في الطابق الأول من «مكتبة الملك فهد الوطنيّة»، وخلف زجاج غير شفاف، جرى بناء مكتبة منفصلة مخصّصة للنساء والأطفال، وهي بحجم يقارب ربع حجم مكتبة الرجال. إذ توجّب على المعماريّين أيضاً، عزل منطقة النساء عن مرأى الرجال، لذا طوّروا زخارف حديثة على النوافذ تمثل أوراقاً متساقطة.
وضعت المملكة العربية السعودية شروطاً لبناء المكتبة الجديدة، تشمل الحفاظ على المبنى القديم الذي يعود بناؤه إلى ثمانينات القرن الماضي.
شكّل الأمر تحدّياً للمعماري الألماني إيكهارد غيربر، الذي صمّم المشروع. واستلهم المبنى القديم عند تصميمه الإيكولوجي للمبنى الجديد. وفي وصفه لتصميم المكتبة، أوضح غيربر أنه مبنى يعتمد على مفهوم الاستِدامَة. إذ جرى «تغليف» المبنى القديم عبر وضعه في المركز وحجبه بمبنى جديد، ما منحه حماية كاملة من تقلّبات الجو في الخارج.
وأضاف غيربر: «تعني الاستِدامَة بالنسبة إلي، حماية المباني القديمة لأنها أيضاً، استهلكت مصادر كثيرة عند بنائها، ما يعني أنه لا يتوجّب إزالتها بل الاستمرار في استخدامها».
منذ فوزه في مسابقة بناء «مكتبة الملك فهد الوطنيّة»، وقّع المعماري الألماني إيكهارد غيربر عقوداً لمشاريع أخرى في المملكة، من بينها تصميم «مركز الملك عبدالله المالي» في الرياض. وفاز أيضاً، بتصميم أول محطة مترو في الرياض تعتمد على التوفير في الطاقة، وهي محطة «العليا» التي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة عنها أُجريت قبل عامين. وصُمّم سقف محطة «العليا» على شكل قوس ضخم تجري زراعته من الأعلى، ما يحمل تحدّياً أيضاً للطبيعة الصحراويّة الصعبة. وفي دول الخليج العربي، يسهل استخدام مكيّفات الهواء بسبب رخص أسعار الكهرباء. وفي الآونة الأخيرة، تغيّرت تلك النظرة إثر زيادة الوعي البيئي والتفكير المستقبلي، ما ساعد في تقبّل فكرة العمارة الخضراء والمستدامة.
من العقود التي وقّعها المهندس غيربر في السعودية، مشروع آخر في العمارة الثقافيّة الخضراء، هو متحف «واحة الأمير سلمان للعلوم». أنجز ذلك المشروع بالتعاون بين «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» و «مؤسسة الرياض الخيريّة للعلوم»، كما تولّت «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» الإشراف على تنفيذه. ويهدف المتحف إلى رفع الوعي بمواضيع البيئة بين الأطفال والشباب وعائلاتهم. letrozole for sale with no prescription.