أوروبا تخفف إجراءات مكافحة الجائحة تدريجيا وأحلك لحظات الولايات المتحدة لم تأت بعد

11 مايو 2020آخر تحديث :
أوروبا تخفف إجراءات مكافحة الجائحة تدريجيا وأحلك لحظات الولايات المتحدة لم تأت بعد

مع اعتقادها بتسطح منحنى لفيروس كورونا الجديد، خففت العديد من الدول الأوروبية من إجراءات العزل ذات الصلة، غير أن الولايات المتحدة لم تواجه بعد أحلك لحظاتها وسط تداعيات اقتصادية وتطورات دفعت مسؤولين كبارا إلى الحجر الذاتي نتيجة مخالطتهم لمرضى بكوفيد-19.

تخفيف تدريجي في أوروبا

وفي إسبانيا، إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضررا من كوفيد-19، انتقل نصف البلاد إلى المرحلة الثانية من خطة المراحل الأربع لتخفيف قيود الإغلاق التي وضعت في 15 مارس لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد.

وستتمكن هذه المناطق، التي تشمل منطقة الباسك وكانتابريا وغاليسيا، من فتح بعض الخدمات الخارجية والمحلات التجارية التي تقل مساحتها عن 400 متر مربع، وسيسمح أيضا بتجمع ما يصل إلى 10 أشخاص داخل المقاطعات.

وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم السبت إن الفيروس لا ينتهي عند حدود المقاطعات، مضيفا أن تخفيف اجراءات العزل سيسترشد بالمشورة العلمية والحذر.

وفي 4 مايو، خففت إيطاليا، وهي دولة أخرى أثر عليها الوباء بشدة، القيود على الأنشطة الإنتاجية وحركة الأفراد لأول مرة بعد ما يقرب من 8 أسابيع.

وبشكل عام، عاد حوالي 4.4 مليون شخص إلى العمل، ليضافوا إلى العاملين في القطاعات الاقتصادية الأساسية مثل صناعة المواد الغذائية ومحلات السوبر ماركت ووسائل النقل والذين لم يتوقفوا أبدا أثناء الإغلاق الذي دخل حيز التنفيذ في 10 مارس.

ويمكن للشركات في قطاعات التصنيع والبناء والجملة استئناف العمل، شريطة ضمان الامتثال الصارم لبروتوكولات السلامة في مكان العمل.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النقاب عن خارطة طريق للخروج يوم الأحد، قائلا: “نحتاج الآن إلى التأكيد على أن أي شخص لا يستطيع العمل من المنزل، مثل الذين يعملون في البناء أو التصنيع، ينبغي تشجيعه بنشاط على الذهاب إلى العمل”.

وقال إنه ابتداء من يوم الأربعاء، تريد الحكومة “تشجيع الناس على ممارسة التمارين بشكل أكبر وغير محدود في الهواء الطلق”.

كما خففت فرنسا والدنمارك وألمانيا ودول أوروبية أخرى من إجراءات الإغلاق الخاصة بها جزئيا على الأقل.

أحلك لحظة في الولايات المتحدة

ولم تتعامل الولايات المتحدة بعد مع اقتصاد تضرر بشدة من كوفيد-19 وضغوط لمنع انتشار الفيروس مع خضوع العديد من كبار المسؤولين للحجر الصحي الذاتي.

وألغى أرباب العمل الأمريكيون 20.5 مليون وظيفة في أبريل، وفقا للبيانات الصادرة يوم الجمعة عن مكتب إحصاءات العمل.

قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن أرقام البطالة ربما “ستزداد سوءا قبل أن تتحسن”، معترفا بأن معدل البطالة الحالي ربما وصل بالفعل إلى 25 بالمائة، حسبما أفادت شبكة ((فوكس نيوز)) يوم الأحد.

وفي وقت لاحق من يوم الأحد ، قال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، لقناة ((أيه بي سي))، إن “الأسوأ لم يأت بعد على جبهة العمل”.

وقال “لحل (مشكلة) الاقتصاد، يجب علينا حل (مشكلة) الفيروس. دعونا لا نغفل عن هذه الحقيقة”.

وأضاف كشكاري “ما تعلمته في الأشهر القليلة الماضية، لسوء الحظ، هو أن الانتعاش من المرجح أن يكون بطيئا وتدريجيا”، ملقيا بظلال من الشك على توقعات متفائلة لمسؤولي البيت الأبيض بشأن “نصف ثاني قوي جدا في 2020 وهدير في 2021”.

وتبدو الاحتمالات أكثر غموضا حيث تم وضع العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين في الحجر الصحي بعد مخالطتهم لحالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19.

وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية يوم الأحد أن نائب الرئيس مايك بنس، الذي يقود فريق العمل المعني بفيروس كورونا الجديد في البيت الأبيض، ينأى بنفسه عن الآخرين بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة سكرتيرته الصحفية كاتي ميللر بفيروس كورونا الجديد يوم الخميس.

وبدأ في وقت سابق أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وروبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وستيفن هان، مفوض إدارة الغذاء والدواء – وجميعهم أعضاء كبار في فريق العمل المعني بفيروس كورونا الجديد في البيت الأبيض-الحجر الذاتي لمدة أسبوعين بعد مخالطتهم لشخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا الجديد، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية يوم السبت.

وأشار كاشكاري إلى أن “اقتصادا قويا ” يتطلب اختراقا كبيرا في اللقاحات والاختبارات والعلاجات على نطاق واسع لمنح الناس الثقة في أن العودة ستكون آمنة.

غير أن مسؤول بنك الاحتياطي الفيدرالي تابع بقوله: “لا أعرف متى سنحصل على هذه الثقة”