تسعى السلطات الإسرائيلية لتنفيذ ثلاثة مخططات كبرى لبناء معهد توراتي استيطاني وأكثر من 10 آلاف و100 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، تستهدف مناطق الشيخ جراح، ومطار القدس (قلنديا) المهجور، وقرية شرفات الفلسطينية.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الخميس، ولفتت إلى أن المخططات تشمل إقامة مدرسة دينية للحريديين في الشيخ جراح، و9 آلاف وحدة استيطانية جديدة في شمال شرق القدس، و1100 وحدة استيطانية جديدة غرب بيت صفافا.
وحسب التقرير، وُضعت المخططات الثلاثة للتوسع الاستيطاني على جدول أعمال لجنة التنظيم والبناء في منطقة القدس. ويتزامن ذلك مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية ثانية، الذي يُعرف بسياساته الداعمة للتوسع الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية.
وفي حي الشيخ جراح، يشمل المخطط بناء معهد ديني حريدي من ثمانية طوابق لصالح جمعية ‘أور سمياح’ على أرض فلسطينية كانت تُستخدم سابقًا كموقف سيارات، وصودرت بحجة ‘الاستخدامات العامة’، قبل أن تُخصص للجمعية الاستيطانية.
وقطعة الأرض المخصصة للمعهد الحريدي، تعد الأكبر من نوعها في الحي ومخصصة للمباني العامة، وصودرت بذريعة خدمة “احتياجات السكان”، لكنها خُصصت للجمعية الحريدية لبناء المعهد التوراتي، رغم الضيق الذي يعاني منه سكان الحي الفلسطيني.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى وجود تقارير صادرة عن بلدية القدس تؤكد نقص الأراضي العامة في الحي، حيث أظهرت دراسة أن السكان الفلسطينيين يضطرون للخروج من الحي لتلبية احتياجاتهم التعليمية والخدمية.
ووصف نائب رئيس بلدية الاحتلال القدس المصادقة على المخطط بأنها “انعدام صارخ للعقلانية وظلم فادح”. وأشار إلى أن البلدية “تصادر الأرض من السكان، وتمنحها لجمعية حريدية، رغم أن الأرض يجب أن تُستخدم بالكامل لصالح سكان الحي”.
واستهجن نائب رئيس عن قائمة “الاتحاد اليورشلمي” تخصيص قطعة الأرض “لصالح جهة خارجية”، وشدد على أن هذه الخطوة “غير معقولة وجائرة”، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى “تصعيد الاحتكاكات” بين الفلسطينيين والمستوطنين في القدس.
حي استيطاني ضخم على أنقاض المطار المهجور
ويخطط الاحتلال الإسرائيلي لبناء حي استيطاني ضخم يضم حوالي 9,000 وحدة سكنية على أنقاض مطار قلنديا المهجور شمال شرق القدس، قرب جدار الفصل وبلدة كفر عقب الفلسطينية التي يقطنها قرابة عشرة آلاف نسمة
وتوقف العمل في المطار مع اندلاع الانتفاضة الثانية، وأصبحت المنطقة مهجورة منذ ذلك الحين. ورغم ضغوط دولية سابقة لتجميد المشروع، تُواصل سلطات الاحتلال الدفع به، متجاهلة التحذيرات البيئية والصحية بشأن تلوث المنطقة؛ بسبب المنشآت الصناعية القريبة.
وخلال اجتماع اللجنة، أشار ممثل وزارة الصحة إلى أن الظروف البيئية تجعل السكن في المنطقة غير ممكن، بينما ادعى المستشار البيئي للخطة أن التلوث يمكن معالجته. كما ناقشت اللجنة القضايا الأمنية المتعلقة بقرب الحي المخطط له من جدار الفصل وبلدة كفر عقب.
ومن المقرر أن تستأنف اللجنة مناقشة المشروع الشهر المقبل.
وفي جنوب القدس، تسعى سلطات الاحتلال لإقامة مستوطنة “غفعات شاكيد” على أراضي بيت صفافا، وذلك على حساب قرية شرفات الفلسطينية الواقعة غرب بيت صفافا وشمال بيت جالا، بإضافة 400 وحدة استيطانية إلى 700 وحدة تمت المصادقة عليها سابقًا.
وكانت سلطات الاحتلال قد صادقت على إقامة 700 وحدة استيطانية على مساحة تبلُغ 50 دونمًا كانت مخصصة لتوسع قرية بيت صفافا بحسب الخارطة الهيكلية لبلدية الاحتلال في القدس والتي تم إقرارها عام 1992.
وقال الباحث أفيف تاترسكي من جمعية “عير عميم” إن “الخطط التي تناقشها لجنة التنظيم والبناء في القدس تظهر مدى تشوه عمليات التخطيط بسبب الاعتبارات السياسية والديموغرافية ضد سكان القدس الشرقية”.
وأضاف أن “بناء أحياء استيطانية ضخمة في المناطق الحضرية الفلسطينية، وخاصة إقامة معهد ديني في الشيخ جراح، يأتي على حساب الحقوق الأساسية للفلسطينيين في السكن والتعليم”.
إخلاء في سلوان: تهجير قسري جديد
في غضون ذلك، حصلت الجمعية الاستيطانية “عطيرت كوهانيم” خلال الأسبوعين الماضيين على أحكام قضائية من محكمة الصلح بالقدس، تقضي بإخلاء مئات الفلسطينيين من منازلهم في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، ضمن حملة تهجير قسري تستهدف الحي.
وتستند هذه الأحكام إلى مزاعم بأن الأراضي في المنطقة كانت تعود إلى يهود قبل عام 1948.
قضت القاضية مريم كسلاسي لصالح الجمعية في خمسة ملفات منفصلة، مما يعني إخلاء 26 عائلة فلسطينية، تضم 154 فردًا، خلال الأشهر الستة المقبلة. كما فرضت المحكمة على العائلات الفلسطينية دفع تكاليف المحاكمة بقيمة 50 ألف شيكل عن كل ملف.