القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر

12 أغسطس 2025آخر تحديث :
القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر

قُتل 40 شخصاً على الأقل اليوم الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور. وفقاً لغرفة طوارئ المخيم، تم الإبلاغ عن إصابة أكثر من 19 شخصاً نتيجة للطلقات الطائشة والتصفية المباشرة.

أفادت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تحييد أكثر من 254 عنصراً من القوات المهاجمة، حيث توغلت قوات الدعم السريع داخل المخيم من الناحية الشمالية. وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر حصيلة القتلى، مشيرة إلى الانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين.

الهجوم جاء بعد أيام من التحشيد العسكري المكثف، تلاه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية.

منذ مايو/أيار 2024، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها. وفي أبريل/نيسان، سيطرت عناصر الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

قالت المصادر العسكرية إن القوات المسلحة السودانية تصدت لهجوم قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، مستخدمة أكثر من 500 سيارة قتالية. وقد تحولت هذه المحاولة لاجتياح المدينة إلى انتكاسة عسكرية، حيث استعاد الجيش السوداني عشرات المركبات العسكرية.

العقيد أحمد حسين مصطفى أكد أن الهجوم تم تنفيذه عبر 543 سيارة قتالية، انطلقت من معسكر زمزم، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع دفعت بمرتزقة ومجموعات تابعة للهادي إدريس والطاهر حجر في مقدمة الهجوم.

أبوبكر أحمد إمام، الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية، أشار إلى أن الهجوم جاء بعد تحشيد عسكري مكثف، مما دفع القوات المدافعة إلى الرد بقوة، مما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة.

في رسالة موجهة إلى القادة، دعا إمام إلى التحرك العاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة ما يتعلق بالجوع ونقص الإمدادات الأساسية.

مع مرور أكثر من عامين على الحصار، تغيّرت ملامح الفاشر، حيث بات السكان يرون في البقاء مقاومة. الباحث الاجتماعي أسعد إبراهيم أشار إلى أن الناس أعادوا تعريف معنى الحياة.

رغم القصف المتواصل، خرج سكان بعض أحياء الفاشر للاحتفاء بالمقاتلين، مؤكدين أن الفاشر تقاتل باسم الجميع. الناشط الإغاثي عبد المنعم عبد الله وصف الفاشر بأنها تختصر معنى الكرامة في زمن الانكسار.

الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح في العالم.