هدوء في جبهة قطاع غزة بتدخل قطري

6 ديسمبر 2022آخر تحديث :
هدوء في جبهة قطاع غزة بتدخل قطري

بعد اطلاق عدد من الصواريخ مساء السبت الماضي من قطاع غزة نحو الداخل الفلسطيني ورد الجيش الاسرائيلي فجر الأحد بقصف مواقع للمقاومة كاد الموقف في الجبهة الغزية ان يتجه لانحدار كبير نحو مواجهة عسكرية جديدة في ضوء استمرار المداهمات والاعتقالات وحملات تصفية واغتيال النشطاء في الضفة الغربية وخصوصا في جنين ونابلس واستهداف عناصر وقيادات ميدانية تابعة لحركات المقاومة الاسلامية …


كانت الصواريخ المنطلقة من غزة والتي تشكل احد اهم وانجع أسلحة المقاومة  لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية بمثابة رسالة واضحة للعالم بضرورة توقف الاحتلال عن انتهاكاته المستمرة التي ارتفعت وتيرتها بشكل كبير منذ مطلع العام الحالي الذي شارف على نهايته حيث استهدفت اسرائيل في ما يسمى بحملة كاسر الامواج التي اطلقتها لاعتقال الفلسطينيين اكثر من ٢٧٠٠ معتقلا واسفرت المواجهات عن ارتقاء اكثر من ١٧٠ شهيدا وهو اعلى رقم من الشهداء خلال عام واحد منذ سبعة اعوام الامر الذي اشارت اليه الامم المتحدة بقلق كبير …


وكادت الاوضاع تتفجر بين اسرائيل والجهاد الاسلامي مجددا بعد اغتيال الجيش الاسرائيلي لاثنين من ابرز قيادات الجهاد الاسلامي في جنين الاسبوع الماضي فاطلقت الصواريخ من القطاع وردت عليها اسرائيل بقصف اهداف في رفح وخان يونس لتتدخل قطر الوسيطة الدائمة في هذه النزاعات ومارست “ضغوطا شديدة” على حركة حماس  من أجل الحفاظ على الهدوء خلال استضافة الدولة الخليجية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم .


وقالت وسائل اعلامية اجنبية أن المبعوث القطري إلى غزة، محمد العمادي، طلب من حماس الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة حتى نهاية المونديال.


كما اشارت التقارير ان قطر حاولت  إيصال الرسالة ذاتها إلى حركة الجهاد الإسلامي حيث تم إيفاد المبعوث العمادي إلى القطاع  على هامش افتتاح البطولة.


ويتوقع ان يحقق (الهدوء مقابل الهدوء) الذي يسود حاليا الاجواء في قطاع غزة  مكاسب محتملة تستفيد منها غزة في أمد ليس ببعيد حيث ان ارتباط قطر بعلاقات قوية مع حماس من شأنه ان يساهم مجددا بحلول لإعادة إعمار القطاع حيث قدمت قطر مساعدات جمة خلال الصراعات السابقة بين حماس  التي تحكم غزة منذ عام 2007، وإسرائيل.


وتلعب قطر  أيضا دورا في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي أعادت الهدوء بعد عدة صراعات كبرى ومناوشات صغيرة خلال السنوات الماضية.


وحتى اللحظة لا يوجد اتفاق تهدئة فعلي في قطاع غزة وانما صيغة من التوافق على استمرار الهدوء بشريطة عدم اغلاق اسرائيل المعابر وتوسيع مساحة الصيد والسماح بادخال مزيد من البضائع الى داخل القطاع وهي امور تعتبر قطر انها ستساهم باستمرار الهدوء مع الوفاء بالتزامها بدفع المنحة القطرية لمواطني غزة المتضررين والمحتاجين لها بسبب عدم قدرتهم على العمل في الداخل الفلسطيني لاسباب عديدة …


وساور القلق هذا الاسبوع المسؤولين الاسرائيليين من اطلاق الجماعات الفلسطينية في قطاع غزة صواريخ بعد استشهاد  اثنين من كبار النشطاء في اشتباكات بالضفة الغربية، من بينهم قائد ميداني كبير في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الامر الذي ادى الى تصاعد حدة التوتر في اسبوع شهد ارتقاء عشرة فلسطينيين في الخليل ورام الله وجنين وبيت لحم حيث سلطت اسرائيل انظارها صوب قطاع غزة خشية رد سريع من المقاومة وهو ما حصل بالفعل فتدخلت قطر بطلب اسرائيلي لتجنب العودة الى صدام مفتوح وكبير لان قطر لها مصلحة مهمة ايضا في استمرار الهدوء خلال احداث مونديال ٢٠٢٢ الذي تستضيفه حتى الثامن عشر من الشهر الجاري …


ارتباط قطر بعلاقات متينة مع حماس وحركات المقاومة كان له تأثير كبير على استعادة الهدوء في قطاع غزة المحاصر منذ ١٦ عاما لكن هذا الهدوء لا يحقق الغاية الاستراتيجية المرجوة للقطاع ومواطنيه فهناك مطالب ابعد من ذلك بكثير في مقدمتها انهاء الحصار الاسرائيلي الخانق وتحقيق المصالحة الفلسطينية وهذه ملفات تبقى جاثمة على صدر القطاع الحزين الذي يحتفل حاليا مع قطر باستضافتها التاريخية لبطولة كأس العالم لكن المؤشرات بعد نهاية المونديال وفي ضوء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ولا سيما مع قرب اعتلاء الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة سدة الحكم بعد فوزها في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة ومخططاتها الهادفة الى تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى واطلاق اليد امام الجيش بمزيد من الاغتيالات للفلسطينيين وتوسيع البؤر الاستيطانية وغيرها سيعيد المنطقة بأسرها الى حالة من الغليان والتوتر الامر الذي قد يؤدي الى مواجهة عسكرية جديدة في القطاع وهو ما لا تتمناه قطر ودول  اخرى وسيطة فهل تنجح المساعي القطرية حتى النهاية ام ان محاولاتها ووساطاتها ستبقى مرحلية فقط