بقلم : عباس زكي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية
يحتفل الناصريون والقوميون ومعهم الأمة العربية بأسرها بالذكرى ال 68 لثورة يوليو /تموز على يد الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1952… ثورة بيضاء نجحت في تغيير وجه تاريخ مصر الحديث ، ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة، وتفاعلت معها جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج… ثورة قلبت الموازين والمعادلات السياسية والاقتصادية ليس فقط على الصعيد الداخلي في مصر وإنما على المستوى العربي والدولي …فقد عملت الثورة على تحقيق التنمية الاجتماعية والزراعية.. ووضعت أسس العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر… وبذلك حققت مصر بزعامة عبد الناصر معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة وتم بناء السد العالي على نهر النيل لتوليد مليارات الميغاواط من الكهرباء وبناء آلاف المصانع الإستراتيجية ومصانع النسيج والحديد وغيرها مئات المشاريع التنموية لصالح الشعب المصري.. وانطلق في مقولته الشهيرة إلى العالم العربي ” الخائفون لا يصنعون الحرية والضعفاء لا يخلقون الكرامة ” لتحيي في أمتنا العربية الشعور بالحرية والكرامة الوطنية والقومية والاستنهاض لمحاربة الاستعمار الأجنبي فكانت مقدمة لثورات عديدة في الوطن العربي التي تخلصت خلالها من النفوذ الأجنبي في الأرض العربية.. وبذلك تمتعت مصر بقيادة الزعيم عبد الناصر بمكانة سياسية في الوطن العربي فوقفت بكل قوة إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق وقضيته العادلة وقدمت لهم السلاح للتخلص من الاستعمار الفرنسي.. ونجح في العبور إلى العالم فشارك في مؤتمر باوندنغ عام 1955 إلى جانب زعماء الهند ” جواهر لال نهرو ” ويوغسلافيا ” جوزيف بروز وتيتو ” واندونيسيا ” سوكارنو ” بحضور رئيس وزراء الصين الشعبية ” شون لاي ” وتم تأسيس دول عدم الانحياز التي كان لها تأثير كبير في النظام السياسي العالمي آنذاك … ويذكر بأن إسرائيل كانت قد تقدمت للمشاركة في المؤتمر المذكور فرفض عبد الناصر رفضا قاطعا مشاركتها على حساب القضية الفلسطينية .
ومضى عبد الناصر في دعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حريته والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي حيث ولدت منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة عام 1964 برعاية الرئيس الراحل عبد الناصر، كما دعم بكل قوة الثورة الفلسطينية بقيادة الزعيم الخالد ياسر عرفات، فقد قال عبد الناصر لياسر عرفات بعد معركة الكرامة التي انتصر فيها الفدائيون الفلسطينيون والجيش الأردني أن ” حركة فتح أنبل ظاهرة وجدت لتبقى ” وأكمل يومها ياسر عرفات ” وجدت لتبقى وتنتصر سيادة الرئيس ” ووقف عبد الناصر في مؤتمر الخرطوم الذي عقد على إثر هزيمة حزيران عام 1967 وأعلن لاءاته الثلاث ” لا تفاوض ولا صلح ولا استسلام ” كما قدم الدعم والمساندة لحركات التحرر في إفريقيا واسيا وغيرها من الشعوب التي ناضلت من أجل حريتها واستقلالها الوطني، وأعاد بناء الجيش المصري وتسليحه بأحدث أنواع الأسلحة والذي مهد لانتصار أكتوبر تشرين الاول عام 1973 .
ما أحوجنا هذه الأيام لزعيم عربي يستنهض أمتنا العربية ويعيد لها أمجادها وبخاصة في ظل حالة الانهيار والحروب الداخلية التي تجري في دولنا العربية في مؤامرة تستهدف التشتيت والتفتيت لهذه الأمة من المحيط إلى الخليج والتي تقودها الإمبريالية الأمريكية بزعامة الرئيس الأمريكي ترامب والذي يعمل على فرض الهيمنة الكاملة على مقدرات وثروات شعوبنا العربية…
وهنا لابد من أن نستذكر ما قاله الزعيم الراحل عبد الناصر ” الحق بغير القوة ضائع… والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ” .