صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، على المخطط الاستيطاني المسمى ‘مجمع كدام – عير دافيد- حوض البلدة القديمة’، الذي يقع في ساحة باب المغاربة في مدخل بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
واستنكرت لجنة حي وادي حلوة، المصادقة على المشروع الاستيطاني التهويدي، الذي ترعاه وتديره وتموله الحكومة الإسرائيلية، وبلدية الاحتلال في القدس، وجمعية ‘العاد’ الاستيطانية.
وأوضحت أن المشروع الاستيطاني يُلغي الطابع الحضاري العربي لمدينة القدس من جهة، ويتجاهل احتياجات السكان، ويصادر المزيد من أراضيهم بشكل خاص من جهة ثانية.
وبينت أن المصادقة على المشروع جاءت بعد جلسة استمرت 8 ساعات متواصلة لسماع الاعتراضات التي قدمها: المحامي سامي ارشيد ممثلا عن سكان حي وادي حلوة، والمحامي قيس ناصر ممثلا عن المجلس الإسلامي الأعلى في أراضي الـ48، وجمعية ‘عير عميم’، ومؤسسة إسرائيلية تسمى ‘عيمك شافا’ المهتمة بالآثار، ومهندسة خاصة.
وأوضح المحامي إرشيد أن اللجنة اللوائية وافقت على المشروع الاستيطاني، مع إجراء بعض التغييرات عليه، والمتمثلة بإبقاء المنطقة مفتوحة أمام الجمهور، وخفض مستوى البناية عن مستوى الشارع بتقليل عدد الطبقات المراد بنائها، إضافة إلى تخفيض المساحة الإجمالية له من 11 ألف متر مربع إلى حوالي 9 آلاف متر مربع.
وأكد أنه سيتم تقديم اعتراضات على المشروع إلى الجهات المختصة، وقال: ‘المصادقة على المشروع الاستيطاني جاءت في وقت حرج تمر فيه مفاوضات السلام بأزمة’.
ولفت إلى أن المشروع يعزل سكان المنطقة الأصليين ‘أهالي سلوان’ عن محيطهم الطبيعي والقدس القديمة، كما سيعمل على تغيير معالم البلدة التاريخية والأثرية، وهو أحادي الجانب ويرسخ السلطة الاحتلالية ويمارس أيدلوجية يهودية فقط.
وأكدت اللجنة استهتار اللجنة اللوائية والمؤسسات الإسرائيلية الأخرى بقرارات منظمة اليونسكو وعدم احترامها لأي قرار دولي، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال أدعت خلال الجلسة أن من حقها تنفيذ مشروع في المنطقة للحفاظ على الآثار.
وأضافت اللجنة أن المشروع تجاهل وجود عشرات الآلاف من سكان سلوان، دون مراعاة احتياجاتهم، وأنه سيقام على أرض لأهالي سلوان، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها قامت بلدية الاحتلال بالاستيلاء عليها وهدم غرفتين فيها تعود لعائلة عبده، ثم حُولت لموقف مركبات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية ‘العاد’ الاستيطانية بطرق ملتوية، وبدأت منذ ذلك الحين بالتخطيط لبناء مشروع استيطاني فيها.
وأضافت أن جمعية ‘العاد’ ستخصص مبنى ‘كيدم’ لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، إضافة لقاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لمركبات السياح والمستوطنين، وتخصيص مساحات للاستخدامات السياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية ‘العاد’.
وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية، أعلنت اليوم الجمعة، أنها أعطت الضوء الأخضر لمشروع بناء متحف للآثار في حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة.
وادعت الداخلية الإسرائيلية أن ‘هذا المشروع سيسمح بعرض اكتشافات أثرية مهمة للجمهور وسيساهم بصفته نقطة للجذب السياحي، في تطوير مدينة القدس’.
ــ