بيت لحم – NTV – قال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والرئيس السابق لمجلس التخطيط الاستراتيجي في وزارة الخارجية الأمريكية، “إنه ليس صحيحاً ما يقال عن مركزية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في البعد الاستراتيجي الأمريكي على المدى الطويل”، مشيرًا إلى “أن مدى تأثير ذلك على التطورات المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط أمر مبالغ به كثيرًا”.
وشرح هاس الذي يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً على “التفكير النخبوي للسياسة الخارجية الأمريكية” هذا الموقف، خلال حوار مع جريدة القدس المحلية: “ليس هناك أفق لحل هذه المعضلة المزمنة، خاصة إذا ما نظرنا إلى تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية فسنكتشف أنها ليست حكومة سلام، وهي ماضية في مشاريعها بغض النظر عن الاعتراضات الأمريكية العرضية بين الحين والآخر، وذلك لأسباب عديدة منها غياب الاهتمام الحقيقي للإسرائيليين في تحقيق السلام وانشغالهم بقضاياهم الداخلية، وأثر اليمين والاستيطان في إسرائيل، وتفكك الفلسطينيين، وانشغال المنطقة بقضايا أخرى أكثر التهاباً”.
وأضاف هاس: “أنا لا أقول أن حل هذا الصراع المزمن ليس مهماً لكنني أقول أنه ليس صحيحاً ما يدعيه البعض بشأن مركزية هذا الحل ضمن الإستراتيجية الأمنية الأمريكية الكبرى في المنطقة وفي العالم”.
وتابع “لو توصلنا إلى حل وكان هناك سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فأنني أعتقد أن أثر ذلك على برنامج إيران النووي أو على الحرب الأهلية السورية أو على طبيعة العلاقات المصرية – الإسرائيلية على سبيل المثال سيكون ضئيلاً جداً”.
واعتبر هاس أن الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حالياً لإنعاش عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل “ستذهب سدى لأن معطيات الواقع (على الأرض) تتناقض مع التمنيات الأمريكية في إنهاء الصراع على أساس قيام حل الدولتين وفق أطر الخطاب العام”.