روبيو يقر بحق إيران في الاحتفاظ على برنامج نووي سلمي

24 أبريل 2025آخر تحديث :
روبيو يقر بحق إيران في الاحتفاظ على برنامج نووي سلمي

قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو،  الأربعاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، عازم على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأنه يفضل القيام بذلك عن طريق المفاوضات بدلًا من الوسائل العسكرية. ومع ذلك، قال روبيو إن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لرؤية طهران تمتلك برنامجًا نوويًا مدنيًا طالما أنها لا تُخصب اليورانيوم.

وقال روبيو للصحفية اليمينية المتطرفة ، باري وايس، في برنامجها الصوتي “أونستلي” ، بحسب نص المقابلة التي وزعتها وزارة الخارجية الأميركية على الصحفيين المعتمدين لدى الوزارة، بمن فيهم مراسل جريدة القدس، إننا “لا نريد حربًا”.

وأضاف: “لا نريد أن نرى حربًا. هذا ليس رئيسًا تعهد بشن الحروب في حملته الانتخابية. وكما قال بوضوح تام، لن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، وهو يحتفظ بكل الحق في منع حدوث ذلك، لكنه يفضل ألا تكون هناك حاجة للجوء إلى القوة العسكرية، سواء من جانبنا أو من جانب أي جهة أخرى. يفضل أن يكون الأمر قابلًا للتفاوض”.

 وأعرب روبيو عن ثقته بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الممثل الأميركي الرئيسي في المحادثات النووية الجارية مع إيران، قائلاً: “لدينا أشخاص جيدون يتفاوضون”.

 وأكد روبيو قائلاً: “لقد أبدى الإيرانيون استعدادهم للحوار. سنتحدث معهم”، مضيفًا: “إذا أرادت إيران برنامجًا نوويًا مدنيًا، فيمكنها امتلاكه كما هو الحال مع العديد من الدول الأخرى في العالم. أي أنها تستورد المواد المخصبة”.

وأكد روبيو على مدى “تعقيد” الحرب مع إيران، موضحًا أن “أي عمل عسكري في هذه المرحلة في الشرق الأوسط، سواء كان ضد إيران من جانبنا أو من أي جهة أخرى، قد يؤدي في الواقع إلى صراع أوسع”.

وأشار إلى أن “إيران أنفقت مليارات الدولارات على تطوير قدرات عسكرية نراها، على سبيل المثال، تُستخدم في أوكرانيا حاليًا، باستخدام طائرات بدون طيار وما شابه”.

يشار إلى أنه من المقرر عقد جولة ثالثة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية يوم السبت المقبل في عُمان.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن انفتاح إيران على اتفاق نووي قد يمنع المواجهة العسكرية، يقول الخبراء أن طهران تحصن أنافقاها المدفونة في العمق، والمتصلة بمنشأتها النووية الرئيسية، وسط تهديدات أميركية وإسرائيلية مستمرة بشن هجوم على إيران لتدمير برنامجها النووي.

 وهدد ترمب، الذي انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015، في إدارته الأولى (عام 2018) والهادف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، بقصف إيران ما لم يتم التوصل بسرعة إلى اتفاق يضمن نفس الهدف.

 وقد دفع انسحاب ترمب إيران إلى انتهاك العديد من قيود الاتفاق. وتشتبه القوى الغربية في أنها تسعى إلى امتلاك القدرة على تجميع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.

وصرحت إيران بأنه سيتم تجميع أجهزة طرد مركزي متطورة في مجمع واحد بدلاً من منشأة في محطة نطنز ، التي تُعدّ محور برنامجها النووي، والتي قالت إنها دُمرت نتيجة أعمال تخريب عام 2020.

 ويعتقد الخبراء أن المجمعات الإيرانية المحصنة تُبنى على أعماق أكبر بكثير من منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية المدفونة في فوردو، بالقرب من مدينة قم المقدسة.

 كما يعتقد أن أعمال البناء (التحصينات) الجارية في المجمعات تُؤكد عزم طهران على رفض المطالب الإسرائيلية بأن تؤدي أي محادثات مع الولايات المتحدة إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي بشكل كامل، وفق ما يريده رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، الذي يصر على النموذج الليبي، مُؤكدةً على حقها في التكنولوجيا النووية السلمية.

وقد زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الصين يوم الأربعاء لإجراء مشاورات قبل المحادثات في عُمان، التي سيقودها عراقجي وويتكوف،  كما سيُعقد اجتماع فني بين خبراء نوويين من البلدين يوم السبت في العاصمة العُمانية مسقط.

 وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني: “من الضروري لنا إبقاء أصدقاءنا في الصين على اطلاع دائم بالتطورات والتشاور معهم” مؤكدا إنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج المحادثات الإيرانية الأميركية، لكن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح.

 وكانت الصين طرفًا في الاتفاق النووي لعام 2015 قبل أن ينسحب ترامب منه.

 وأضاف الوزير الإيراني: “لقد لعبت الصين دورًا مهمًا وبناءً في القضية النووية في الماضي، ومن المؤكد أن الدور نفسه ضروري في المستقبل”.