رفض واسع لحضور اجتماع رام الله المقرر لبحث قرار الضم الإسرائيلي

14 مايو 2020آخر تحديث :
رفض واسع لحضور اجتماع رام الله المقرر لبحث قرار الضم الإسرائيلي

أعلنت غالبية الفصائل الفلسطينية، الأربعاء، رفضها المشاركة في في الاجتماع القيادي المزمع عقده في رام الله يوم السبت المقبل 16 مايو/ أيار؛ لبحث الرد على قرار إسرائيلي محتمل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وأصدرت كل من فصائل المقاومة الفلسطينية، والجبهة الشعبية “القيادة العامة”، ومنظمة الصاعقة، بيانات أعلنت فيها رفضها المشاركة في الاجتماع، وقد سبقهما في ذلك إعلان حركتي حماس والجهاد الإسلامي عدم مشاركتهما في الاجتماع.

فصائل المقاومة

وأبدت فصائل المقاومة استغرابها من عقد هذا اللقاء، “الذي يعزز الاستسلام لسطوة العدو من خلال عقده تحت حراب الاحتلال في المقاطعة”.

وأكدت أن “أي لقاء وطني يعقد تحت حراب الاحتلال هو لقاء مشوّه، وهو تكرار لتجارب كثيرة فاشلة، مما يعزز من سياسة الاستسلام لسطوة العدو على القرار الفلسطيني لعدم قدرة عدد كبير من قيادة الفصائل الوطنية من المشاركة فيه”.

وجددت دعوتها لضرورة عقد لقاء وطني حقيقي ومقرر يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، لصياغة الموقف الوطني ووضع الاستراتيجيات الوطنية للاستفادة من جهود الجميع للتصدي للمخططات والمؤامرات الصهيونية بحق قضيتنا وأرضنا.

وأضافت “في ظل التمسك بنهج التنسيق الأمني، والامعان في سياسات اقصاء الاخرين والتفرد بالقرار الوطني، وفشل خيار الاستسلام للارادات العالمية؛ نؤكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستبقى تحمل السلاح وتدافع عن شعبنا وثوابته وحقوقه الوطنية، وتتمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي حتى دحر المحتل الصهيوني عن ترابنا المقدس بإذن الله”.

وشددت على أن صفقة القرن بكافة مقدماتها وأشكالها لن تمر، وسنقاومها وسنقف في وجه المتآمرين على شعبنا بكل ما أوتينا من قوة.

واعتبرت أن القرار الصهيوني -وبمباركة امريكية- لضم اراضي الضفة والاغوار هو التطبيق العملي لصفقة القرن، وهذا امعان في التغول الاجرامي بحق أراضينا ومقدساننا.

وأكدت أن التصدي لسياسات الاحتلال الاجرامية يستوجب خطوات عملية حقيقية تتمثل في التحلل من قيود الاتفاقيات المشؤومة، والغاء التعاون الامني، واطلاق يد المقاومة في الضفة للدفاع عن شعبنا وارضنا من المؤامرة الصهيونية التي تستهدف ارض الضفة بشكل اساسي.

الجبهة الشعبية -القيادة العامة-

بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- إن مجابهة “المشاريع الصهيونية” وإسقاطها تقتضي استنفارا وطنيا شاملا، ودعوة عاجله لاجتماع الأمناء العامين للفصائل كافة بعيدا عن حراب الاحتلال.

ورأت الجبهة أن “الوقائع أثبتت أن كل ردود الأفعال على برامج وخطوات تصفية القضية الفلسطينية التي أنتهجت بالساحة الفلسطينية وخاصة من قبل سلطة رام الله لم تتجاوز إطار الشجب والتنديد واللغة الإنشائية”.

وأضافت “من المؤسف أن التهديد باتخاذ خطوات عملية مثل سحب الاعتراف ووقف التنسيق الأمني قد تم التلويح به أكثر من مره !! بل تم القول أنه قد نفذ في حين ثبت واقعيا وعلى الأرض أن ذلك بقي مجرد حبر على ورق !!!”.

وأعلنت مقاطعتها للاجتماع، مؤكدة في الوقت ذاته أن المخاطر الداهمة تستوجب استنفارا وطنيا شاملا يتمثل كخطوة أولى دعوة الإطار القيادي الذي سبق واتفق عليه والذي يضم الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية كافة على أن يعقد في أي مكان بعيدا عن سطوة الاحتلال وحرابه بحيث يكون هذا الاجتماع مقدمة للبحث الجاد والمسؤول في سبل وآليات مواجهة محاولات تفكيك القضية الفلسطينية الذي يتم على مراحل تنفيذا لصفقة القرن.

وختمت قائلة: “إن حالة التأمر المكشوفة، وحملات التطبيع المتسارعة التي باتت تمس قدسية القضية الفلسطينية قد تسربت من ثقوب الوضع الداخلي الفلسطيني، ومن وهم الرهانات الخاسرة التي ولدتها ثقافة أوسلو، ما يستدعي وقفة صادقة مع شعبنا وقواه الحية والعودة الفعلية لأسس ومفهوم ودور حركة التحرر الوطني التي تعبر عن نبض شعبنا واراته وتضحياته العظيمه وحقوقه في كامل ترابه الوطني من النهر الى البحر”.

منظمة الصاعقة

من جانبها، أكدت “منظمة الصاعقة” رفضها المشاركة في الاجتماع المزمع عقده في رام الله، مستدركة بأنها مع كل جهد مخلص لاستعادة الوحدة الوطنية لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي.

ورأت أن المدخل لذلك هو “عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بحضور كل من الرئيس أبو مازن والأمناء العامين للفصائل لبحث المخاطر التي تحاك ضد القضية الوطنية، والتصدي لصفقة ترمب التأمرية، والبدء بإعادة بناء “م. ت. ف”، على اسس جديدة تحقق الشراكة وتنهي الانقسام”.

حماس والجهاد

وكانت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، أعلنتا في وقت سابق مشاركتهما في الاجتماع القيادي المزمع عقده في رام الله يوم السبت المقبل 16 مايو/ أيار؛ لبحث الرد على قرار إسرائيلي محتمل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

ودعت الحركتان في بيانين منفصلين وصلا وكالة “صفا” الرئيس محمود عباس إلى دعوة الإطار القيادي للفصائل للاجتماع لبحث استراتيجية التصدي لخطة الضم الإسرائيلية.

وقالت حماس إنها: “لن تشارك في هذا اللقاء، وتؤكد جهوزيتها للمشاركة في كل لقاء جدي وقادر على إحداث التغيير المطلوب”.

وأكدت حماس أنه “لم توجه لقيادة الحركة دعوة رسمية للمشاركة في اللقاء”.

وطالبت حماس الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي على مستوى الأمناء العامين للفصائل والقوى الفلسطينية إلى لقاء عاجل بالآلية المناسبة للظروف المستجدة، يتم فيه الاتفاق على استراتيجية وطنية فاعلة للتصدي لخطة الضم، وللمشروع الصهيوني الأمريكي في ظل حالة من الضعف، والتراجع الإقليمي والدولي”.

وشددت الحركة على أن “المخططات الصهيونية لضم مناطق واسعة في الضفة الغربية حدث بالغ الخطورة، ويأتي في سياق متصل من السياسات الصهيونية والأمريكية، كالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وصفقة القرن، وسياسات الاستيطان الإجرامية وغيرها”.

وأشارت حماس إلى أن “ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية الرسمية لم تكن على مستوى الحدث في مواجهة ضم القدس، وصفقة القرن”.

وأضافت “ومع الأسف كان الموقف الفلسطيني الرسمي ضعيفًا جدًا في تطبيقاته العملية، وهو ما شجع الاحتلال على المضي في سياساته”.

ولفتت إلى أن “تكرار مواجهة المشروع التصفوي للقضية بالأدوات والآليات نفسها، هو تضييع وهدر لطاقات شعبنا، وتشجيع إضافي للاحتلال”.

ورأت حماس أن “مواجهة هذا المشروع الصهيوني عبر لقاء في رام الله، لا تستطيع حركة حماس ولا فصائل المقاومة المشاركة الحقيقية فيه، هو ذر للرماد في العيون، وتضييع لوقت ثمين تتم فيه حياكة المؤامرة على شعبنا، وتكرار لتجارب ثبت فشلها”.

وذكرت حماس أن شعبنا ومقاومتنا قادرون على إفشال هذه المشاريع، لكنها استدركت بالقول: “إذا نجحنا أولًا في توحيد مواقفنا، والاتفاق على رؤية واستراتيجية لمجابهة الاحتلال، بما يؤدي إلى تحرك كل القوى المخلصة، والصادقة على مستوى العالم العربي والإسلامي والدولي لمساندة شعبنا لنيل حقوقه”.

أما حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين فقالت إنها تلقت دعوة رسمية للحضور إلى الاجتماع، لكنها تعتذر عن ذلك.

وأضافت الحركة في بيان وصل وكالة “صفا”، “نؤكد دعمنا لكل جهد بناء ومخلص لاستعادة الوحدة لمجابهة الاحتلال في كل مكان، ونرى أن المدخل لتجسيد ذلك هو عقد اجتماع الإطار القيادي للمنظمة بحضور كل من الرئيس محمود عباس والأمناء العامين للفصائل، لبحث المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية والتصدي لصفقة ترمب”.

وشددت على ضرورة البدء بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة تحقق الشراكة وتنهي الانقسام.

وتابعت أن “الحركة لن تحضر اجتماع يوم السبت القادم برام الله، آملين لهذا الاجتماع والمشاركين فيه الخروج بقرارات جدية تسهم في استعادة الوحدة والتصدي لقرارات الضم والاستيطان بالضفة والأغوار وكافة مناطق أرضنا المحتلة”.