.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم، أن أكثر من مليون وأربعمائة ألف طالب يلتحقون بمقاعد الدراسة، بينهم 915 ألفا و327 طالبا/ة في المدارس الحكومية، موزعين على ألفين و364 مدرسة، و342 ألفا و955 طالبا/ة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، موزعين على 384 مدرسة، و149 ألفا و870 طالبا/ة في المدارس الخاصة، ويبلغ عددها 487 مدرسة.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد المعلمين الإجمالي بلغ 77 ألفا و234 معلما/ة، موزعين على 54 ألفا و81 معلما/ة في المدارس الحكومية، و12 ألفا و183 معلما/ة في مدارس الوكالة، و10 آلاف و970 معلما/ة في المدارس الخاصة.
ـــــــــ