مصرع 18 مهاجراً أثناء محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية الإسباني انطلاقاً من المغرب

25 يونيو 2022آخر تحديث :
مصرع 18 مهاجراً أثناء محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية الإسباني انطلاقاً من المغرب

قضى 18 مهاجرا من أصول إفريقيّة الجمعة خلال محاولتهم اقتحام السياج الحدودي انطلاقًا من المغرب للعبور نحو جيب مليلية الإسباني، وفق حصيلة جديدة نشرتها السلطات المغربيّة المحلّية مساء الجمعة.


وقالت السلطات المحلّية في إقليم الناظور لوكالة فرانس برس إنّ “13 مهاجرًا غير شرعيّين سبق أن أصيبوا خلال الهجوم على مدينة مليلية قد فارقوا الحياة مساء اليوم متأثّرين بجروحهم الخطيرة”، بالإضافة إلى خمسة تأكّدت وفاتهم في وقت سابق من اليوم نفسه.


كانت حصيلة أوّلية قدّمتها السلطات أفادت بمقتل خمسة وإصابة 76، بينهم 13 حالهم خطرة، في صفوف المهاجرين، مشيرةً أيضًا إلى وجود 140 إصابة في صفوف الشرطة، بينها خمس إصابات خطرة.


وشارك في هذه المحاولة نحو ألفي مهاجر، وهي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف آذار/مارس بين مدريد والرباط، إثر خلاف دبلوماسي استمرّ قرابة سنة.


يُشكّل جيبا مليلية وسبتة الحدود البرّية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.


في وقت سابق، قال متحدّث باسم الشرطة المحلّية الإسبانيّة إنّ نحو 2000 مهاجر شقّوا طريقهم إلى الحدود قرابة الساعة 6,40 صباحًا وتمكّن أكثر من 500 من إفريقيا جنوب الصحراء مِن تجاوز نقطة المراقبة على الحدود بعد قطع السياج بمقصات.


وأضاف أنّ من بين هؤلاء تمكّن 130 مهاجرًا جميعهم “رجال وبالغون على ما يبدو” من الدخول إلى مليلية.


انتشرت القوّات المغربيّة بشكل واسع لمحاولة صدّ عمليّة الدخول على الحدود وتعاونت “على نحو نشط ومنسّق مع القوى الأمنيّة” الإسبانيّة، حسبما أفادت الشرطة الإسبانيّة.


وأظهرت صور بثّتها وسائل إعلام إسبانيّة مهاجرين مرهقين ممدّدين على رصيف في مليلية وبعضهم ملطّخ بالدماء وملابسه ممزّقة.


وقال عمر ناجي من الجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس، إنّ “اشتباكات دارت خلال الليلة الماضية بين مهاجرين والشرطة”. ولم يتسنّ تأكيد ذلك لدى السلطات المغربيّة.


وأوضح ناجي أنّ “المستشفى الحسني” في الناظور، وهو غير بعيد عن مليلية، استقبل “عددًا” من عناصر الشرطة صباح الجمعة، فضلا عن جرحى من المهاجرين من أصول إفريقيّة.


حصلت المصالحة بين مدريد والرباط قبل فترة قصيرة بعد قرار إسبانيا في منتصف آذار/مارس تغيير موقفها المحايد إزاء نزاع الصحراء الغربية، لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلا وحيدا لإنهاء النزاع.


وسمح هذا القرار بإنهاء أزمة دبلوماسية أثارها استقبال إسبانيا لزعيم جبهة بوليساريو ابراهيم غالي في نيسان/أبريل 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19.


وخلال هذه الأزمة دخل في أيار/مايو 2021 أكثر من عشرة آلاف مهاجر في غضون 24 ساعة إلى جيب سبتة مع تراخي الجانب المغربي في عمليات التدقيق الحدودية.


وقبيل المصالحة، شهدت مليلية مطلع آذار/مارس محاولات دخول كثيفة ضمّ أكبرها على الإطلاق 2500 مهاجر. وقد تمكّن 500 منهم من الدخول إلى إسبانيا.


أدّت عودة العلاقات بين البلدين إلى تراجع عدد الوافدين إلى جزر الكناري الأطلسيّة الإسبانيّة.


وأظهرت أرقام نشرتها الحكومة أنّ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري في نيسان/أبريل كان منخفضًا بنسبة 70% بالنسبة إلى عدد الوافدين في شباط/فبراير.


وحذّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في وقت سابق من الشهر من أنّ بلاده “لن تسمح” باستخدام “الهجرة غير الشرعيّة وسيلة ضغط”، في تحذير غير مباشر للرباط.


وستسعى إسبانيا إلى إدراج “الهجرة غير النظامية” كواحدة من التهديدات الأمنية على الخاصرة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي، عندما يجتمع الحلف في قمّة مدريد في 29 و30 حزيران/يونيو.


على مرّ السنوات، حاول آلاف المهاجرين عبور الحدود التي يبلغ طولها 12 كيلومترًا بين مليلية والمغرب، أو حدود سبتة التي يبلغ طولها ثمانية كيلومترات، عن طريق تسلّق الأسوار أو السباحة على طول الساحل أو الاختباء في مركبات.


والمنطقتان محميّتان بأسوار محصّنة بأسلاك شائكة وكاميرات فيديو وأبراج مراقبة.


ولطالما كانت المدينتان نقطة خلاف في العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد التي تصرّ على أنّ كلاهما جزء لا يتجزّأ من إسبانيا.