قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال (“أمان”)، أهارون حاليفا، إن المصلحة الإسرائيلية تقتضي توصل إيران والقوى الدولية إلى اتفاق خلال المفاوضات النووية الجارية في فيينا، مشددا على أن ذلك “أفضل لإسرائيل من فشل المحادثات وعدم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق”.
جاء ذلك خلال مناقشات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وخلافا لموقف رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع. فيما رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على ما قيل في جلسات أمنية مغلقة مغلقة.
وبحسب ما نقل المراسل السياسي في موقع “واللا” الإلكتروني، باراك رافيد، عن وزيرين شاركا في اجتماع الكابينيت، فإن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اعتبر أن إحياء الاتفاق النووي أو العودة إلى الالتزام به تستوجب زيادة آليات الرقابة على تطبيق الاتفاق، مشيرا إلى أن آليات الرقابة هذه “لن يكون لها وجود دون اتفاق”.
واعتبر حاليفا أن “العودة إلى الاتفاق ستوفر لإسرائيل مزيدا من الوقت وستتيح لها الاستعداد بصورة جيدة دون ضغوط للسيناريوهات الممكنة بالتصعيد مع إيران”. ولفت التقرير إلى أن أقوال رئيس “أمان” جاءت تعليقا على طرح رئيس الموساد، برنياع، الذي استعرض أمام الكابينيت، التقييم السنوي للموساد.
وفي موقف مغاير للطرح الذي قدمه حاليفا، فإن رئيس الموساد لم يعرب عن دعمه للاتفاق النووي، وشدد على اعتقاده بأنه “لا يزال هناك وقت للتأثير على الولايات المتحدة فيما يتعلق ببنود مثل هذا الاتفاق إذا تم التوصل إليه”.
وقال برنياع إن “الفرصة لم تفت بعد ةالأمر ويستحق استثمار الوقت والجهد في الحوار مع الأميركيين حول نص الاتفاقية”. علما بأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران والقوى الدولية، معنية بالعودة إلى الاتفاقية النووية الموقع عام 2015، وترجح بأن ذلك سيحصل بالفعل خلال المحادثات الجارية في فيينا.
ولفت التقرير إلى أن التوجه العام الذي كان بارزا خلال اجتماع الكابينيت، هو القناعة بأن “حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال المحادثات في فيينا، يجب تجنب أي مواجهة أو معارضتة علنية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في هذا الشأن”.
وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، خلال الاجتماع، على أن “الولايات المتحدة هي أهم شريك إستراتيجي لإسرائيل وأنه يجب الحرص على عدم قطع العلاقات مع الإدارة الأميركية”. وكان لبيد قد صرّح في مؤتمر صحافي، الإثنين، بأن “إسرائيل لا تعارض تلقائيا أي اتفاق مع إيران، بل تعارض الاتفاق غير الجيد”.
وفي الأسابيع الأخيرة، هدد مسؤولون إسرائيليون بضرب منشآت نووية في إيران، في حال اقتربت طهران من الحصول على السلاح النووي. وشدد لبيد على أن حكومته تجري اتصالات حثيثة مع القوى الدولية “للتأثير على صياغة الاتفاقية” التي يتم بلورتها خلال المفاوضات الجارية في فيينا.