أعلن الحشد الشعبي العراقي في بيان الاثنين مقتل عدد من مقاتليه في ضربات نفذتها الولايات المتحدة على الحدود السورية العراقية في منطقة القائم في محافظة الأنبار استهدفت “مقرات” لأحد ألويته، متوعداً بـ”أخذ الثأر”.
وقالت مصادر في الحشد الشعبي إن عدد القتلى الذين استهدفوا في الضربة من كتائب سيد الشهداء، أحد فصائل الحشد الأكثر ولاء لإيران، هو أربعة رسمياً.
وهذا الفصيل من ضمن فصائل تنسيقية المقاومة التي تضمّ فصائل منضوية في الحشد وتنشط في سوريا. وقد توعّدت في البيان بأنها “لن تسكت على استمرار وجود قوات الاحتلال الأمريكي المخالف للدستور، وقرار البرلمان، وإرادة الشعب العراقي”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الاثنين شنّها غارات جوية موجهة استهدفت “منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران” على الحدود السورية العراقية.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبعة عناصر على الأقلّ من فصائل موالية لإيران قُتلوا في الضربات الجوّية الأميركيّة.
واستهدفت هذه الضربات منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة بموقعين في سوريا وموقع واحد في العراق حسب البنتاغون. وقال المتحدث باسم البنتاغون “تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق”.
وتعرّضت المصالح الأميركية في العراق لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة، لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها ونسبها الأميركيون إلى فصائل موالية لإيران في العراق.
بالمجمل، نُفّذ 44 هجوماً ضدّ مصالح أميركية وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين في العراق، منها خمسة بالطائرات المسيرة، وكان آخرها قبل يومين قرب القنصلية الأميركية في أربيل. وينسب خبراء هذه التقنية إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، والمشابهة لهجمات يشنّها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن، ضد السعودية.
ولكلّ من الولايات المتحدة وإيران حضور عسكري في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي.
وقد تشكّل مسألة الانسحاب الأميركي من العراق إحدى بنود مناقشات الكاظمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة التي أعلن عنها المتحدثّ باسمه في 22 حزيران/الماضي. وفي 7 نيسان/أبريل استأنفت الولايات المتحدة والعراق “الحوار الاستراتيجي” الذي يرمي لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.
بالإضافة إلى واشنطن، أعلن رئيس الوزراء العراقي في مقابلة قبل يومين مع القناة العراقية الرسمية أن الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي الذي من المقرر أن يتولى مهامه في آب/أغسطس، قد وجه دعوةً له لزيارة طهران أيضاً.
وبلغ التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران ذروته في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 حين قُتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة شنّتها طائرة أميركية مسيّرة بالقرب من مطار بغداد الدولي.