في ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”.. بن غفير ومئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

27 يوليو 2023آخر تحديث :
في ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل”.. بن غفير ومئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، صباح اليوم الخميس، وسط حراسة شرطية مشددة.
وقال شهود عيان، إن بن غفير اقتحم المسجد بحراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وقام بجولة في باحات المسجد برفقة عدد من المستوطنين.
وهي هذه المرة الثالثة التي يقتحم فيها زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، المسجد الأقصى منذ تسلمه منصبه بداية العام الجاري.
وكان الاقتحامان السابقان، في يناير/ كانون الثاني، ومايو/ أيار الماضيين، تسببا بانتقادات دولية وعربية وإسلامية واسعة للحكومة الإسرائيلية.

وقال بن غفير في فيديو خلال اقتحامه: “هذا هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل حيث يتعين علينا العودة وإظهار حكمنا”.
وجاء الاقتحام بالتزامن مع قيام مستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد لمناسبة ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل” الذي تقول الجماعات الإسرائيلية المتشددة إنه كان قائما مكان المسجد وهو ما ينفيه المسلمون.

وفي السياق ذاته، أفاد شهود أن وزير النقب الإسرائيلي يستحاق فاسرلاوف، ومئات المستوطنين اقتحموا أيضا المسجد اليوم.
وأشاروا إلى أن قوات من الشرطة الإسرائيلية انتشرت في ساحات المسجد واقتحم بعض عناصرها مصلى قبة الصخرة دون توضيح الأسباب.
وبحسب الشهود، فإن عددا من المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد خلال اقتحاماتهم.
وأشاروا إلى أن العشرات من المستوطنين قاموا برقصات وصلوات عند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن القوات الإسرائيلية منعت اليوم، المصلين من دخول المسجد الأقصى، تزامنا مع اقتحام مئات المستوطنين لباحاته.

وقالت دائرة الأوقاف في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن “قوات الاحتلال تمنع المصلين المتواجدين على أبواب الأقصى من دخوله، وتجبر من فيه على الخروج، وذلك بالتزامن مع استباحة من مئات المستوطنين منذ ساعات الصباح له، بينهم وزراء وأعضاء كنيست”.

ووفق الوكالة، “كان مستوطنون قد نفذوا مسيرات استفزازية ليلة أمس في محيط الأقصى المبارك، وداخل البلدة القديمة، بحماية شرطة الاحتلال”.

وكان عشرات اليمينيين الإسرائيليين نظموا، مساء الأربعاء، مسيرة في محيط البلدة القديمة بالقدس، وفي داخل أزقة البلدة لذات المناسبة، شارك فيها بن غفير.

وقالت وزارة شؤون القدس الفلسطينية في بيان، إن “إقدام المتطرف بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى للمرة الثالثة، هو استفزاز مقيت ومرفوض ومدان لمشاعر المسلمين حول العالم”.
وأشارت إلى أنه “ما كان لبن غفير وما يسمى وزير النقب يتسحاق فاسرلاوف اقتحام المسجد بدون موافقة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تريد تصدير أزماتها الداخلية”.
وحذرت الوزارة من أن “حكومة الاحتلال وأنصارها من المستوطنين يريدون دفع الأمور نحو حرب دينية عبر التغول في استفزاز مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم”
ودعت إلى “وقفة عربية وإسلامية ودولية إزاء هذه الجرائم المتعمدة من قبل حكومة الاحتلال وأنصارها المستوطنين ضد المسجد الأقصى”.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، دخول وزيرين إسرائيليين للمسجد الأقصى.

وقالت الوزارة في بيان، إن “اقتحام” وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف، للمسجد الأقصى يمثل “غطاءً إسرائيليا رسميا للاقتحامات المتواصلة، ولما يتعرض له المسجد الأقصى من مخططات تهويدية”.

واعتبرت الوزارة أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف “فرض تغييرات قسرية على واقع المسجد الأقصى التاريخي والقانوني القائم، كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وتغيير هويتها وتفريغها من أصحابها الأصليين”.

وطالبت الخارجية الفلسطينية بـ”تدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والإدارة الأمريكية بترجمة مواقفها إلى أفعال تجبر إسرائيل على وقف إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية”.

بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إن “الاقتحامات الواسعة والمستمرة من صباح اليوم الخميس من المستوطنين ووزاء في حكومة العدو الصهيوني، تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

وأوضح المتحدث في تصريح صحافي اليوم أوردته وكالة “شهاب” للأنباء، أن “هذه الاقتحامات استفزاز لمشاعر كل شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ولاحرار العالم، واستهتار من الاحتلال بالمنظومة العربية الرسمية والشعبية”.

وأضاف: “سيدافع شعبنا عن هوية المسجد الأقصى المبارك ويحافظ على إسلاميته وعروبته مهما بلغت التضحيات، فالأقصى كان دائماً مفجر الثورات والانتفاضات”، قائلا: “شعبنا لن يسمح للعدو الصهيوني بتمرير مخططاته في المسجد الأقصى، وكل شواهد التاريخ تؤكد أن شعبنا الباسل لا يمرر جرائم الاحتلال بحق مقدساته”.