تفاؤل حذر بعد جولة رابعة من محادثات نووية بين واشنطن وطهران

12 مايو 2025آخر تحديث :
تفاؤل حذر بعد جولة رابعة من محادثات نووية بين واشنطن وطهران

أنهت الولايات المتحدة وإيران جولة رابعة من المحادثات النووية في العاصمة العمانية مسقط، وسط أجواء من التفاؤل الحذر وتأكيد من الجانبين على استمرار الحوار.

وعلى الرغم من عدم تحقيق اختراق حاسم خلال جلسات، الأحد، فإن التصريحات الصادرة عن الوفدين أظهرت رضى عاما عن سير المفاوضات، ما يعزز الآمال بإمكانية عقد جولة خامسة قريبا.

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أشار إلى أن إيران مستعدة للنظر في قبول قيود مؤقتة على مستوى وحجم تخصيب اليورانيوم، وذلك في إطار إجراءات بناء الثقة بين طهران والغرب، ما يعد تطورًا لافتًا في مواقف إيران.

ووصف عراقجي المفاوضات بأنها “شاقة لكنها مفيدة”، مؤكدا أن بلاده ما تزال ملتزمة بالحل الدبلوماسي.

من جانبها، عبرت الإدارة الأميركية عن ارتياحها لسير المحادثات، ووصفت الجولة الأخيرة بـ”المشجعة”، مع تأكيد مسؤولين أميركيين على أن التقدم المحقق يمهد الطريق أمام اتفاق أكثر شمولا يعالج الملفات النووية والإنسانية والإقليمية.

وتأتي هذه الجولة امتدادا لجهود دبلوماسية مستمرة منذ عدة أشهر، برعاية وساطة عمانية نشطة وبدعم من أطراف دولية أخرى بينها الاتحاد الأوروبي وقطر.

وتلعب سلطنة عمان دورا محوريا في توفير بيئة محايدة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، في وقت تسعى فيه العواصم الإقليمية والدولية لكبح التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج.

في المقابل، تواجه هذه المفاوضات معارضة شديدة من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي ترى في أي اتفاق محتمل تهديدا لأمنها القومي.

وكثفت تل أبيب، بحسب مصادر دبلوماسية، من اتصالاتها مع حلفائها في واشنطن للضغط من أجل عرقلة أي تقارب أميركي – إيراني قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات أو إعادة إحياء الاتفاق النووي السابق.

وفي هذا السياق، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، انتقادات شديدة لأي خطوات نحو تسوية مع طهران، محذرا من أن “الاتفاقات المؤقتة ستمنح إيران مزيدا من الوقت لتطوير برنامجها النووي”، وفق تعبيره.

وتسعى إسرائيل من خلال تحركاتها السياسية والدبلوماسية إلى إحباط أي اتفاق نهائي محتمل، أو على الأقل التأثير على مضمونه ليشمل شروطا أكثر صرامة ضد إيران.

ورغم العقبات السياسية الإسرائيلية، يواصل الوسطاء الإقليميون والدوليون الدفع باتجاه التهدئة والتوصل إلى تفاهم يجنّب المنطقة مزيدًا من التصعيد.

وتترقب الأوساط الدولية نتائج الجولة المقبلة، التي من المتوقع أن تكون حاسمة في تحديد مصير الجهود الرامية إلى إنعاش الاتفاق النووي وإعادة ضبط العلاقات بين طهران وواشنطن.