وأفرد نصرالله الشق الأكبر من حديثه الى الشق الداخلي منطلقاً من الانفجار الذي طاول الضاحية الجنوبية أمس الخميس، داعياً إلى الكف عن التحريض الطائفي والمذهبي، وعدم الاكتفاء بادانة المجزرة عندما تقع. ولفت إلى أن هذا الامر يحتاج إلى جهد كبير جداً من الجميع، مطالباً بعدم تغطية هذه الجماعات أو حمايتها سياسياً وأمنياً. وأكد أنه لا يكفي الاكتفاء بالاجراءات الاحترازية والمطلوب العمل على كشف هذه الجماعات ومحاصرتها وتفكيكها والقاء القبض عليها والقضاء عليها. واعتبر أن من يظن ان هذا التهديد هو لمنطقة فهو مشتبه، ومن يدمر المنطقة كلها اليوم أخذ قراراً بتدمير لبنان.
ووضع نصرالله “المجزرة” في سياق المعركة الكبيرة المفتوحة منذ عشرات السنين، وقال: “هذه من ادوات وتفاضيل هذه المعركة، ما دام هناك فريق يقاوم ويرفض الاستسلام للارادة الصهيونية والاميركية فمن الطبيعي ان يتحمل هذا الفريق وبيئته الحاضنة” التبعات.
ورجّح نصرالله، فرضية “دخول جهة على الخط كي تعمل على تصعيد الجو مع الاسرائيلي أو إلى فتنة داخلية وقتال طائفي”، مؤكّداً ان “من وضعوا العبوتين على طريق الهرمل باتوا معروفين بالاسماء وأحدهم معتقل، واعترف على بقية المجموعة واعترف عن الاشخاص الذين قتلوا الشباب الاربعة في جرود المنطقة”.
ولم يستبعد نصرالله فرضية الانتحاري في تفجير الامس، مؤكداً أن السيارة كانت مفخخة بأكثر من 100 كيلوغرام من المتفجرات، وحذّر أنه “من يظن ان الجماعات التكفيرية التي وضعت السيارة المفخخة في الضاحية لن تضعها بمكان آخر فهو “مخطئ”. وقال إن القتلة ليسوا من السنة وهم لا دين لهم وقتلوا من علماء السنة اكثر مما قتلوا من الشيعة والمسيحيين.
وقال متوجهاً لمن أسماهم بـ”التكفيريين”: نحن حزب الله حين نقاتل، نقاتل بقيمنا. نحن لم نجهز على جريح كما انتم فعلتم ولم نقتل اسيراً كما انتم فعلتم ولم نقتل المدنيين. نحن نقاتل الجماعات المسلحة التكفيرية في سورية”. ووصف التكفيريين بـ”الحمقى”، وقال: اذا كنتم تعتقدون اننا يمكن ان نتراجع عن موقف اتخذناه فانتم مشتبهون، احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع انه اذا كان لدينا الف مقاتل في سورية سيصيرون الفين واذا كان لدينا 5 آلاف مقاتل في سورية سيصحبون 10 آلاف.
وختم بالقول: “انتم تضربون في المكان الخطأ، واذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سورية، سنذهب الى سورية من اجل سورية وشعبها من اجل لبنان وشعبه، من اجل كل اللبنانيين ومن اجل فلسطين والقدس، من اجل القضية المركزية”.
وكان نصرالله، الذي أطلّ عبر شاشة عملاقة، استهل كلامه بالتوجه بأحرّ التعازي لعائلات ضحايا انفجار الضاحية، واصفاً اياه بالاعتداء الارهابي الكبير والخطير، متقدماً بالتعزية لعوائل الشهداء ولكل من أصيب جسديا ونفسياً وروحياً ومادياً، وحيّا نصرالله أهل الضاحية بالقول: “نقدر عالياً ونقف بخشوع واحترام امام صبر الناس واهل الضاحية وصبرهم وتحملهم للمسؤولية ووعيهم الكبير وسلوكهم المنضبط والحضاري”.
كلام نصرالله جاء خلال احتفال للمقاومة بمناسبة “عيد الانتصار”، في الذكرى السابعة لحرب تموز (يونيو) 2006، في قرية عيتا الشعب في جنوب لبنان، وغداة انفجار هزّ الضاحية الجنوبية لبيروت ذهب ضحيته 25 قتيلاً وعددا من المفقودين وأكثر من 250 جريحاً. وترافق الخطاب مع اطلاق نار في الضاحية ومناطق أخرى.