واشنطن وموسكو تحييان أجواء الحرب الباردة خلال تبادل للسجناء

28 أبريل 2022آخر تحديث :
(FILES) In this file photo taken on July 30, 2020 US ex-marine Trevor Reed, charged with attacking police, stands inside a defendants' cage during his verdict hearing at Moscow's Golovinsky district court. Moscow said on April 27, 2022 it has exchanged former US marine Trevor Reed, jailed in Russia for assaulting police, for Russian pilot Konstantin Yaroshenko, who was convicted of drug smuggling in the United States. (Photo by Dimitar DILKOFF / AFP)

مع اجراء مفاوضات سرية في أوج أزمة دولية أفضت الى خروج سجينين الى الحرية على مدرج مطار، أحيت الولايات المتحدة وروسيا الأربعاء عبر عملية التبادل تقليدا يعود الى حقبة الحرب الباردة.


فيما الغرب يواصل فرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، شددت الولايات المتحدة على انها لن تجري أي تواصل دبلوماسي مع موسكو لكن هذا التبادل يظهر أن القوتين لا تزالان تقيمان علاقة حول مواضيع محددة.


اظهرت صور التلفزيون الروسي جندي مشاة البحرية (المارينز) الأميركي السابق تريفور ريد (30 عاما) مرتديا معطفا وهو يخرج من شاحنة صغيرة برفقة ثلاثة جنود روس على مدرج مطار كما يبدو.


توجهت الطائرة الى تركيا التي لم تحظر مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، خلافا لدول الاتحاد الأوروبي، حيث تمت مبادلته بالطيار الروسي كونستانتين ياروشنكو الذي أدين بتهريب المخدرات وكان مسجونا في الولايات المتحدة.


وقال والد المارينز جوي ريد إن تريفور نُقل هذا الأسبوع إلى سجن في موسكو وإن عملية التبادل تمت على مدرج مطار في تركيا، مضيفا “توقّفت الطائرة الأميركية بجانب الطائرة الروسية وتم إطلاق السجينين بشكل متزامن على غرار ما يحصل في الأفلام”.


تم الاتفاق رغم ان السفارة الأميركية شبه خالية في موسكو بعدما اشتكت واشنطن منذ فترة طويلة من قيود روسية على موظفيها.
قبل انتهاء الحرب الباردة عام 1991، كانت القوتان تتبادلان ليلا السجناء على جسر غلينيك في برلين.


الجسر الذي كان يعرف باسم “جسر الجواسيس” كان يربط المنطقة الأميركية في برلين الغربية بمدينة بوتسدام في ألمانيا الشرقية سابقا فوق نهر هافل.


وتعود أشهر عملية تبادل الأشهر الى عام 1986 حين افرج عن المنشق السوفياتي البارز ناتان شارانسكي مقابل مواطن تشيكوسلوفاكي وزوجته متهمين بالتجسس لحساب موسكو.


وتريفور ريد طالب وعنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية المارينز، حكمت عليه محكمة روسية في تموز/يوليو 2020 بالحبس تسع سنوات لإدانته بالاعتداء على شرطي تحت تأثير الكحول، وهو ما نفاه. وهو لا يحظى بنفس أهمية شارانسكي والافراج عنه لن يترك تداعيات سياسية كبرى.
وقال دونالد جنسن العضو السابق في سفارة الولايات المتحدة في موسكو “أعتقد أن أيا من الطرفين لا يريد فعليا قطع العلاقات بشكل كامل”.
وأضاف مدير مركز الابحاث “معهد السلام” لشؤون روسيا وأوروبا، لوكالة فرانس برس “فلنكن صريحين، تبادل سجناء مهم للعائلات لكن هو أمر طفيف نسبيا في مجال العلاقات الدولية”.


وكان تبادل السجناء على جدول الأعمال في القمة التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف في حزيران/يونيو 2021.


لكن الوقت الذي تم اختياره في أوج الحرب في أوكرانيا، يمكن ان يظهر ان بوتين لا يزال بامكانه تسيير أعمال مع الولايات المتحدة بحسب جنسن.
بالنسبة لروسيا فان مثل هذا التبادل الذي يذكر بالحرب الباردة هو مهم أيضا “بالنسبة لصورتها بان تكون على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وبانها تشكل مع الولايات المتحدة قوتين عظميين وانهما تقرران مثل هذه الأمور” كما أضاف جنسن.
وقال إن إدارة بايدن تعتبر من جهتها انه بامكانها الحفاظ على الاقل على بعض العلاقات مع روسيا في مجالات أساسية لا سيما الدبلوماسية المتعلقة بايران.


إطلاق سراح سجناء أميركيين في العالم يشكل أولوية في السياسة الخارجية لجميع الإدارات الأميركية. وبالتالي فإن مصير اميركيين تحتجزهم إيران حاليا يلقي بثقله على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الدولي المبرم عام 2015 مع طهران.


في 2019، ورغم التوتر الشديد توجه مسؤولون أميركيون وايرانيون كبار الى زوريخ للاشراف على تبادل آخر على مدرج المطار.


الشهر الماضي، ساعد وفد أميركي رفيع المستوى أيضا في تأمين الافراج عن أميركيين من حكومة معادية أخرى، فنزويلا.


هناك أميركيان آخران مسجونان في روسيا: بول ويلان مدير الأمن السابق لشركة قطع غيار سيارات وبريتني غرينر لاعبة كرة السلة المتهمة بحيازة مخدرات. قد يحصل تبادل آخر من نفس النوع.


وحصلت آخر عملية تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو في عام 2010 في فيينا.


وشملت آنا تشابمان وهي شابة روسية كانت تقيم في نيويورك واعتقلت بتهمة التجسس، وسيرغي سكريبال وهو ضابط استخبارات روسي سابق وعميل مزدوج لبريطانيا.


وقد أثار تسميمه في 2018 في جنوب انكلترا حيث لجأ، أزمة دبلوماسية كبيرة مع روسيا التي نفت على الدوام ان تكون حاولت قتل الجاسوس السابق.