augmentin 875 mg tablet online. حسن عبد الجواد-وجه صحفيون وإعلاميون فلسطينيون انتقادات حادة لمستوى الخدمات التي يقدمها الصليب الأحمر الدولي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ودعوا إلى تطوير العمل بالمعايير الدولية الإنسانية، والتي تستغلها حكومة الاحتلال في تكريس وتعزيز إجراءاتها ضد الأسرى، لافتين إلى أن ما تقدمة هيئة الصليب الأحمر الدولي من خدمات وفقا للمعايير الدولية أخذة في التراجع، ولا يرتقي إلى الحد الأدنى من مستوى الخدمات التي يحتاجها الأسرى، في ظل ارتفاع وتيرة إجراءات وانتهاكات الاحتلال في السنوات الأخيرة، وخاصة ما يمارس ضد الأسرى الإداريين والمعزولين، والأطفال الأسرى، والمرضى.
جاء ذلك خلال ورشة نظمتها هيئة الصليب الأحمر الدولي في فلسطين حول مستوى الخدمات التي تقدمها الهيئة للأسرى للفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومتابعة أوضاعهم الصحية والمعيشية، ومراقبة الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية ضدهم، وذلك في قاعة فندق شبرد بمدينة بيت لحم، بحضور حشد من الصحفيين والإعلاميين، ومسؤولين كبار من الهيئة، ووزارة الإعلام، ونقابة الصحفيين.
وفي بداية الورشة استعرض بلال الشريف المسؤول الإعلامي في هيئة الصليب الأحمر في جنوب الضفة أهمية وجود هذه المنظمة الدولية، ودورها في تقديم الخدمات الإنسانية منذ تأسيسها في مجال جمع شمل العائلات ومساعدة ضحايا النزاعات، وعلى أكثر من صعيد، مشيرا إلى حياديتها واستقلالها.
وتحدث الدكتور محمود خليفة وكيل وزارة الإعلام حول علاقات التعاون بين وزارة الإعلام وهيئة الصليب الأحمر الدولي، في التصدي لانتهاكات حكومة الاحتلال، وفي تسهيل زيارات أهالي الأسرى لأبنائهم الأسرى في السجون الإسرائيلية.
رد الصليب الأحمر لا يرتقي لمستوى جرائم المحتلين
وقال رعد الحسبان منسق شؤون المعتقلين في هيئة الصليب الأحمر الدولي ردا على تساؤلات الإعلاميين والصحفيين حول ضعف وفعالية دور الصليب الأحمر في مواجهة جرائم حكومة الاحتلال المتصاعدة ضد الأسرى الفلسطينيين، أن الهيئة تركز اهتمامها على مراقبة ظروف الاعتقال وتواصلهم مع ذويهم، وقضايا التعذيب والاختفاء، وأشكال سوء المعاملة، وضمان معاملة كريمة واحترام الكرامة الإنسانية للمعتقل، واحترام الضمانات القضائية الأساس، والتأكد من ملائمة الظروف المعيشية، وزيارة كل المحتجزات بشكل فردي، وتهتم بالزيارات الفردية والجماعية للمعتقلين، في 100 دولة حول العالم.
ولفت الحسبان إلى تنفيذ الصليب الأحمر خلال عام 2015 نحو 366 زيارة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، التقى خلالها 2600 اسير، في 33 مركز اعتقال، و4 مراكز تحقيق هي المسكوبية والجلمة وبيتاح تكفا وعسقلان، مؤكدا ان الأولوية في زيارات الصليب الأحمر تكون للمعتقلين الذين يخضعون للتحقيق، والمعزولين والأطفال والمرضى.
وأشار الحسبان إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال، وفق معطيات هيئة الصليب الأحمر يصل الى نحو 7000 أسير، بينهم 700 أسير إداري، و400 قاصر، و874 سجين جنائي، ويتابع قضايا هؤلاء الأسرى مكتب هيئة الصليب الأحمر في تل ابيب الذي يعمل فيه طاقم من 7 موظفين، بينهم طبيب، ومترجم، ومنسق القسم.
وردا على أسئلة الصحفيين أوضح الحسبان، ان الطبيب له دور في متابعة الحالة الصحية للمرضى، وتقديم نصائح للأسير بخصوص وضعه الصحي، مشددا على أن دور الصليب الصحي لا يتعدى زيارة المريض من دون تشخيص مرضه، او التدخل في علاجه.
وقال الحسبان ان الصليب الحمر يعتبر الإضراب عن الطعام من قبل الأسرى خيار مشروع للاحتجاج على عملية الاعتقال الإداري والظروف المعيشية في السجن، مشيرا الى ان الصليب الأحمر لا يمارس أي ضغط على الأسير لفك إضرابه، ولا على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى، او الاستجابة لمطالبهم، حيث ان لهيئة الصليب دور محايد وإنساني في زيارة الصليب والاطمئنان على صحته، وإبداء النصيحة الطبية للأسير للمحافظة على صحته.
ولفت الحسبان انه في قضية الأسير بلال الكايد الذي اضرب عن الطعام لمدة 71 يوما جرى زيارته 11 مرة، بما فيها زيارة تمت مؤخرا في مستشفى سجن الرملة، بعد إعلانه وقف الإضراب، حيث أصبح وضعه الصحي جيد، وبدأ بتناول الطعام تدريجيا وشوهد وهو يسير على أقدامه ومن المتوقع ان يعود إلى السجن في اقرب وقت ممكن، كما جرى زيارة الأسرى الشقيقان محمد ومحمود البلبول ومالك القاضي، وعياد الهريمي الذي أنهى إضرابه.
الحياد السلبي لدور الصليب الاحمر
وعبر الصحفيون من خلال أسئلتهم واستفساراتهم ومداخلاتهم عن نقدهم لمفهوم الحيادية لدى الصليب الأحمر في التعاطي مع قضايا الأسرى الفلسطينيين، مشيرين ا ن هذا المفهوم يحمل انحيازا سلبيا في التطبيق يستخدم ضد الأسرى، وتستغل تطبيقاته السلطة المحتلة، ما يعني غياب الشفافية وتقليص مساحة الحماية الدولية التي يوفرها الصليب الأحمر للأسرى، وهبوط سقفها.
وشكك الصحفيون في إمكانية قيام طاقم من 7 موظفين في تل أبيب بتغطية احتياجات 7 ألاف أسير فلسطيني، في 33 مركز اعتقال لدى سلطة الاحتلال، وطبيب واحد فقط في تقديم حد أدنى من الخدمات الطبية للأسرى المرضى والمصابين وفقا للمعايير التي تدعيها هيئة الصليب الأحمر. ودعا الصحفيون هيئة الصليب الأحمر الى تطوير العمل بمعاييرها الدولية، والى تطبيق هذه المعايير ومفهوم الحيادية بشكل موضوعي وشفاف، في مواجهة وتيرة الإجرام المتصاعد، والذي تمارسه السلطة المحتلة ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها، بعيدا عن أعين ورقابة المنظمات الدولية الإنسانية.
تقليصات الصليب الأحمر
من جهتها اعتبرت ناديا الدبسي مسؤولة الإعلام في الصليب الأحمر، ردا على طرح الصحفيين بان تقليص زيارات الأسرى يعتبر مساس بحق مكتسب منذ عقود لأهالي الأسرى، بان هذا التقليص يعود لأسباب تتعلق بانخفاض عدد المشاركين في هذه الزيارات من الأهالي، حيث ان عشرات من أهالي الأسرى يقومون بالتسجيل لهذه الزيارات، ومن ثم تفاجئ الهيئة باستنكافها، الأمر الذي يرتب أعباء مالية كبيرة على ميزانية الصليب الأحمر، والتي وصلت إلى 24 مليون شيكل خلال عام 2015، وتم إهدار مبالغ هائلة منها، بسبب تكرار عدم التزام الأهالي بالزيارات بعد التسجيل لها، فيما اعتبرت ميسون سعد مديرة زيارات الأهالي في محافظة بيت لحم أن الاستنكاف المتكرر عن الزيارة بعد التسجيل يشير بكل أسف، إلى تدني مستوى المسؤولية لدى الأهالي.