بينما يوافق هذا العام الذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، تتأمل قطاعات مختلفة من المجتمع الأمريكي في تاريخ الحرب وتتطلع إلى التعاون مستقبلا في مكافحة جائحة كوفيد-19.
وقال جاري ليوي، عضو مجلس الإدارة والمتحدث باسم متحف الدرع الأمريكي في لونغ آيلاند بولاية نيويورك، إن هناك جيلا كاملا في الولايات المتحدة ليست لديه أي فكرة عن تضحيات الشعب الصيني أثناء العدوان الياباني.
وأضاف ليوي، إن هناك عدم وعي مؤسف بالحرب العالمية الثانية وآثارها الاستراتيجية وكيفية تعريفها للصين وأوروبا والولايات المتحدة.
وتابع: “إذاً لدينا قصة نرويها. لديك قصة تحتاج إلى روايتها، لأن هذا التاريخ يربط بلدينا معا، وهذا شيء يميل إلى أن يكون مثمرا”.
وحول الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية، قال ليوي: إنه من المسلم به على نطاق واسع أن الصراعات من أي نوع، في ضوء قوة الأسلحة، ستكتب نهاية الحضارة.
وتتمثل مهمة المتحف الذي تم تشغيله في عام 2014 في التأكد من شعور الأشخاص الذين يأتون إليه بالتاريخ وكيفية استمراره في تعريف القرن الحادي والعشرين.
وعلى الرغم من عدم الوعي المؤسف بالحرب، تم توثيق التعاون المكثف والصداقة الحميمة بين القادة العسكريين الصينيين والأمريكيين خلال أوقات الحرب جيدا من قبل العديد من المؤرخين.
ويمثل المؤرخ الراحل جون يي، العضو السابق بفرقة النمور الطائرة الأسطورية في الحرب العالمية الثانية، هذه العلاقة كملازم خدم في الجيش الأمريكي.
وتوفي يي، وهو أستاذ في التاريخ الصيني-الأمريكي وتاريخ دنفر، في مارس الماضي. وقد كان صريحا في مطالبته لليابان بالاعتذار رسميا عن الفظائع التي ارتكبتها ضد المدنيين الصينيين خلال الحرب، بل أنه كتب رسالة شخصية إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في عام 2015.
وقال مايك كوفمان، أحد قدامى المحاربين في مشاة البحرية والجيش الأمريكي والذي خدم خمس فترات في مجلس النواب الأمريكي عنه: “إنه (يي) حوّل التاريخ من تجربة بيضاء وسوداء إلى تجربة ملونة”.
وقال كوفمان إن يي، الذي كان مدرسا سابقا للتاريخ له في المدرسة الثانوية، قد أثر في حياة الآلاف، ليس فقط كبطل حرب، ولكن أيضا كمعلم، مضيفا “آمل فقط أن يجد أحفادي مدرسا يلهمهم للتعلم بقدر ما فعل السيد يي معي”.
وبينما تقام العديد من الأحداث في الذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية كل عام لتذكر التاريخ، يتطلع الخبراء إلى مستقبل يتسم بمزيد من التعاون الدولي.
وقال باتريك تي كونلي، رئيس قاعة رود آيلاند لمشاهير التراث ومؤسسة هيريتيج هاربور، لوكالة أنباء (شينخوا) في رسالة عبر البريد الإلكتروني، “وجهة نظري هي وجهة نظر سلمية. أنا أعارض بشدة، إلا في حالة الضرورة الدفاعية القصوى، حل النزاعات بين الدول بالقنابل والمعارك العسكرية”.
وأضاف كونلي “أفضل كثيرا معالجة الخلافات بالوسائل الاقتصادية”.
وقد شاطره الرأي بول تينكوت أستاذ التاريخ في جامعة شمال كنتاكي، الذي قال إن المفاوضات الدولية ليست سهلة أبدا، لكنها بالتأكيد أسهل وأقل تكلفة من الحرب.
وأضاف: “من الواضح أن جهود الحلفاء (في الحرب العالمية الثانية) كانت أكثر بكثير مما توقعته أي دولة بمفردها، وما زالت حتى يومنا هذا تبدو تلك الجهود لا تصدق من حيث عمق ونطاق تضحياتها”.
وقال توم واتكينز، وهو مستشار بمركز ميتشيغان- الصين للابتكار، “يمكن للتاريخ أن يقدم دروسا لليوم. وأعتقد اعتقادا راسخا بأننا سنكون أفضل حقا بالاتحاد معا. بناء الجسور التي تربط الناس استراتيجية أفضل دائما من حفر الخنادق أو بناء الجدران الكبيرة”.
وأضاف واتكينز: “أتمنى أن يتمكن العالم وقادتنا من الالتقاء معا اليوم، كما فعلوا قبل 75 عاما، لهزيمة عدو مشترك هو كوفيد-19”.
وقال: “ليس الوقت مناسب الآن لمناقشة التجاوزات السابقة أو توجيه أصابع الاتهام أو إلقاء اللوم أو مناقشة النقاط الأيديولوجية الدقيقة لهياكل الحكم. لقد آن الآوان للاتحاد معا لمكافحة خطر الصحة العامة والتسونامي المدمر الذي أحدثه”.