شدد الإدعاء الأمريكي يوم الأربعاء، الاتهام ضد ضابط مينيابوليس السابق، الذي ضغط بركبته على عنق جورج فلويد، كما وجه اتهامات إلى ثلاثة ضباط آخرين متورطين في الحادث من خلال المساعدة والتحريض.
وأعلن المدعي العام في ولاية مينيسوتا كيث إليسون في مؤتمر صحفي أن ديريك تشوفين، ضابط شرطة مينيابوليس السابق الذي أشارت وثائق المحكمة إلى أنه جثا على عنق فلويد لمدة تسع دقائق تقريبا، اُتهم بالقتل من الدرجة الثانية.
وطرد تشوفين من وظيفته وألقي القبض عليه. وبهذا التطور الجديد، تكون التهمة قد رُفعت من تهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل الخطأ التي وجهت إليه في السابق.
وقال إليسون: “أعتقد أن الأدلة المتوفرة لدينا تدعم الآن تهمة القتل من الدرجة الثانية الأشد”.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن المدعي العام إصدار مذكرات اعتقال لثلاثة ضباط آخرين مفصولين تورطوا في وفاة الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاما في 25 مايو.
وقال إليسون إن توماس لين وجيه ألكسندر كوينغ، اللذين ساعدا تشوفين في تقييد فلويد، وتو ثاو الذي وقف موقف المتفرج، تم اتهامهم بالمساعدة والتحريض على القتل.
وتابع المدعي العام قائلا: “أعتقد بقوة أن هذه التطورات تصب في صالح العدالة لجورج فلويد وعائلته ومجتمعنا ودولتنا”.
واعتقل الضباط الأربعة السابقون فلويد بناءا على بلاغ من صاحب متجر قريب قال إن رجلا استخدم ورقة نقدية مزيفة فئة 20 دولارا لشراء سجائر منه. وبحسب الوثيقة التي نشرها الإدعاء يوم الجمعة الماضي، فإن تشوفين جثا بركبته على عنق فلويد لمدة دقيقتين و53 ثانية حتى بعد أن فقد فلويد وعيه.
وقد تصل عقوبة التهمة الأعلى التي تواجه تشوفين، الذي إدعى أنه قتل فلويد “دون قصد”، إلى 40 عاما في السجن.
أما التهمة الموجهة لرجال الشرطة الثلاثة الآخرين فقد تزج بهم خلف القضبان لما يصل إلى 10 أعوام كحد أقصى أو غرامة مالية قدرها 20 ألف دولار أو الاثنين معا.
ولدى إخبار الصحفيين بأنه المدعي الذي يقود التحقيق في القضية، أقر إليسون بأنه على الرغم من أن فريق الإدعاء يؤمن بملاءمة الاتهامات الموجهة، “إلا أن ما أعتقده هو أن محاكمة واحدة ناجحة لا يمكن أن تصحح الشعور بالأذى والخسارة الذي شعر به الكثيرون”.
وأضاف أن “بناء العدل والإنصاف في مجتمعنا” سيكون “عملا بطيئا وصعبا” قدما، داعيا القادة في الحكومة وجميع المواطنين “إلى البدء في إعادة كتابة القواعد لمجتمع عادل الآن”.
وردا على التهم الجديدة، قال بنيامين كرامب، محامي عائلة جورج فلويد، إن الوقت ليس مناسبا للاحتفال لأن الاعتقال لا يعني الإدانة، مضيفا أن الأسرة أرادت توجيه تهمة القتل من الدرجة الأولى إلى تشوفين.
وقال كرامب “كما تعلمون، لا نريد عدالة جزئية. نريد عدالة كاملة”.
وأضاف “العائلة أرادت دائما توجيه تهمة القتل من الدرجة الأولى. لقد أرادوا اتهامه إلى أقصى حد من القانون” في إشارة إلى تشوفين.
وفي إدانة للظلم العنصري في الولايات المتحدة، قال المحامي “هناك نظامان للعدالة في أمريكا. أحدهما لأمريكا السوداء والآخر لأمريكا البيضاء، متى يجب أن تكون هناك عدالة متساوية للولايات المتحدة الأمريكية”.
ومن المقرر أن يمثل الضابط جيه ألكسندر كوينغ أمام المحكمة بعد ظهر الخميس، وفقا لسجلات المحكمة.
وردا على سؤال حول الجدول الزمني لعملية المحاكمة، قال إليسون “ربما يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تكون هذه القضية أمام هيئة محلفين”.
وبعد الإعلان عن الاتهامات أيضا، حث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في بث مباشر على الانترنت “كل عمدة في هذا البلد على مراجعة سياسات استخدام القوة مع أعضاء المجتمع والالتزام بالإبلاغ عن الإصلاحات المخططة”.
وفي إشارة إلى وفاة فلويد والاضطرابات التي تلت ذلك على الصعيد الوطني على خلفية وحشية الشرطة والتمييز العنصري، رأى أوباما، وهو نفسه أمريكي من أصل أفريقي، في الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد فرصة للأمريكيين ليصبحوا على دراية بالتحديات والمشاكل التي تواجه المجتمع ومعالجتها.