واشنطن : نركز على تخفيف التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين

2 أبريل 2022آخر تحديث :
US State Department spokesman Ned Price speaks during a news conference at the State Department, March 10, 2022, in Washington, DC. (Photo by Manuel Balce Ceneta / POOL / AFP)

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تركز حاليًا على تخفيف التوتر القائم والمحتمل بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب الهجمات المتتالية التي استهدفت إسرائيليين وأودت بحياة أحد عشر إسرائيليًا، واقتحامات جيش الاحتلال للبلدات الفلسطينية التي أودت بحياة عدد من الشباب الفلسطينيين الذين واجهوا الهجمات الإسرائيلية عشية بداية شهر رمضان لهذا العام.

وقال برايس في إطار رده على سؤال وجهته له “القدس” بخصوص ما إذا كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد حصل على أي نوع من التأكيدات الإسرائيلية للسماح للفلسطينيين القيام بطقوسهم الرمضانية دون قمع سلطات الاحتلال المعهود واستفزازات المستوطنين المتطرفين في اقتحامات للمسجد الأقصى :” اسمحوا لي أن أبدأ بكلمة عن الهجمات الإرهابية الأخيرة في بني براك؛ أنتم تعلمون أن الرئيس (الأميركي جو بايدن) أتيحت له فرصة التحدث إلى رئيس الوزراء (الإسرائيلي نفتالي بينيت) الأربعاء، حيث قدم كل المساعدة المناسبة لحلفائنا الإسرائيليين، لشركائنا الإسرائيليين، وهم يواجهون التهديدات لمواطنيهم”.

وأضاف برايس : “كان الوزير بلينكين في إسرائيل أثناء الهجوم الإرهابي السابق الذي أودى بحياة اثنين من حرس الحدود التابعين للشرطة. بعد وقت قصير من مغادرتنا (إسرائيل)، وأصدر الوزير بيانًا يدين بشدة الهجوم المروع الذي وقع في بني براك لاحقًا، وهذا هو الهجوم الإرهابي الثالث في إسرائيل خلال أسبوع. وبالطبع نرسل تعازينا لأسر ضحايا هذه الهجمات المأساوية”.

وأشار برايس إلى أنه “أدان الناس في جميع أنحاء المنطقة وأصحاب المصلحة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك رئيس السلطة الفلسطينية عباس والملك عبد الله، أدانوا هذه الهجمات، ونحن نحث أولئك الذين يسعون إلى تصعيد التوترات على التوقف عن أعمالهم على الفور. كما أن العنف الانتقامي غير مقبول على الإطلاق. يجب بذل كل جهد لحماية حياة الأبرياء، سواء كانت هذه حياة الفلسطينيين، سواء كانت هذه حياة إسرائيلية، كل الأرواح”.

وأكد برايس: “تقدر الإدارة (الأميركية) كل الجهود التي تبذلها إسرائيل والسلطة الفلسطينية للامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تؤدي إلى تفاقم التوترات. كما سمعتم منا نقول من قبل ، كما سمعتم وزير الخارجية الأميركية (أنتوني بلينكن) الذي انتهز فرص متعددة ليردد ذلك في المنطقة ، يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء العيش في سلام وأمن بكرامة”.

وأضاف برايس : “إن هذا مهم بشكل خاص مع دخولنا شهر نيسان ، حيث سنرى هذا تزامن الأعياد للديانات الرئيسية الثلاث ، حيث يحتفل المسلمون واليهود والمسيحيون بشهر رمضان وعيد الفصح اليهودي وعيد الفصح ، على التوالي ؛ تزامن هذه الأعياد في الأسابيع القليلة القادمة، كان موضوع نقاشنا في القدس ، وكان موضوع نقاشنا في رام الله ، وكان موضوع نقاشنا في النقب مع وزير الخارجية لبيد ونظرائه الآخرين الذين وقعوا على اتفاقات إبراهيم ، أو اتفاقات التطبيع، وسيظل تركيزنا هو أن نتأكد من تخفيف حدة التوترات ، وعدم المضي قدمًا في الخطوات الاستفزازية. وسنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن هذا الشهر الكريم لهذه الديانات الثلاث هو شهر سلمي”.

يشار إلى وجود اتصالات حثيثة وجولات سرية واستعدادات أمنية عالية المستوى تتحضر لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً قبيل شهر رمضان ، فالتخفيف من حدة التوترات والعنف والاشتباكات بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، وبين المواطنين العرب واليهود في أراضي 48 يُعتبر أحد أبرز أولويات إسرائيل في شهر نيسان ، إذ ستشهد مدينة القدس توافداً غير مسبوق من قبل المواطنين الفلسطينيين، وأبناء الديانات الثلاث، حيث يتقاطع شهر رمضان الذي يبدأ، في 2 نيسان مع عيدَي الفصح اليهودي والمسيحي.

ويعتقد الخبراء أن عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار التي نفّذها فلسطينيون قبل حلول رمضان بأسبوعين في قلب مدن إسرائيلية وخلفت 11 إسرائيلياً قتيلا، فاجأت القيادة السياسية الإسرائيلية، وخلقت حالةً من التخبط والقلق داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي توقعت أن يجعل تعزيز القوات الأمنية والاعتقالات الوقائية من فترة رمضان هادئة نسبياً، ما يساعد في تهدئة ميدانية قياساً بالأعوام الماضية، بخاصة أن الحكومة الإسرائيلية قررت منح الفلسطينيين حزمة من التسهيلات، تمثلت في إزالة قسم من قيود السجون وزيارة الأسرى التي فُرضت بعد فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع في شهر أيلول الماضي . كما ادعت سلطات الاحتلال أنها خفضت مستوى الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح، وسمحت لأي فلسطيني لا قيود أمنية مفروضة عليه بالوصول إلى المسجد الأقصى خلال رمضان، كما زادت الحكومة الإسرائيلية عدد تصاريح العمل لسكان غزة في إسرائيل بمقدار 8 آلاف تصريح إضافي، ليصل العدد الإجمالي إلى 20 ألفاً.

وتدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنه على الرغم من الأحداث التي اعتُبرت إسرائيلياً الأكثر دموية منذ 2006، أوصى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، أجهزة الأمن بعدم إلغاء ما تصفه بـ”التسهيلات” التي كانت مقررة خلال شهر رمضان لمنع مزيد من التصعيد والعنف. فيما قالت الشرطة إنها لن تخفف القيود الأمنية في القدس “كإجراء دفاعي، ولزيادة شعور المواطنين بالأمان”، على الرغم من أنها سمحت في الماضي بتجمعات أكبر من المعتاد في منطقة باب العامود. مع ذلك، يعتقد المسؤولون الأمنيون أنه بالإمكان إلغاء تصاريح الدخول التي منحت لفلسطينيين من الضفة الغربية، خلال فترة الأعياد وشهر رمضان، أو تقليصها بشكل كبير.

ووفقاً لتقديرات سلطات الاحتلال، فإن الشهرين المقبلين، نيسان وأيار، سيشهدان توترات أمنية متصاعدة بسبب تقاطع الأحداث والأعياد.