كتب : عامر حجازي
منذ أن خُلق عِلم التنقيب والأثار لم تَحظَ منطقة بنصيب من التنقيب الأثري مثلما حُظيت مدينة القدس التي غاص في جوفها منقبون يحملون التوراة بيد ومعول التنقيب باليد الأخرى ، قد أدى ذلك أخيراً إلى عكس الغاية المنشودة في التوارة ، وبدأت حلقات الرواية التوراتية تخرج واحدة إثر أخرى من مجال التاريخ إلى مجال الإدعاء والتوقع الذي خلق منظمات يعمل فيها شحادون ولصوص من المستوطنين ” طلاب من اجل الهيكل ، نساء لأجل الهيكل ، خراب الهيكل ” تظل الرواية الاسرائيلية حول حائط البراق خارج إطار الحقيقة ولهذا سيظل النبش والحفر والتنقيب حتى يثبت اليهود إدعائهم ويبنون اكبر مما هدمه نبوخذ نصر لسليمان .
التزييف الاكبر للمكان حصل في عام 1972 عندما تحّول الحائط الصغير الى حائط كبير بعد زيارة بن غوريون الحائط مع الحاخامات لمباركته ولاحظ بن غوريون المسن وجود بيوت العرب وحمامات ترتكز على الحائط الغربي، فسأل مدير سلطة الحدائق ، كيف يعقل ذلك. فقال له سيدي بالأمس فقط تم احتلال المكان»، رد عليه « لا يمكن تحمل هذه البيوت » ، وشردت بلدية القدس اصحاب الأحياء العرب وهدمت البيوت ووسعت المكان وهكذا وجدت ساحة ” المبكى ” وقد بدأت ثورة احتجاجات من المحرريين التوارتيين الذين قالوا هذا مكان مقدس ولا يمكن المساس بحجارته ولكي تتفادي اسرائيل ذلك جمعت الحجارة ووضعتها في خزانة المتاحف .
أما مناحم بيغن قال وقتها ” أريد أن يرى الشعب اليهودي في العالم المبكى كله” ، و قال في نقاش لجنة الداخلية السرية في الكنيست “لدينا مبكى واحد فقط يجب الكشف عنه، وخلال اجيال حاول اعداءنا هدمه وتدميره، ونحن لم ننجح في فعل أي شيء ضدهم. اليوم ونحن نوجد في القدس فلماذا لانفعل ذلك ؟” و قال في عام 1980″ أنا وأمثالي لم نحلم في أن نفوز بما فزنا به فيما يتعلق بالمبكى، على الأكثر كنا نحلم في عام 1930بجلسة قصيرة نصلي فيها ، ولم نفكر بساحات كبيرة وحدائق ومكتبات وحمامات ومقابر ومتاحف …. هذه نعمة من وعد الله لنا ”
في الوقت الحالي اليهود لايعتبرون أنفسهم حققوا شيئاً اتجاه حائط البراق ، يمكنهم الصلاة فيه ، ولكن لا يمكنهم وضع رموز لأماكن الصلاة مثل المنصة والكراسي، خزانة لكتب التوراة وغيرها، وأن تسمح لهم الشرطة بالدخول للساحة في كل الاوقات والجمعة لإقامة الحفلات والرقصات بشكل يومي ، والمتدينين يتذمرون ويُزعجهم ذلك من الحكومة ” لماذا كل عمل، حتى لو كان صغيرا، مثل ازالة القمامة يتحول إلى مسألة مصيرية تناقش في أعلى المستويات السرية في الحكومة لماذا لا تبيح لنا الحكومة كل شيئ وفي أي وقت ؟
أما نحن العرب وسعنا ساحة ” المبكى ” لهم للصلاة فيها بدون اية صعوبات قَبلنا بجلسة قصيرة للصلاة ، وسمحنا لجمعية عطاريت كوهانيم بالاستيلاء على الاحياء والمنازل .