أثناء السحور.. 36 شهيدا من عائلة الطباطيبي في قصف على منزلهم وسط قطاع غزة

17 مارس 2024آخر تحديث :
أثناء السحور.. 36 شهيدا من عائلة الطباطيبي في قصف على منزلهم وسط قطاع غزة

وقف محمد الطباطيبي صباح السبت بين عشرات الجثث الممددة أرضاً في ساحة قسم الطوارئ بمستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح وسط قطاع غزة، وهو يبكي العديد من أفراد عائلته الذين راحوا ضحية غارة إسرائيلية.

أصيب الشاب البالغ من العمر 19 عامًا في يده اليسرى جراء القصف الذي قال إنه أودى بحياة 36 من أفراد عائلته وأقربائه في مخيم النصيرات قرب دير البلح. أما الناجون، فأصيبوا بجروح في الضربة التي استهدفت عند سحور أول ليلة جمعة من شهر رمضان، منزل أقارب لهم لجأت إليهم العائلة طلبًا للأمان بعدما اضطرت للنزوح من شمال القطاع المدمر.

قال محمد وهو يغالب دموعه “هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء أخوتي… قصفوا البيت ونحن فيه. كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور… كلهم استشهدوا. أنا لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعَملوا مجزرة”.

إضافة الى أفراد عائلة محمد، وصل إلى “شهداء الأقصى” خمسة شهداء و30 جريحًا، وفق إدارة المستشفى، أصيبوا في ضربات طالت مناطق أخرى في دير البلح وجوارها.

وضعت جثث عائلة الطباطيبي والضحايا الآخرون في شاحنة مخصصة في الأصل لنقل المساعدات الإنسانية إلى وسط القطاع، استعان بها المستشفى لعدم توفر سيارات أو شاحنات ولا وقود، وفق ما أكد أحد مسؤوليه.

وكان من بين الشهداء عدد من الأطفال وامرأتان من الحوامل. ولُفت الجثث بأكياس بلاستيكية وأغطية ووضع عدد منها في أكياس الدفن الخاصة التي باتت نادرة جراء الحصيلة الهائلة للشهداء في القطاع منذ بدء الحرب.

“شهداء لا يمكننا إخراجهم”
سار خلف الشاحنة جمع من المعزين بينهم ثلاثة جرحى من العائلة، باتجاه “مقبرة الشهداء” في دير البلح حيث ووروا الثرى في حفرة كبيرة موازية للمقبرة الرئيسية التي لم تعد تتسع لمزيد من الموتى.

بعد إفراغها، بقيت آثار الدماء على الشاحنة.

في موقع المنزل المدمّر، كان يوسف الطباطيبي وهو من مخيم النصيرات يواصل البحث عن الضحايا بين الركام المنتشر على مساحة واسعة.

وقال “نحن نبحث عن شهداء، وكما ترى نعمل بأيدينا”، مضيفا وهو يشير الى كيس أبيض اللون “هذه أشلاء جمعناها من هذا المنزل الذي كان مكونًا من أربعة طوابق. في الطابقين السفليين شهداء لا يمكننا إخراجهم. ليست لدينا معدات ولا جرافات ولا آليات ولا شيء… نحن نعمل بأيدينا”.

وتابع “أحضرنا شواكيش ومهدّات، ولكن دون جدوى… أنظر إلى حجم الدمار”.

وأكد رئيس مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس سلامة معروف أن “هذه من الليالي الدامية جدا ودليل على مجازر وجرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال”.

وأحصى المكتب 60 غارة ليل الجمعة السبت، مؤكدا أن “جيش الاحتلال يستهدف أكثر من 12 منزلاً آمناً… في جريمة قتل مكتملة الأركان تُرسّخ الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء”.

“أذّن وذهب لبيته”
وفي مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، قالت وزارة الصحة إن غارة جوية استهدفت كذلك عند السحور منزل مؤذن مسجد حي خربة العدس عصام ضهير، فاستشهد هو وابناه.

وقال قريبهم وجارهم محمود ضهير (41 عاما) “قصفوا بيت الحاج عصام ضهير مؤذن مسجد حمزة بالحارة، وقتلوه هو وولداه محمد وباسل، وكل أفراد الأسرة أصيبوا بجروح جراء سقوط الركام عليهم”.

وأضاف “الحاج عصام عمره 60 عاما، كان قد أذّن الأذان الأول لموعد طعام السحور وذهب لبيته المجاور للمسجد ليتناول السحور مع عائلته، فقصفوا البيت وهو يأكل معهم”.

وتابع بصوت حزين مستنكرًا “كان رجلاً طيبًا، يوقظ الناس للسحور ويؤذن المغرب في وقت الفطور… لا يحتاج الاحتلال سببًا كي يقتل المدنيين الأبرياء، فقط هي رغبة بالانتقام والقتل في هذا الشهر الكريم”.

وسأل “أين العالم وأين حقوق الانسان؟”.

وأشارت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، الى استشهاد 63 شخصا على الأقل وإصابة 112 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مؤكدة أن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام.