من المفهوم بشكل جيد أن الطفولة الصعبة يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بمرض نفسي، ولكن بحسب دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب أستراليا تبين أن الطفولة السعيدة والآمنة، لا تحمي الطفل دائما من الإصابة بمرض نفسي في حياته لاحقا.
وتم إجراء البحث بالشراكة مع جامعة كانبرا، ونتائجه جزء من دراسة نشرتها دورية “كارنت سيكولوجي”. وتنظر الدراسة في كيف تتعلق تجارب الطفولة المبكرة بمسارات تطور مختلفة، وكيف قد يكون هذا مرتبطا بالصحة النفسية السيئة.
ومع الوضع في الاعتبار أن خبرات الطفولة الإيجابية والسلبية تظهر في شكل قلق أو غيره من اضطرابات الصحة النفسية في مرحلة البلوغ، يعتقد الباحثون أن القدرة على التكيف -أو عدم التكيف- مع سيناريوهات غير متوقعة قد تؤثر على صحتنا النفسية.
وفي حين أن الدراسة أكدت أن الأشخاص الذين مروا بخبرات ضارة وغير متوقعة في حياتهم المبكرة لديهم أعراض مرتفعة للصحة النفسية السيئة (بما في ذلك الاكتئاب والبارانويا)، فقد وجدت أيضا أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات مستقرة وداعمة معرضون أيضا للإصابة بأعراض القلق في مرحلة البلوغ، بحسب ما نقله موقع “ساينس ديلي” عن الدراسة. وقالت المشرفة على الدراسة، بيانكا كاهل، من جامعة جنوب أستراليا، إن الدراسة تلقي الضوء على الطبيعة العشوائية للمرض النفسي وتكشف عن أفكار رئيسية تتعلق بعوامل الخطر المحتمل على كل الأطفال.
وأضافت: “يظهر بحثنا أن الأمراض النفسية لا تتحدد فقط بالأحداث في بداية الحياة، وأن الطفل الذي نشأ في منزل سعيد يظل من الممكن أن يكبر ويعاني من اضطراب نفسي”.
وأوضحت: “نعتقد أن توقعاتنا بشأن بيئاتنا وقدرتنا على التكيف مع سيناريوهات عندما لا تتحقق هذه التوقعات، وقد يؤثر هذا على خبراتنا التي تتسم بالمعاناة”.
وقالت: “إذا ما تعلمنا، كأطفال، كيف نتأقلم مع التغيير وكيف نتأقلم عندما لا تسير الأمور وفقا لرؤيتنا، ربما نكون في وضع أفضل للاستجابة للضغط وغيره من العوامل الأخرى للصحة النفسية السيئة”.