قبل أن ينسحب منها، عاث الجيش الإسرائيلي فسادًا في مدينة السلام (البعث سابقًا) بمحافظة القنيطرة السورية، التي توغل فيها بعد انهيار نظام بشار الأسد.
الاحتلال انسحب، الأحد، من مقر المحافظة ومبنى المحكمة في مدينة السلام ومناطق أخرى من المحافظة.
ويتضح من الصور وشهادات الأهالي أن الجيش الإسرائيلي خرب مبنى المحافظة والمحكمة ومعداتها وأحرق الأوراق، كما أحرق سيارات، وكتب عبارات بالعبرية على جدران المباني، وجرف المنطقة المحيطة بمبنى المحكمة ومقر المحافظة قبل انسحابه.
المحامي، جاد الله حمود، وهو أحد سكان بلدة خان أرنبة بالقنيطرة، يقول إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت مقر المحافظة ومبنى المحكمة كنقطة استراتيجية لها”.
وبخصوص الادعاءات الإسرائيلية بوجود “قوات إيرانية وعناصر من حزب الله في المنطقة”، يقول حمود، في حديث لوكالة “الأناضول”، إنه “ادعاء باطل، لا أساس له من الصحة”.
كما لفت إلى أن المحكمة “كانت تحتوي على وثائق رسمية لأهالي المنطقة، إضافة إلى وثائق لقضايا قديمة”.
وأشار إلى أن “مستوى التخريب في مبنى المحكمة كان كبيرًا، والوثائق الرسمية تناثرت في الطرقات”، مشددًا على أنه “تدمير ممنهج من الاحتلال، ولا عجب أن يمارس من قتل الأطفال في غزة مثل هذا الإرهاب والاحتلال في المحكمة ومقر المحافظة”.
يذكر أنه تزامنًا مع انهيار نظام الأسد يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد حكم البلاد 61 عامًا، كثّف الجيش الإسرائيلي هجماته في سورية، وشرع بتدمير البنية التحتية والمواقع العسكرية السورية، كما وسّع نطاق احتلاله في هضبة الجولان المحتلة.
ومع تقدمه في المنطقة العازلة المحيطة بالجولان، عمّق الجيش الإسرائيلي احتلاله في القنيطرة ليصل إلى مسافة 25 كيلومترًا من العاصمة دمشق.
سليم بخيت، الموظف في ديوان محافظة القنيطرة، ومدير قسم الخدمات الفنية، أوضح أن البلدية باشرت “فور انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، بأعمال تنظيف وصيانة للمبنى، وبدأت بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، بإعادة تأهيل الطريق وترميمه من أمام مبنى المحافظة باتجاه قرية الحميدية، وإزالة السواتر الترابية” التي خلفها الجيش الإسرائيلي المنسحب.
“مقاومة مسلحة”
تجدر الإشارة، على صلة، إلى أن مسلحين أطلقوا النار باتجاه قوات إسرائيلية متوغلة جنوبي سورية عند قرية طرنجة بريف القنيطرة شمالي المنطقة العازلة، ليل الجمعة-السبت المنصرم.
وبحسب التقارير الإسرائيلية “هذه حادثة استثنائية، وهي الأولى منذ أن بدأت إسرائيل العمل بريًا في المنطقة العازلة وجنوبي سورية”.
كما وترى التقارير ذاتها أنه “من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه بداية مقاومة مسلحة منظمة لعمليات الجيش في سورية، ولكن من المؤكد أن هذا الحدث يجب أن يكون مقلقًا جدًا، بعد شهرين من عمل القوات بحرية في سورية، ومن الضروري فحص حماية القوات واستعدادها لأحداث مماثلة قد تحدث”.