واصلت أوكرانيا قصف منطقة كورسك الحدودية الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة، اليوم الأربعاء، وفي حين أعلنت روسيا تدمير عشرات المسيرات الأوكرانية، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن التوغل الأوكراني بمنطقة كورسك “معضلة حقيقية” للرئيس الروسي.
ورغم أن كييف أكدت أنها تحقق مزيدا من المكاسب على الأرض في توغلها بمنطقة كورسك، فإن روسيا أكدت أن تقدم قوات كييف قد توقف.
وصباح اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت 4 صواريخ و117 طائرة مسيرة، و4 صواريخ تكتيكية أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على عدة مناطق، من بينها كورسك.
وأضافت الوزارة -عبر تطبيق تلغرام- أن الصواريخ و37 طائرة مسيرة دُمرت فوق كورسك، كما تم تدمير 37 مسيرة فوق منطقة فورونيغ.
حالة طوارئ في بيلغورود
وفي غضون ذلك، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الواقعة جنوب كورسك فياتشيسلاف جلادكوف اليوم الأربعاء حالة الطوارئ، وأرجع ذلك إلى استمرار الهجمات من قبل القوات الأوكرانية. وقال إنه سيطلب من موسكو إعلان حالة طوارئ اتحادية.
وقال الحاكم جلادكوف -في مقطع فيديو نشر على تطبيق تلغرام- “لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود صعبا ومتوترا للغاية”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن سلاح الجو شن -فجر الثلاثاء- غارات على تجمع للقوات والآليات العسكرية الأوكرانية في منطقة حدودية بمقاطعة كورسك.
وأضافت الوزارة الروسية أن مقاتلات من طراز “سوخوي سو-34” شنت غارات استخدمت فيها قنابل جوية مزودة بوحدة تصحيح وتخطيط شاملة.
وأشارت إلى أن وحدة المخابرات العسكرية أكدت من جانبها أن المقاتلات الروسية تمكنت من تدمير جميع الأهداف.
ونشرت الدفاع الروسية لقطات لقاذفات سوخوي سو-34 تضرب ما قالت إنها قوات أوكرانية في منطقة كورسك الحدودية. وتظهر اللقطات أيضا مشاهد لجنود مشاة يقتحمون مواقع أوكرانية.
أوكرانيا تعلن السيطرة على 74 بلدة
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده سيطرت على 74 بلدة في مقاطعة كورسك الروسية، وتواصل تقدمها في المنطقة.
وقال زيلينسكي -في منشور على منصة تلغرام- أمس الثلاثاء “رغم معارك صعبة وكثيفة، فإن تقدم قواتنا يستمر في منطقة كورسك… أوكرانيا تسيطر على 74 بلدة”، وذلك بعد نحو أسبوع من بدء الهجوم على الأراضي الروسية.
وأضاف أن أوكرانيا تمكنت من “تجديد” أعداد أسرى الحرب الروس لمبادلتهم بجنودها.
ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهره وهو يجري مكالمة بالفيديو مع قائد الجيش أولكسندر سيرسكي الذي أبلغه أن القوات تقدمت في بعض المناطق بين كيلومتر و3 كيلومترات خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأكد قائد الجيش الأوكراني أن القتال مستمر على طول الجبهة وأن “الوضع تحت السيطرة رغم شدة القتال”.
واقتحم نحو ألف جندي أوكراني الحدود الروسية بالدبابات والمركبات المدرعة خلال الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس/آب الجاري.
بايدن يعلق على التوغل الأوكراني
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء إن التوغل العسكري الأوكراني في روسيا “خلق معضلة حقيقية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا أن مسؤولي بلاده على اتصال دائم بالأوكرانيين بشأن هذه الخطوة.
وقال مسؤول أميركي أمس الثلاثاء إن هدف التوغل الأوكراني في كورسك يبدو أنه إجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا للدفاع عن الأراضي الروسية ضد الهجوم عبر الحدود.
وقال بايدن إنه جرى إطلاعه كل 4 إلى 5 ساعات على تحركات أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، لكن البيت الأبيض قال إن أوكرانيا لم تبلغه مسبقا بتوغلها في منطقة كورسك.
كما نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير أي دور لواشنطن في العملية.
وقدمت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا منذ بدأت الحرب الروسية عليها في فبراير/شباط 2022.
وفي مايو/أيار الماضي، سمح بايدن لكييف بإطلاق أسلحة أميركية على أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم هجوما ضد مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا.